مقالات

د .مصطفى محمد محمد صالح يكتب:الرزق

د .مصطفى محمد محمد صالح يكتب:ا لرزق

ما الرزق؟ وما أنواعه؟ وما أسبابه؟ وهل الرزق في الأشياء الماديه فقط؟ وهل يشترط السعي لجلب الرزق؟. يروي ان رجل حطاب عاشه مع أسرته صغيره، قرب أحد الغابات، يقوم كل صباح ويأخذ فأسه، ويذهب للغابه ليجمع بعض الأخشاب ويذهب بها إلى السوق، ليقوم ببيعها ويأخذ ثمنها ليشتري بعض حاجات أسرته. وفي يوم من الأيام وهو في الغابة ضرب بفأسه أحد الأشجار لكن الضرب لم تصيب الشجرة ، وإنما ضربت صخرة كبيره صماء كانت بجوار الشجرة، فكسرتها وكانت المفاجأة الكبيره والتي أذهلت الحطاب أن وجد داخل الصخرة حشرة صغيره معها طعام وماء، فقال سبحانه الله الذي رزق هذه الحشرة الصغيره داخل هذه الصخرة الصماء، فقرر أن يعود إلى بيته فورا. وقال في قرار نفسه لن أعمال في جمع الحطب منذ اليوم، فكما رزق الله سبحانه وتعالى هذه الحشرة في الصخرة الصماء ،قادر أن يرزقني وعاد إلى بيته ، فقالت له زوجته، لما عدت باكرا اليوم، هل فرغت من عملك وجلبت حاجات البيت ؟ قال لها ماحدث في الغابة، وأنه قرر أن لا يذهب الي العمل لأنه يعتقد بأن رزقه ورزق أسرته سوف يأتيه، فحاول زوجته أن تناقشه في فهمه إلا أنه رفض ذلك .ومرت أيام والحطاب جالس في بيته و الا يذهب لعمله ولم يدخل عليه أي دخل. وفي يوم خرج الحطاب ليقضي حاجته الطبيعيه في خرابه مجاورة لبيته وبعد أن فرغ أراد أن يدفن فضلاته فلم حفر وجد جرة كبيره مملوءه بالذهب ،فقام بدفنها، ثم حفر الثانيه فوجد جرة اخري فيها ذهب فدفنها أيضا ،وحفر خمس مرات وفي كل مره يجد جره ذهب. فوصل عدد الجرات سبعه، فقال لقد اعتقدت بأن رزقي سوف يأتيني ، لذلك لن أخذ أشياء من هذه الجرات، لأن رزقي سوف يأتيني حتي بيتي. فذهب لأخيه وقص له حكاية الجرات السبعه المليئة بالذهب ومكانها وطلب منه أن يأخذها. وكان أخوة رجل شرير وغير كريم وطماع فذهب ليلا متخفيا، حتي لايراه أحد في المكان الذي حدده له أخوه الحطاب. وعندما قام باستخراج الجرات السبعه وقام بفتحها وجدها مملوءه بالعقارب والثعابين فقال وهو غضبان إن أخي أراد أن يتخلص مني ،لكني سوف أتخلص منه، فقام بحمل الجرات السبع وتفريغها في بيت أخيه، وفي الصباح فوجيء الحطاب بوجود سبع كيمان ذهب في بيته فقال سبحان الله الوهاب والرزاق وصاحه مناديا زوجته وأولاده تعالوا أنظروا ماذا وجدت فقالوا جميعا سبحانه الملك . يمكن من خلال هذه القصه الخيالية أن نستنتج مايلي :- 1 /أن الرزق: هو كل ما يتحصل عليه الشخص من موارد مادية ومعنوية، سواء تم الحصول عليها بطريقه العمل أو هبه . 2 /الرزق بيد الله سبحانه وتعالى وحده حيث قال تعالى في محكم التنزيل في سوره الذاريات ايه (56-58)”وما خلقت الجن والانس إلا ليعبدون ما اريد منهم من رزق وما أريد ان يطعمون أن الله هو الرزاق ذو القوي المتين ” صدق الله العظيم. وجاء في سوره فاطر الايه الايه (3)”هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والارض لا اله الا هو فأني تؤفكون” صدق الله العظيم. وجاء في الحديث: ” أن روح القدس نفث في روعي انه لن تموت نفس حتي تستكمل رزقها واجلها “أخرجه أحمد. 3 / الرزق نوعين : الأول رزق يطلبك ويأتي إليك وهذا من فضل الله على العبد. والثانى رزق تطلبه اي تسعي تعمل من أجل الحصول عليه وهذا من عدل الله. سبب كما يقول علماء الأصول :هو وصف ظاهر منضبط يترتب على وجوده وجود وعلي عدمه عدم. وبالتالي فإن سبب رزق انه من الله وحده اما السعي و حالاته فهي متعدده ومتنوعة منها العمل والحصول على شهادات عليا وغيرها ولمزيد من التوضيح نجد مثلا الصياد الذي يذهب إلى البحر يصطاد السمك ويضع الطعم في السناره أو في الشبكة ويجلس طول اليوم والا يصطاد سمكه واحده بالرغم من أنه عمل ولكن أين الرزق؟ . 4/ مفهوم البركه في الرزق :هو أن يعطي الرزق كل المنافع والخيرات التى قدرها الله فيه . 5 / من العوامل التي تجلب الرزق : كثرة الاستغفار، زياره الأرحام، الحج والعمرة . نسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان يبارك لنا في رزقنا ويحفظ أبناءنا وأبناء المسلمين .

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى