مقالات

علي سلطان يكتب  الحلومر من الخصوصية الى الصناعة

الخرطوم | العهد أونلاين

 

 

علي سلطان يكتب  الحلومر من الخصوصية الى الصناعة

ماعدت اشم رائحته تلك الذكية التي يحملها الهواء من الحيشان الواسعة الفسيحة الى فضاء الميادين والشوارع..

فيدرك الناس ان رمضان قد اوشك..وان شهر قِصيّر) قصير فعلا..!

و شهر شعبان ذلك الشهر الذي يكاد ينسى بين رجب ورمضان.. كان النبي صلى الله عليه وسلم يُكثر من

صيامه.. فهو شهر يغفل الناس عنه، وقليل من يجتهد فيه وبعتبره جسرا موصلا لرمضان.. فيجتهد في الصوم

والعبادة.. وهو شهر تعرض فيه الاعمال.
في كثير من الاحياء السودانية تتصاعد رائحة الآبري

(الحلومر) في شعبان(قصير).. واحيانا قبل ذلك حيث تجتهد النساء في شهري رجب وشعبان في تزريع وعواسة

الآبري احمرا وابيضا.. كانت المنافسات تحتدم بين النساء في البيوت.. ايهن اسرع تزريعا وعواسة.. وفيهن بالطبع

البارعات الماهرات في عواسته.. ويحصدن الاعجاب والثناء.

الآن بالكاد تشم رائحة عواسة الآبري في الاحياء.. ولكن عواسة الحلومر لم تندثر.. بل ما تزال موجودة ومرغوبة..

و اصبحت هناك تجارة رائجة هي صناعة الابري (الحلومر) يقف وراءها رجال وسيدات اعمال يمولون هذا العمل

ليُنتج بكميات كبيرة، ويتم العمل فيه مبكرا وقبل ثلاثة او اربعة شهور من رمضان ليكون جاهزا قبل وقت كافٍ ليتم

شحنه الى العديد من قارات العالم حيث يتواجد السودانيون.

واصبح سهلا ان تجد الابري متوفرا في العديد من المحال السودانية المتخصصة في بيع المنتجات السودانية كافة

من حلومر كركدي وتبلدي ودوم وتمر هندي ودخن ودقيق الكسرة.. الخ

وفي بعض البلدان تزايد عدد المحال السودانية مثل مصر والسعودية.

ولكن ماتزال كراتين رمضان تجوب مطارات العالم تحمل مالذ وطاب من منتجات سودانية مرغوبةوذات صلة بشهر

رمضان المعظم ومن اهمها الحلومر .. ولا يخلو بيت مغترب من كرتونة تحمل الفرحة للاسرة وهي تتاهب لصوم رمضان.

وبالمقابل فان هناك الكثير من الكراتين والبراميل التي تشحن من دول الخليج ومصر الي السودان محملة

بمتطلبات رمضان من مواد غذائية تخفف على الاسر تكاليف شرائها في السودان.

لم تعد اسعار مواد الابري رخيصة ميسرة بل اصبحت غالية، وبات من الصعب ان يتمكن كثير من الناس شراء

تلك. المواد.. فاصبح الحلومر سلعة غالية.. ولكن السودانيون بتكافلهم الجميل يوزعون الابري.. وتجد كل اسرة نصيبها وزيادة.

اللهم بلغنا رمضان تامين ولامين.. اللهم آمين.

إشتياق الكناني

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى