مقالات

د.عبدالسلام محمد خير يكتب : فى عيد الراديو(ناس الإذاعة) يكرمون أنفسهم

فى عيد الراديو(ناس الإذاعة) يكرمون أنفسهم
كتب د.عبدالسلام محمد خير:
هواجس الإقتراب وأشواق التقارب تسيطر على المزاج العام..يشتهون التسامح ويتزلفون لأدواته وأوفرها بين أيديهم،ذاك الساحر المحتفى به عالميا اليوم مقترنا بأشواق البشرية(الراديو..الثقة)..بلغتني دعوة من(هنا أم درمان)إستهدفت المتعلقين مازالوا بإعلام البلد والأمور عصية منذ إطلالة علي شمو وأبوعاقلة يوسف من منصة القصر والعلم يرفع،فيرفرف لأول مرة..دعوة تذكرك بفضيلة الوفاء لكائن وطني بالغ الصدى برغم أنف(الرقمنة)وعلة(الإمكانات)ومهددات(النجومية)..ماذا يكون إلا أنه بعض ذكرياتنا الصادقة ونبيلة؟!..هل ننسى مافعل بنا الراديو منذ(أيام جهلنا)؟!..أنا ما نسيت!..جاهرت بها ردا على تغريدة تلقيتها من أمريكا تلمح بأن المقصود بالإحتفال إستفتاء ضد النسيان عبر إستبانة هي دندنة بصوت(كابلي)ذاك المفعم إلهاما(لو إنت نسيت)!.الراسل(بلدوزر) النسيان..(جزلي)!.
المذيع الدكتور عمر الجزلي ليس وحده من انبرى لمعركة التوثيق فى البلاد(2500 حلقة)من(أسماء فى حياتنا)..يؤاذره موثقون أوفياء للمهنة منهم من خرج لمناسبة(العام الدولي للراديو)بحرقة،يدون سيرة نجوم الإذاعة ولسان حاله(من غير أهل الإذاعة يكرم أهل الإذاعة)؟!..أوهكذا تصورت دوافع المذيع الطيب قسم السيد وهو يبشرنا(أحدثكم عن ملوك البرامج بالإذاعة السودانية) فيسامرنا بسيرة فخمة لهؤلاء(الملوك)..قائمة يستهلها بالملك- أقصد البروف صلاح الدين الفاضل..الروعة كامنة فى حضور باذخ للبروف على الهاتف برغم أجواء الإستشفاء، متعه الله بالصحة والعافية.
القائمة تصدرها الاستاذ محمد خوجلي صالحين(تلكم النبرة القوية)والاستاذ محمد سليمان(أشهر البرامج الحوارية)..هناك من تفردوا،فالاستاذ صالح محمد صالح تولى إدارة الأخبار بالإذاعة والتلفزيون حين دمجتا لأول مرة، بدرجة مدير عام فى أول هيئة بقيادة الاستاذ الفاتح التجاني 1980، فضلا عن توليه مهام المدير العام لكليهما لاحقا..ثم إني لا أذكر مثيلا لبرنامج(ثلاثة شخصيات وموضوع)للأستاذ معاوية حسن فضل الله(مدير عام سابق للهيئة)،مما يجعل هذه القائمة مبادرة مقدرة،مفتوحة..إن بصمات الإذاعة وأهلها على كل لسان،فلتكن الإحتفالية فرصة لقرارت داعمة،منها آلية للتوثيق تتولاها الهيئة والوزارة والدولة إنصافا لمن أسسوا الراديو فى السودان،صنو(المهنية والوطنية) المنشودة اليوم..جزء من أمانينا(القومية) أن نلتقى بأمان وأن نصبح على وطن متسامح،كله خير، كما كنا أيام ظهور الراديو ورفع العلم..
تأثير الراديو فينا دليله ما احتفظ به ناس الاذاعة من وفاء عنوانه(تواصل أهل المهنة)..ليت كل المهن تكون كذلك،تواصلا وبقاء على العهد، عهد رموز أماجد جديرون بالذكر..فلنتفقد أحوالهم،فهم من(يصلون غيرهم وينسون أنفسهم).التفقد السخي يخفف من وطء تواضع الحقوق..سيرة الاذاعة ورموزها تجلت فى استطراد أسفيري جذاب بقلم المذيع الطيب قسم السيد،وقد أعياه بعده عن المايكرفون مكرها،طبعا،فخرج للناس بقلمه يتنفس،يذكر ويبشر..أورد أسماء عرفناها من خلال(هنا ام درمان)..منهم من رحل،عليهم رحمة الله، ومن بقى بداره،متعه الله بالصحة والعافية..إن استدعاء سيرتهم مع الراديو فى يومه العالمي فيه تكريم،لكن فى الأمر إندياح فالإذاعة ولود،تلفزيون قومي،وكم هائل من إذاعات(FM)وفضائيات..الكل يفضفض بفضل(الأم)وهي زاهية فى خدرها،برغم الظروف، تهدهد كفاحا إذاعات ولائية لحقت بها فضائيات ولائية- أكرم وأنعم .
إحتفال بدار الإذاعة يتنادى إليه العاملون بشجون شتى،ومشاركون فى البرامج، ومن هم شغوفون بمجرد الذهاب إلى(دار الإذاعة)و(من غير ليه)!..فى الأمر تدشين لأستديوهات مواكبة تخلد سيرة لأسماء شاهقة إحتفظت المكتبة لها بمقام الخالدين..أبلغ دلالات هذا التدشين انه يجدد (عهد الإضافة) منذ عصر(طلعت فريد والصاغ التاج حمد وعلى شمو)..ربما فى الأمر تكريم تسبقه زيارات لرموز مازالوا فى الخاطر،يتدافع تجاههم الموثقون للمؤسسات الاعلامية بالجامعات،فضلا عن جهابزة التوثيق بالحيشان الثلاثة وبالصحف..بإمكان المناسبة أن تحتفى بهم،وأن تزدهي بمعرض للوثائق..تلازمني وثائق بتوقيع شخصي حفي(تجربتي مع الاذاعة)لبروفسور علي شمو2008،و(الاذاعة السودانية فى نصف قرن)لبروفسور عوض ابراهيم عوض،2001..لهما التحية،ولتلك المدرسة المرجع،مجلة(هنا أم درمان)فليتها كانت حاضرة..غاية المشتاق عدد خاص على شرف مناسبة موسومة بالعالمية كهذه،لماذا لا؟!.
فى سبعينية إنشائها التى شهدت ميلاد إذاعة(ذاكرة الأمة)بقيادة الموثق عوض أحمدان،على أيام معتصم فضل مديرا عاما وعبدالعظيم عوض نائبا،مايو2010،فاجأنا صحفي مرموق(نجيب نورالدين)رئيسا للتحرير،بعدد(تذكاري)!.لم يترك شاردة ولا واردة..الصور نادرة(هيلاسلاسي يستقبل أحمد المصطفى)!- هكذا كنا..موضوع الغلاف(أجيال..أجيال)..فى المدخل(وسام للأستاذ محمود أبوالعزائم)-هذا(العملاق الفذ)..وفى القلب مدير الإذاعة(معتصم فضل)يعلنها صراحة(لا حياد فى الثوابت)و(أي صوت غير صوت الوطن الواحد لن يجد مكانا فى الإذاعة)..ومقال(الطيب صالح وودالرضي العطر والإبداع لا يختبئان)..ثم إن(الإذاعة وصلت قمة الرقمنة)عنوان الحوار مع بروف شمو..إنها 66 صفحة من هذا القبيل عن إذاعة بهذا الألق،تعاقبت أجيال (بنت السودان)عبرها- كما قالت افتتاحية لعبد العظيم عوض،الدكتور حاليا ضمن كوكبة من إذاعيين مفتونين بالمقامات العلمية،مبروك لهم وللإذاعة والجامعات وللبلد.
للذكرى هيجان..فى التلفزيون(سموأل وإيمان)وكوكبة من النجوم..إنهالت طرائف عن علاقات(ناس الإذاعة)،(صالحين)فى(نشرة3)،قفذة(عوض جادين)،(معتصم فضل)بالأستديو..إيحاء بيقظة(إدارة)وقوة(إرادة)مجربة..فالإذاعة تأسست بين يدي المستعمر(بإرادة وطنية)..ماذا لو انطلقت مبادرات تستلهم هذه(الإرادة الوطنية)فى أجواء إحتفالية وطنية عالمية إتخذت (الثقة)شعارا..سند عالمي يجرى تسويقه إعلاميا،فلعل فى الأمر مبادرات صنو(الإرادة الوطنية)تحظى بالثقة التى إتخذها العالم شعارا..ماذا تكون المبادرة إن لم تكن عن(ثقة) ثم(ملهمة)للتنفيذ؟..هل فى الأمر مبادرة ملهمة للتنفيذ والرجل الأول فى الدولةعلى الهواء(ليلة العيد) بينما الوطن يضج بمبادرات تشتاق إلى(فعل) يشفى الصدور؟!.
اليوم فى العيد العالمي للراديو الذى قرب بين الناس وارتقى بالمزاج العام تنساب التحية مبذولة بسخاء نحو(ناس الاذاعة)،وللإعلاميين والصحفيين،ولرموز ونجوم بقوا فى الخاطر حتى وهم فى بيوتهم يسامرون أنفسهم الزاكية بذكريات باذخة،ومهنية حببت فيهم الخلق ..إنهم من عرفنا عن بعد، نهلنا من إبداعهم ومهنيتهم وحسن تواصلهم- دون أن نلتقيهم.. ولله الحمد.

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى