د. محمد خير حسن محمد خير  يكتب :المهن الهامشية إلى أين؟؟؟؟!؟؟

 د. محمد خير حسن محمد خير  يكتب :المهن الهامشية إلى أين؟؟؟؟!؟؟

رهاب……………….رهاب
هكذا تولد الأفكار العظيمة
17 فبراير 2023

طلبت مني صحفية بصحيفة التيار تقديم إفادة حول أسباب تناقص أصحاب المهن الهامشية في ولاية الخرطوم… ولعل افضل مدخل لافادتي بعض الإحصاءات التي حصلت عليها من بعض التقارير غير (الموثوقة) بيد أنها رغم عدم موثوقيتها الا انها تعكس واقع الحال ببلادنا المأزومة…
جاء في التقرير أن 90 ٪ من الشعب السوداني تحت خط الفقر نتاج التدهور المريع في الوضع الاقتصادي والسياسي والأمني..

وان مستوى الأجور رغم محاولات التحسين لا تغطي ولو جزء يسير من الحاجات الاساسية للأسر ولذلك تدهور مستوى معاش الناس على نحو لم يسبق له مثيل..

.
جاء في ذاك التقرير أن الحد الأدنى للأجور في بلادي الحبيبة لا يتجاوز 9240 جنيه والتي تعادل نحو 16 دولار أمريكي وان متوسط الأجور يعادل 37900 والتي تعادل نحو 66.5 دولار أمريكي ..

ولعل واحد من أهم مسببات تزايد قطاع المهن الهامشية ينتج عن الهجرة من الأرياف إلى المدن بحثا” عن الخدمات والتي جاءت خصما” على حجم ناتج الأمة من السلع والخدمات.. خاصة في القطاع الزراعي بشقيه النباتي والحيواني آخذين في الاعتبار أن معظم الذين يهاجرون من الأرياف إلى المدن كانوا في الغالب يمتهنون الزراعة أو الرعي ولذلك

هجرتهم إلى المدن تأتي خصما ” على مستوى العمالة في مواطن الإنتاج وتضغط علي مستوى الخدمات في المدن بل وتولد مزيد من الظواهر السالبة من إجرام وتعاطي وتداول المخدرات وتفشي الجريمة، كما تضخم الهجرة حجم العطالة المقنعة…

كما أن تدهور الوضع الاقتصادي والركود التضخمي أثرا سلبا” علي أداء كافة القطاعات الإنتاجية والقطاع التجاري على وجه الخصوص والذي أدى إلى ارتفاع معدل البطالة والمستوى العام للأسعار ومن ثم تدهور مستوى الدخول الحقيقية وبالتالي مزيد من التدهور في معاش الناس… وقد جعلت هذه المآلات المدن الكبرى ليست جاذبة كما كان الأمر من قبل

بل أصبحت طاردة، نتاج الزيادة الكبيرة في تكلفة المعيشة أضف إلى كل ذلك محاربة المحليات في المدن الكبرى للمهن الهامشية ومضايقتهم بالازالات المستمرة، وقد دفع كل ذلك الكثيرين إلى هجرة معاكسة إلى الأرياف حيث بساطة الحياة ورخاءها نسبيا” مقارنة بوضع المدن الكبرى والذي ربما تمخض عنه أثرا” ايجابيا” على حجم قطاع المهن الهامشية وبالتالي حجم العطالة المقنعة وحجم ناتج الأمة من السلع والخدمات..