مقالات

د. محمد خير حسن محمد خير يكتب : هكذا تولد الأفكار العظيمة

*رهاب……… رهاب*
هكذا تولد الأفكار العظيمة
================

*بقلم / د. محمد خير حسن محمد خير*

*عودا” على بدء*

عندما قام وزير المالية إبراهيم البدوي بزيادة مرتبات العاملين بنحو 586٪ وفرح العاملين حينها أيما فرحة تنبأنا حينها بأن هذه الزيادات ستصب فقط في خانة زيادة معدل التضخم وليس تحسن معاش الناس ومستوى رفاهيتهم وقلنا حينها أن معدل التضخم نتوقع له أن يتحول من *Two digit* إلى *Three digit* وهو ما حدث بالفعل حيث زاد معدل التضخم وكسر حاجز ال400٪ ونافسنا فنزويلا في مركزها الأول بجدارة ومن ثم بدأ الانخفاض حسب إحصاءات الجهاز المركزي للإحصاء ولا ادري مبررات هذا الانخفاض فلم يحدث تحسن في أداء القطاعات الإنتاجية ولا حدث انخفاض في المستوى العام للأسعار بل بالعكس رفع الدعم عن الكهرباء وزيدت اسعار المحروقات وحدثت زيادات مقدرة في الإنفاق الجاري في الموازنة وانخفضت قيمة العملة الوطنية بعد إنفاذ سياسة تحرير سعر الصرف َذلك بعد قرارات لجنة الطوارئ الاقتصادية وخروج بنك السودان من عمليات التحكم في سعر الصرف عبر إعلان السعر التأشيري للبنوك التجارية والصرافات.. واستمرت الزيادة في المستوى العام للأسعار رغم تراجع بنك السودان عن سياساته والدخول إلى سوق النقد الأجنبي وضخ كمية مقدرة من النقد الأجنبي إلى البنوك والصرافات مما كان له الأثر الممتاز على سعر صرف العملة الوطنية والتي وصلت إلى نحو 780 جنيه للدولار في السوق الموازي وتراجعت إلى نحو 570 جنيه على المتوسط ….
وفي عهد وزير المالية والتخطيط الاقتصادي دكتور جبريل إبراهيم وتحت ضغوط قوي الخدمة المدنية والأجهزة الأمنية انفذت زيادات كبيرة في الأجور دونما حدوث أي حراك يذكر في أداء القطاعات الإنتاجية خاصة قطاع الصادر مما سيعيدنا إلى ذات الدائرة الجهنمية التي عانينا منها إبان وبعيد عهد دكتور ابراهيم البدوي ونعيد قولنا الذي قلناه من قبل أن هذه الزيادات إن لم تجد ما يمتصها من زيادات مقابلة في ناتج الأمة من السلع والخدمات فإنها ستعود وتصب في خانة التضخم… ومازالت بعض الجهات تنادي بضرورة تمييزها بهيكل راتبي خاص بها مثل أساتذة الجامعات ( وانا من قبيلتهم) و معلمي التعليم العام وهم جديرون بذلك ولعله قد وافق المجلس السيادي على إنفاذ الزيادة المقترحة لوزارة التعليم العالي ولربما وجه وزارة المالية لإنفاذ الأمر بعد المتابعة اللصيقة والحثيثة لوزارة التعليم العالي في عهد بروفسور دهب والذي جعل الأمر في قمة أولوياته .. نعود فنقول انه اذا لم يحدث حراك موازي في أداء القطاعات الإنتاجية ذات الأولوية فلن تسعد ويتحسن مستوى معاش مكونات الخدمة المدنية ومنسوبي التعليم العالي والتعليم العام والأجهزة الأمنية وغيرها بهذه الزيادات بل سيبتلعها السوق كما ابتلع التي سبقتها … الله اسأله أن يهدنا ويهدي مسؤولينا من امرنا وامرهم رشدا

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى