مقالات

شمس الدين المصباح يكتب : فإن هم ذهبت أخلاقهم ، ذهبوا !!

شؤون وشجون

 

فإن هم ذهبت أخلاقهم ، ذهبوا !!

 

مساء أمس الإثنين وبعد إنتهاء يوم عمل شاق ومضني للغاية بسبب الكهرباء -( قاتلها الله )- وصبرنا علي عذابها وأذاها !!
وعند الحادية عشر والربع مساء وبينما نحن وقوف في تقاطع ،
(المك نمر) مع شارع الجيش ( القيادة) ، هذا التقاطع المهم والمشهور بتقاطع الأسنان وذلك لأنه يقع جوار مستشفي الأسنان !!
وبينما نحن وقوف في إنتظار الإشارة الخضراء ، في ذات الأثناء تأتي عربة مسرعة من الغرب للشرق -(ليلي علوي مظللة)- وتقطع الإشارة وتصدم شاب يقود موتر صدمة عنيفة وخطيرة !! وتوقفت العربة غير بعيد قبالة مستشفي الأسنان من الناحية الشرقية ولم ينزل السائق !!
في ذات الأثناء إنشغل الجميع
-(كعادة السودانيين الشرفاء)- إنشغلوا بإسعاف المصاب ورفعه من الأرض ورفع الموتر من فوقه !!
وكانت المفاجأة العجيبة والغريبة ،
أن فر سائق اللاند كروزر المظللة ،
فر بعربته مسرعا واختفي في لمح البصر !! ولم يترك -(بتصرفه المستهجن والشاذ)- لكل الحضور ،
لم يترك لهم إلا الحيرة والدهشة والإستغراب من هذا التصرف الغير كريم وغير أخلاقي
ولا يشبه سلوك وأخلاق السودانيين في شئ بتاتا !!
وهو تصرف ليست لصاحبه علاقة ، بالمروءة والشهامة ونجدة وإسعاف المصاب !!
وهو تصرف ليس لصاحبه علاقة ،
لا بالأخلاق ولا بالدين !!
وإن كان بسلوكه -(الشاذ والوضيع)- قد فر وهرب ولم يتعرف عليه أو يكتشفه أحد ، أين سيهرب ويفر من عدالة السماء ومن المولي عز وجل !!
وقطعا سيحكي لأقرانه وندمائه -(والذين هم علي شاكلته)- سيتمشدق ملء فيه !! وسيحكي لهم عن هذه البطولة التافهة والمغامرة الحقيرة ،
بإعتبار أنه فعل فعلته هذه ،
( وكب الزوغة ) !!

شؤون أخري :

وليس في الأمر عجب ،
إذ كوننا نعيش في عصور الجاهلية الجهلاء !! ونعيش في عصور الفوضي والتيه والغي الموفي والمفضي بأهله ، إلي النار !!
أو كما قال -(زياد إبن أبيه)- في بترائه الشهيرة !!

شجون :

قديما قال الشاعر :
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت ،،
فإن هم ذهبت، أخلاقهم ، ذهبوا !!

نواصل …………..

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى