مقالات

د. محمد حسن فضل الله يكتب : خطاب البرهان.. قراءة من ضفة النهر الأخرى

خطاب البرهان.. قراءة من ضفة النهر الأخرى
د. محمد حسن فضل الله
————————————————-
▪️اثبت الخطاب أن قرار السودان مرتهن بالكلية للخارج.. وان خطة فولكر تم اعتمادها دون أدني تعديل ، وأثبت الدور المقدر للكفيل (الأمارات،  السعودية )في تشكيل الواقع الجديد بالسودان، برعاية مقدرة من اليانكي  الأمريكي ، واسقط الخطاب ورقة التوت الاخيرة التي كانت تغطي عورة السيادة الوطنية.
▪️أكد الخطاب علي الحقيقة المرة التي كانت تدور همسا حول (هشاشة) القيادة الحالية للقوات المسلحة وضعفها، وتخبطها، واكد بجلاء حالة ( التردد) الكبير  للسيد البرهان وصحبه في مجلس السيادة، وقدم بشكل مباشر اعتذرا علنيا عن قرارات ٢٥ اكتوبر (التصحيحية) ، ودمغها بالخطأ وكان الخطاب بمثابة توبة منها ، وندم عليها  .

▪️توقيت الخطاب عقب تظاهرات  ٣٠ يونيو وماتبعها من تتريس في الشوارع، بعث الروح لدي قوي (قحت) وصورها انها  المنتصر الكبير ،وأنها افلحت في تحقيق شعارها، واجبرت العسكر على العودة للثكنات، وبالتالي زدات اسهمها بشكل كبير يؤدي بالضرورة الي تقوية موقفها التفاوضي ، واستعلاء خطابها الاعلامي ، وزيادة غرورها الطفولي.

▪️وضع الخطاب أمر البلاد برمته لدي الالية الثلاثية لتكمل علي مهل ، ونار هادئه طبختها السياسية بتمكين عملاء السفارات في الفترة القادمة لمواصلة خطة تفكيك السودان، وتدمير قدراته واعادة إنتاج نماذج من نسخة (كرازاي) المعدلة في السودان .
خذل الخطاب حلفاء البرهان السياسين من لدن لناظر ترك  والتوم هجو  وحتي الحرية والتغيير مجموعة التوافق الوطني وغادر البرهان المشهد ليترك ظهورهم  مكشوفه ، تطاردهم الاتهامات باعوان الانقلابيين ، ولتلقي بهم(أحزاب 4 طويله) الي دائرة الاقصاء والتهميش من جديد ، وهم يعضون بنان الندم علي ركونهم الي برق خلب ، وماء سراب، وثقتهم في حليف متردد .. غادر ارض المعركة وتركهم  يرددون  قول المتنبي  (وَمَن يَجعَلِ الضِرغامَ بازاً لِصَيدِهِ..تَصَيَّدَهُ الضِرغامُ فيما تَصَيَّدا).

▪️الخطاب سيلغي بظلاله من جديد علي الجهاز التنفيذي من بعد استقرار لتعود من جديد قرارات الاعفاء للوكلاء، ومديرو الجامعات ، وقادةالخدمة المدنية والولاة، ويفتح الخطاب شهية ( 4طويلة ) للحكم ويقوي امالهم فيه بعد أن كادت ان تصبح سراباً، وبعد أن تبدلت امالهم .. لتبدأ من جديد عودة كوادرهم الي درجات الحكم .. وتشهد عودة كوادر اليسار والقحاته من جديد وفي مقدمتهم نصر الدين عبد الباري ومفرح، والقراي ،ولقمان، ومناع ، والرشيد سعيد وآخرين .

▪️أكد الخطاب أن الفترة الانتقاليه لن تنتهي ابدا ،فكلما قاربت فترتها علي النهاية  يتم تجديدها من بعيد وأثبت الخطاب ان الانتخابات أصبحت حلما عسير المنال أن لم تكن اضحت من الخرافات ولحقت (بالعنقاء) في أساطير العرب ، أو أسطورة (الغول) عند أهل السودان، وان مواعيدها ليس إلا نسخة جديدة من وعود عرقوب .
فتح الخطاب الباب من جديد لغياب العدالة وسيادة عهد جديد من الظلم والتشفي والإقصاء ، وسيادة خطاب الكراهية  ، واعلن بقوة عن عودة لجنة التمكين لتعاود التشفي والتنكيل ولديها مهمتين الأولى: النظام القائد والثانية: اعوان انقلاب ٢٥ اكتوبر.

▪️ترك الخطاب القوات المسلحة والاجهزة النظامية الاخري تواجه مقصلة التفكيك والتشريد تحت ستار اعادة الهيكلة، واعادة تشكيل العقيدة العسكرية ، واعادة إحلال عناصرها بعناصر من المقاومة ، وغاضبون بلاحدود ، وملوك الاشتباكات ..  انتقاما لمساندتهم إجراءات ٢٥ أكتوبر الانقلابية .

▪️بالجملة الخطاب اضاف الي الواقع المأزوم في السودان، أزمة أشد وانكى ،وقضي علي اخر جذوة من الأمل في نفوس أهل السودان

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى