مقالات

علي سلطان  يكتب  الروهينغا أصحاب اخدود القرن الحادي والعشرين

علي سلطان  يكتب  الروهينغا أصحاب اخدود القرن الحادي والعشرين

 

خمس سنوات عجاف بائسات كئيبات قاسيات مررن على لاجئي الروهنيغا في معسكراتهم بل سجونهم على حدود بلدهم ميانمار ومع بنغلاديش.
اكثر من خمسة ملايين روهنغي من النساء والأطفال والرجال ممن بقي حيا يقيمون الان في سجن كبير له سياج عظيم من الاسلاك الشائكة.. ويعيشون حياة بائسة بلا امل يذكر في مستقبل افضل يزيل هذه المعاناة التي وصفت بانها اسوأ معاناة يتعرض لها
لاجئون في العالم.. انتهاك قسري واضح لكرامة الانسان وحريته وحياته.
نجا لاجئو الروهينغا من مذابح لا قِبل للعالم والانسانية بها من قبل منذ عهود المغول والتتار. وشهدوا من الفظائع والحرق احياء مالم تشهده اقلية مثلهم في هذا العالم من قبل.. وكان كل جريرتهم وذنبهم انهم مسلمون.. وهم أصحاب اخدود القرون المعاصرة.. تم القاؤهم احياء في نار الأخدود العظيم في ميانمار..!!
لقد شنت عليهم بلدهم بورما (ميانمار) حاليا البوذية حربا لا هوادة ولا رحمة فيها وطوال قرنين من الزمان شهدت بلدهم اراكان او ارخين او الروهينغا الاسم الحالي من الفظائع ما شاب من هوله الولدان.. ومن كتبت له الحياة من هؤلاء اللاجئين لا يصدق كيف نجا من أهوال لا توصف ولا تُحكى.. وسجلت ميانمار تاريخا بشعا شنيعا في سجل حقوق الانسان ليس مثله في العالم المعاصر.. وماتزال تواصل حربها اللا انسانية ضد مسلمي الروهينغا بلا توقف ولا وازع ولا خجل ولا خوف.. في عالم ضعيف خائر القوى لا يعرف غير لغة التنديد والشجب والاستنكار وهي كلمات مموجة بغيضة لا تُسمن ولا تُغني من جوع ولا تُبعد عذابا ولا تطفئ نار احقاد مشتعلة على الأرض وفي صدور قساة ميانمار..!
بدا تعرفي على مأساة مسلمي أراكان (الروهينغا) في تسعينيات القرن الماضي عندما تعرفت على شاب من أراكان او بورما اسمه فريد بدوي وكان يعمل سكرتيرا لمكتب مدير صحيفة الاتحاد في دبي الاستاذ عبدالله عبدالرحمن. وكان فريد مهتم بالتوثيق.. وعرفت منه على قصه شعبه ومعاناتهم ثم عرفني على عدد من زعمائهم الذين كان يفدون على دول الخليج بحثا عن مساعدات لشعبهم.. وكتبت وقتها عدة مقالات عن معاناة شعب اراكان المسلم.. ثم هدأت الاحوال قليلا وعادت الي السطح مجددا خلال السنوات الماضية التي شهدت ابشع كارثة انسانية يتعرض لها شعب على ظهر هذه الارض على الإطلاق.
والان لا يسلم لاجئو الروهينغا في معسكراتهم من البؤس والاذى فهم معرضون للمخدرات والنساء للاغتصاب والأطفال للخطف.. وتفشي الجرائم.. والمحاولات التي لا تتوقف للهروب الى خارج المعسكر.
وتشكو بنغلاديش باستمرار من العبء الملقى على عاتقها من تحمل كلفة لا جئي الروهينغا على حدودها وفي بلادها.
كان الله في عون مسلمي الروهينغا ذلك البلد المسلم الغني الجميل بثرواته وشعبه الذي عاش قرونا من العهود الإسلامية المشرقة.. تحت لواء الحكم والعدل الإسلامي.. ثم جاء الاستعمار البريطاني فاشعل نار الفتنة بين البوذيين في بورما ومدهم بالسلاح لحرب مسلمي اراكان.

إشتياق الكناني

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى