شمس الدين المصباح يكتب : الخليفة ، شرف الدين ،، سليل الصالحين !!
شمس الدين المصباح يكتب : الخليفة ، شرف الدين ،، سليل الصالحين !!
شؤون وشجون
كان آخر عهدي به ، عندما هاتفني ، يواسيني ويعزيني ، في الراحلة المقيمة والدتنا الحاجة زهراء ،
وأكد لي في ذات المحادثة، أنه وبمجرد وصوله للخرطوم سيزورنا ويلتقينا لأداء واجب العزاء بدارنا بالقلعة الطيبية بالسروراب، إلا أن أقدار الله كانت تقول غير ذلك !!
عليه .. وعلي والدتنا رحمة الله !!
وكعادته دائما .. وبأريحيته المعهودة .. وبشفافيته ومودته وحميميته التي يتميز ويتفرد بها عندما يلتقيك أو يحادثك ،
وكعادته، لا ينسي وهو يحادثني، أن يذكر بالخير تلك الأيام الجميلة والنبيلة التي جمعته مع الراحل المقيم والدي (شيخ المصباح الدسوقي) بالسعودية، في أعمال جلائل، يظل يجتر ذكرياتها الرائعة دائما وأبدا !! حياهما الله وتغمدهما بواسع رحمته ، فقد كانا يتشابهان خلقا وخلقا !!
ذات الأحاسيس والحميمية والمشاعر الجياشة، الصادقة والسلوك النبيل الذي كان يغمرنا به شقيقه ، الراحل المقيم فضيلة مولانا (الشيخ عبدالله البدري) !!
عليهم جميعا الرحمة والمغفرة والرضوان والقبول الحسن !!
وكأني بأرواحهما متقاربة ومتحابة ومتآلفة ، تماما ، مثلما كانا في الدنيا أخوين متحابين ونبيلين !!
شؤون :
الحديث عن مولانا الخليفة شرف ، يطول ولا ينتهي ، بل ويكون ذو شجون !!
وأحسب أن روحه الطاهرة وقد تلقفتها حواصل طير خضر وسمت وإرتقت بها إلي أعلي عليين ، حيث السعادة الدائمة .. والنعيم المقيم .. والهناء السرمدي ، الذي لا ينتهي ولا يفني .. ولا يزول !!
وصادق العزاء لأبنائه البررة وللخليفة البشري وإخوانه وللخليفة صديق وأبناء إخوانه وللأحفاد والأصهار ولعموم آل الشيخ البدري وكل الأهل والعشيرة بالقدواب وجاد الله وكل محلية بربر .. والعزاء موصول لأسرة جامعة الشيخ عبد الله البدري .
شجون :
كأني بالشاعر قد عني الخليفة شرف الدين ونعاه حين قال :
كذا فليجل الخطب وليفدح الأمر ،،
فليس لعين لم يفض ماؤها عذر !!
توفيت الآمال بعد الخليفة شرف ،
وأصبح في شغل عن السفر السفر !!
وما كان إلا مال من قل ماله ،،
وذخرا لمن أمسي وليس له ذخر !!
كأن ( آل البدري ) ، يوم وفاته ،،
نجوم سماء ، خر من بينها البدر !!
يعزون عن ( ثاو ) تعزي به العلا ،،
ويبكي عليه البأس والجود والشعر !!
عليك سلام الله وقفا ، فإنني ،،
رأيت الشيخ الجليل ليس له عمر !!
وكأني بالشاعر الآخر ،
قد عناه .. ونعاه حين قال :
بكاؤكما يشفي وإن كان لا يجدي ،،
فجودا ، فقد أودي نظيركما عندى !!
ألا قاتل الله المنايا ورميها ،،
من القوم ، حبات القلوب علي عمد !!
توخي حمام الموت خيرة أهلنا ،،
فلله ، كيف إختار لؤلؤة العقد !!
طواه الردي، عنا، فأضحي مزاره ،،
بعيدا علي قرب ، قريبا علي بعد !!
أريحانة العينين والأنف والحشا ،،
ألا ليت شعري ، هل تغيرت عن عهدي ؟؟
وأنت وإن أفردت في دار وحشة ،،
فإني بدار الأنس في وحشة الفرد ،،
عليك سلام الله مني تحية ،،
ومن كل غيث صادق البرق والرعد !!
وسبحان من له الدوام !!
وإنا لله وإنا إليه راجعون .