Uncategorized

د. لؤي عبدالمنعم يكتب :ريان مضى و آخر بقى.. و إرادة الله نافذة فيهما

ريان مضى و آخر بقى.. و إرادة الله نافذة فيهما
بقلم : د. لؤي عبدالمنعم
خبر وفاة الطفل ريان تسبب في موجة حزن عالمي، شملت رؤساء و مرؤوسين و فئات و اعمار مختلفة في كل بقاع العالم .. تمنى له الجميع الخروج سالما و لكن إرادة الله أرادت أن يحلق بجناحيه إلى جنة الخلد بعد ان مكث حيا في رعايته خمسة ايام في قعر الجب كما مكث سيدنا يونس في بطن الحوت يناجي ربه و كما جلس سيدنا يوسف يدعوا ربه في قلب البئر الذي القي فيه .. مضى ريان إلى ربه بعد ان أخرج حيا و اجتمعت له الخلق من كل حدب و صوب و سخرت له كل الامكانيات المتاحة ، مضى ليعلم عباد الله انهم ضعاف مهما أوتوا من العلم و ان الموت و الحياة بيد الله وحده.. اذكر ان أسرة هندية تدين بالهندوسية مكونة من زوج و زوجة كانوا يسكنون بجواري في مدينة الشارقة بدولة الامارات (الباب في الباب) و رزقوا بطفل لهم في سن متقدمة من العمر و كان والديه سعيدين به سعادة لا توصف فهو طفلهم الوحيد الذي خرجوا به في خريف العمر، و قد وزعوا الحلوى على الجيران يوم ولادته .. و في ذات يوم اثناء قيام الأم بغسل الطفل الرضيع سقط من بين يديها و ارتطم رأسه بالأرض و توقف عن التنفس كما توقف قلبه عن العمل .. سمعت زوجتي صراخ والدته التي استغاثت بالجيران بعد ان اتصلت بزوجها لتخبره ما حدث، طرقت الباب بقوة و هي تصيح انقذوا ولدي، و بعد ان حاولت زوجتي اغاثته دون جدوى اتصلت بي لتخبرني وفاة الطفل، و هو ما أكده فريق الإسعاف الذي هرع إلى المبنى و عاين الطفل، و قد حضر والده مسرعا من عمله و حمل طفله للمستشفى منكسرا لاستخراج شهادة الوفاة .. مرت ساعات لم أتمكن فيها من التركيز في عملي، و بعد ان أديت صلاة العصر في المكتب دعوت الله ان ينجي طفل الجيران و ان يجعل ولدهم سببا في دخولهم الإسلام، و بعد ذلك جلست بعد الصلاة اتأمل ما حدث للجيران و اتخيل شعورهم في هذه اللحظات العصيبة فخطر في بالي فجأة ان الطفل لا يزال حيا بطريقة غريبة، و أنه بحاجة إلى صدمة كهربائية لتنشيط القلب على العمل مجددا، فقمت بالاتصال بزوجتي و طلبت منها ان تخبر الجيران بذلك ثم توجهت لمنزلي القريب من مكتبي فوصلت و وجدت الأم المكلومة في ممر العمارة مع الجيران بعد ان رافق زوجها طفله إلى المستشفى لاستخراج شهادة الوفاة، طلبت منها رقم هاتف زوجها و اتصلت به و طلبت منه ان يسأل الطبيب اذا توفر جهاز صدمات كهربائية بالمستشفى لانعاش قلب الطفل، فسأل والد الطفل الذي تمسك بالأمل الطبيب ( بعد ان اقنعته ان هناك أطفال مكثوا تحت الماء لساعات طويلة بسبب الفيضانات و خرجوا احياء)، اخبره الطبيب ان الجهاز موجود لكن مرت عدة ساعات على الوفاة لذلك لم يستخدموا الجهاز فاقنعت والد الطفل بأن يصر على الطبيب الذي وقع شهادة الوفاة ان يستخدم الجهاز ليثبت ان الطفل ميت فعلا و ليقطع الشك باليقين .. و كانت المفاجأة ان الطفل عاد قلبه للعمل ثم بدأ يتنفس بمساعدة الاطباء و عاد برفقة والده إلى المنزل، فحضر الزوج و زوجته و معهم قالب حلوى للتعبير عن شكرهم، و سألتني الأم الهندية عن سبب اصراري على أن طفلهم لازال حيا، فقلت لها مجرد خاطرة تبقى ان يتحقق الشق الثاني منها فقالوا لي ما هو، قلت لهم ان تدخلوا في الإسلام سكت الزوج مندهشا لكن زوجته وعدت بالتعرف علي دين الإسلام.

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى