مقالات

د.خالد أحمد الحاج يكتب : حرية رأي

تحبير
د.خالد أحمد الحاج
حرية رأي

* إذا كانت الجبهة الثورية قد نوت الانسحاب من الحوار الذي ترعاه الآلية الثلاثية تبعا لانسحاب القوات المسلحة المبرر بتركها الفرصة للقوى السياسية لترتيب أمر إدارة ما تبقى من عمر الفترة الانتقالية، علاوة على عدم وضوح رؤية قوى إعلان الحرية والتغيير التي ترددت بين مواصلة مشوار الحوار، والخروج منه تماما ؟
* مع ازدياد حدة الأزمة وتأثيرها على الشعب السوداني الذي تحمل ظروفا بالغة التعقيد، وشكا لطوب الأرض من الأوضاع الاقتصادية الحرجة، انفض السامر عن حوار كان العشم أن يضع الأمور في نصابها، بما أن المساند والداعم له المجتمع الدولي الذي تمثله البعثة الأممية، والاتحاد الأفريقي، والإيغاد، وتراقبه دول الترويكا، والاتحاد الأوروبي.
* من الواضح أن أزمات السودان المرحلة منذ فجر الاستقلال لا تزال ثقيلة الحمل على قوى سياسية نظرت إلى أزمة إدارة الدولة من زاويا محددة.
* أتوقع أن تخرج الآلية الثلاثية ببيان مفاده أن الفرص ما تزال مواتية لنجاح الحوار، في حين أن كل المؤشرات لا تقول بذلك، ولربما يفتح هذا الرفض الباب واسعا أمام المبادرات الوطنية التي تبرعت بها بعض القوى السياسية، وبعض القوى المجتمعية، عمق الأزمة وتفاصيلها المعقدة قادت لأن تتحرك قطاعات المجتمع السوداني للدفع بجهود الانتقال الديمقراطي السلس، ومدنية الدولة القائمة على التداول السلمي للسلطة، علاوة على الجهود التي أسس لها اتفاق جوبا للسلام.
* بالرغم من أن قضية الحكم كان يمكن أن يتم إنجازها عبر الاتفاقية، بيد أن الاتفاقية تركت الباب مواربا، على أمل أن تنجز القوى السياسية ما تبقى، من واقع أن التحدي الأكبر للاتفاق كان يتمثل في الحشد للسلام من كافة قوى الكفاح المسلح، والقوى السياسية عدا المؤتمر الوطني.
* مع مضي عمر الفترة الانتقالية التي لم يتبق منها سوى القليل من الوقت على الأحزاب أن تقيم فترة الانتقال الأولى بموضوعية إن كانت جزء منها، أو لم تكن، على أن تؤسس لقادم المواعيد، بصياغة رؤية متكاملة، ومن ثم النزول إلى القواعد ببرامج طموحة فاعلة تؤكد للشارع أنه في القلب، بدلا من التسليم بتضاؤل فرص التوصل لصيغة حكم مثالية.
* الرأي العام لا يصنع المواقف، ولا يمكن للصحف أن تحل محل الأحزاب، ولا ما تقول به ملزم للقوى السياسية، بقدر ما هي محاولات لتقريب وجهات النظر، من باب أن مبدأ المسئولية العامة يحتم ذلك، وأن حرية الرأي والتعبير التي كفلت الحق لوسائل الإعلام بصورة عامة، والصحف بوجه خاص، أن تحلل المشهد، وتقيم التجربة، أن يكون لها إسهاما واضحا.
* وإن كنت أرى أن تقف وسائل الإعلام في خانة الحياد، كي لا تفقد مصداقيتها، ولكي لا تجعل عاطفة الانتماء بعض العاملين في هذه الوسائل يبدي وجهات نظره ويقيم الأحداث من منطلقاته، ولصالح الجماعة التي لها ينتمي، انطلاقا من هذا المبدأ، واستنادا على القاعدة الذهبية التي تحفظها أجيال الصحافة عن ظهر قلب: (الرأي حر، والخبر مقدس).

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى