مقالات

صلاح الدين عووضة يكتب : غلطة عنان!

صلاح الدين عووضة يكتب : غلطة عنان!

فهو غلطان..
بل اقترف خطأً كبيراً بصفته وزيراً للداخلية؛ ومديراً عاماً للشرطة..
وذلك بشأن الضابط المتهم بقتل متظاهرٍ قبل أيام..
فقد اكتفى فقط – وأكرر كلمة فقط – بإحالة الضابط هذا إلى النيابة العامة..
ورفع عنه الحصانة الشرطية..

وتم توجيه تُهمة القتل العمد له؛ وفقاً للمادة 130 من القانون الجنائي..
ولكن هذا كله لا يكفي..
وأنا هنا أضم صوتي إلى أصوات منسوبي حزب البعث السوداني بشقيه..
الذي يتبع لبعث العراق؛ وذاك التابع لبعث سوريا..

فقد كان بعثيونا هؤلاء الأعلى صوتاً تجاه جريمة ضابط الشرطة هذا..
ولم يعجبهم ما اتخذه عنان من إجراءات في مواجهته..
لا توقيفه… ولا رفع الحصانة عنه… ولا

تسليمه للنيابة… ولا اتهامه بالقتل..
وأنا مثلهم لم يعجبني هذا..
وأقول لكم ما كان يتوجب على الفريق أول عنان فعله في حق هذا الضابط..
ونبدأ بوجهة نظر الشق العراقي في حزب البعث..

أن يأمر عنان بتجميع منسوبي الشرطة كافة في مكانٍ بعيد عن السكان..
وحبذا لو كان المكان هذا هو فضاء جبل كرري..
أي المكان ذاته الذي أباد فيه جيش كتشنر أنصار المهدية بمدافع المكسيم..
ولكن المدافع هذه باتت محض سلاحٍ بدائي الآن..

فالعالم تطور… والأسلحة تطورت… والعقليات التي تجنح للإبادة تطورت..
وسنشرح لكم ذلك من منظور العقلية الصدَّامية..
أو منظور عقلية حزب البعث العربي العراقي في معاقبة المغضوب عليهم..
فهنالك وسيلتان – ناجعتان – في تنفيذ العقوبة..

إما بإطلاق رصاصٍ من رشاشات حديثة كما حدث في مجزرة الدجيل..
أو بتوجيه السلاح الكيماوي كما في مجزرة حلبجة..
فهل فكر السيد عنان في مثل هذا الحل حتى يشفي صدور قومٍ ثائرين؟..
كلا؛ إذن فهو غلطان… ثم غلطان..

ثم نأتي لوجهة نظر الشق الآخر لحزب البعث الذي يرتبط بالبعث السوري..
فهو يتفق مع أخيه الشق العراقي في حجم العقوبة..
إلا أنه يختلف معه في الكيف؛ وذلك اقتباساً من التجربة السورية الأسدية..
فثمة تجربتان – فريدتان – هنا أيضاً..
تجربة الأسد الكبير – الوالد – حافظ؛ وتجربة الأسد الصغير الابن بشار..
وعليه كان على عنان أن يلجأ إلى أحد خيارين..

إما خيار الأسد – الأب – فيفعل بمنسوبي الشرطة ما فعله هذا في حماة..
وإما خيار الأسد الابن فيلقي عليهم البراميل المتفجرة..
وبما أنه لم يفعل أيَّاً من الخيارين هذين فلا معنى لكل ما اتخذه حيال الضابط..
لا معنى لرفع الحصانة عنه..

ولا تسليمه للنيابة… ولا لومه على فعلته… ولا توجيه تهمة القتل العمد له..
ونختم بإسداء نصيحة للسيد برهان..
نصيحة قيمة إلى أن يحين أوان مشاركة البعث في سلطة قحت الانتقالية..
أن يتحرى الدقة عند اختيار وزيرٍ للداخلية..

وتتمثل الدقة هذه في أن يكون الوزير المختار مشبعاً بروح الفكر البعثوي..
والذي يفضل الحلول الجمعية على الفردية..
ونعني بالجمعية مثل حلول البعث في كلٍّ من حماة… أو حلب… أو حلبجة..
وليست حلول عنان المصوبة نحو فردٍ واحد..

ثم هي حلول لا معنى لها تتمثل في مجرد رفعٍ حصانة… وتسليمٍ للنيابة..
ثم توجيهٍ لتهمة القتل العمد..
فيا سيد برهان… عليك بالسيد عنان..
فإنه غلطان!.

المصدر : الصيحة

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى