مقالات

د.عبدالسلام محمد خير يكتب :(علاقات سودانية كويتية مضرب مثل).. مازالت

(علاقات سودانية كويتية مضرب مثل).. مازالت
أطلقها السفير الأسبوع الماضي من منصة القصر فسارعت متسائلا على طريقة عسى ولعل (أمازالت)؟..وذلك تلقاء تواتر الأحداث وطلة سفير الكويت مبشرا..المشهد ككل مرة يستدعى إرثا من قبيل(الذكريات الصادقة ونبيلة)..لا يزيدها التكرار إلا ألقا..مفردات قوية إنسابت عن العلاقات بين البلدين كأنموذج حتى ظننت أنه سفير جديد بيده مبادرة من طراز ماهو(مضرب مثل)فى هذه الآونة وقد فوجىء العالم بمبادرة كويتية بمرجعية(رباعية)لإنهاء أزمة لبنان،فتفاءل الجميع..الكويت لها حضور فى ذاكرة السودانين،وكان آخر ما(أهاج الشجون)فى الثالث من اكتوبر 2020 حيث خرجت جوبا تتجمل بالسلام الذى يبدو طرفا ملازما لذكريات سودانية كويتية رمزيتها باذخة..إن مساهمة الكويت فى(تنفيذ) إتفاقية 1972جاءت(فعلا،لا قولا)..تمثلت فى(مشروعات للعودة الآمنة)- محك أية إتفاقية سلام على الأرض..أليس هذا هو المحك الآن؟!.
كأنما هي تذكرة بأن نجاح المبادرات رهين السوابق، إرث تنطلق منه مبادرة لها سيقان.. فى هذه الأثناء إنطلقت(مبادرة ود مدني)قوية فتذكرنا(مؤتمر الخريجين)..السودانيون لا ينسون أمجادهم..حين عقدوا إتفاقا للسلام فى جوبا-2020 تفقدوا من كانوا لمثل هذا اليوم يعملون ومنهم(عبدالله جوبا)!- الغائب الحاضر،سفير الكويت بالخرطوم، عنوان مبادرة الكويت التى تميزت بأنها(عملية) وشكلت أنموذجا(لدبلوماسية السلام)عقب إتفاقية أديس أبابا لإنهاء(حرب الجنوب)1972 ..الكويت قدمت مبادرة برعاية سفيرها عبدالله السريع الذى تفرد بنشاطه الدبلوماسي(الميداني)متخذا مقرا له بجوبا حتى إنها لازمت إسمه(عبدالله جوبا)..مبادرة عينها على(الحلول)على الأرض،الإيواء،التعايش، والإستقرار- هاجس الراهن، بلا هوادة.
مبادرة هي(مثال عملي) لمن أراد حلا لمعضلة..السفير غادر الخرطوم ولازم جوبا حتى إنه إشتهر بها وبه تعلقت وأصبحت(كويتيا هواها)..جوبا كملتقى لأهل السودان،جنوبه وشماله، بادرت فباركت إتفاق السلام السوداني السوداني واعتبرته(قيمة إخلاقية تشيع التسامح)- كما ورد،مما جعل الأجواء تبدو مفعمة،بانتظار من يستثمر فيها لصالح سلام(عملي) يعيد الغائب لمرتع صباه ويجدد الآمال فى الأنموذج الكويتي الراسخ(دبلوماسية السلام)وقوامها(إقران القول بالعمل)..أنموذج أنعشته طلة سعادة السفير بالقصر الجمهوري الذى آوى إليه الموقعون لسلام جوبا لينفذوه..تصريحه أهاج الخواطر ليوحي بخير لبلدين ليس بينهما إلا الخير،والحمد الله.
الكشف عن حقيقة الأمر منتظر، فلطالما ظل الإعلام من أبرز خصائص علاقات البلدين بدليل الرواج الذى أحاط بشخصية السفير عبدالله السريع(بتشديد وكسر السين والياء) وإسهامات الكويت فى مجالات عديدة..ينظر لمنهجه هذا كعنوان لدبلوماسية(ما بعد التوقيع) وأساسها(إقران القول بالعمل)- هاجس كل الدول..بعد توقيع إتفاق جوبا حفلت الأجواء بأمجاد علاقات البلدين تحفيزا لتطويرها بما يلامس الحاجة الفعلية،وينهض بأوجه جديدة للتعاون..الآن وقد إنداحت المبادرات فالعهد بالكويت أنها تعزز الثقة والتقارب أولا..الحاجة ملحة لذلك فى عالم تربكه التوترات على خلاف طبع البلدين وما بينهما من إرث لا تبدله الظنون..طلة السفير أرسلت رسائل من هذا القبيل،لنتفاءل ونقول بما هو معروف ومحفز.
الكويت معروفة،مجتمع متماسك،تجربة برلمانية مشهودة،قيادة عرفت بالحكمة،هامش لحرية الصحافة،سجل دبلوماسي متوازن،تواتر فرص عمل للسودانيين،توالي زيارات مستثمرين بسابق دراية بمزايا الاستثمار في السودان،عمل خيري فى الايات،زيارات متبادلة آخرها كانت لجامعة الخرطوم،استقطاب كفاءات سودانية،صناعة السكر،النسيج،عمارات شارع النيل..هناك مرجع أولى بالتوثيق،جالية سودانية غيورة وجمعية للصداقة معنية بأن تجدد روحها،ولا بد أنها مشغولة مع سفيري البلدين والجالية بمآلات هذه العلاقة- أن لا تراجع،بل مواكبة.
بانتظار الجديد المواكب على خلفية الماضي المجيد،أطل وزير خارجية الكويت أول هذا الأسبوع من بيروت ليفاجىء العالم بمبادرة رباعية الأبعاد(كويتية خليجية عربية عالمية)لحل أزمة لبنان..تجارب الدول تؤهلها للمبادرة عن ثقة،فتنجح..كم من تجارب تحتفظ ببريقها،منها وقفة للجيش السوداني حين هب لمناصرة الكويت ضمن مشاركات عربية..في مقام تكريم (جيشنا) فى الكويت موقف يستطيب استدعاؤه دائما وشهرته ما زالت ساطعة:
– ( أرضا ظرف)!.
والواعز الوطني جاهز:(هذه بلدنا وهذا واجبنا)!.
الرواية سارت بها(الأسافير)من قبيل(الفينا مشهودة)طابع علاقات خارجية تتعافى بالأمجاد فى مواجهة ما اعترى العالم..ربما كان فى الأمر ما يستدعي مراجعة تؤسس للإنطلاق، كأن يتنادى خبراء البلدين للتقويم ووضع تصور لعمل ثنائي على منوال(مضرب مثل)كما نوه السفير وهو يعيد للأذهان تجارب لها صدى،حمى الله بلدينا والكون، وعزز علاقات الشعبين بكل خير.
د.عبدالسلام محمد خير

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى