د.أيمن لطيف يكتب: ..بالقلم الأسمر..ماذا ينتظر البرهان؟!!!
د.أيمن لطيف يكتب: ..بالقلم الأسمر..ماذا ينتظر البرهان؟!!!
بعيداً عن المعارك الحربية التي يخوضها (الجيش السوداني) ضد مرتزقة التمرُّد، فإن أولى أولويات المواطن المكلوم الذي نزح وتشرَّد وتقطعت به الأوصال- أولى أولويات هذا المواطن هو توفير “العيش الكريم
” والحصول على أبسط الحقوق على مختلف الأصعدة من مأكل ومشرب ومسكن وصحة وتعليم وبقية الخدمات المنوط على الدولة تقديمها للمواطن ولو في الحد الأدنى منها،،
فمنذ نصف عام -مع إطلاق أول رصاصة للتمرُّد – تحولت الدولة من حالة الفراغ “الحكومي” الجزئي الى حالة الفراغ الكامل، وقد كان ذلك إمتداداً للفراغ الذي بدأ مع إسقاط النظام البائد، وأكتمل بإسقاط حكومتي حمدوك..
الأولى “التي شكلها وحلَّها رئيس الوزراء بنفسه” والثانية التي أسقِطت بقرارات القائد الأعلى للقوات المسلحة في الخامس والعشرين من أكتوبر للعام المنصرم،،
والآن بعد أن إنتهت قصة حكومتي “مابعد البشير” التي لم نر منها خيراً قط، والتي خذلت الثورة و”باعت الثوَّار” بثمن بخس، وبعد أن بلغ سيل التمرد والخراب أوجه
بإشتعال الحرب و فرار عملاء الخارج “كلٌ الى مأواه”، يحق لنا أن نسأل رئيس مجلس السيادة القائد الأعلى لقوات الشعب المسلحة:
ماذا تنتظر لتعلن عن حكومة طواريء، أو حكومة حرب، أو أياً كان المسمى؟!
ما الذي يجعلك تتأخر في إتخاذ هكذا قرارات مصيرية يرتبط بها معاش المواطن ومستقبل الوطن، وأنت الذي إتخذت 《أصعب قرار》 بخوض الحرب وإستمرارها (حتى وإن لم تكن أول من أشعل أوارها)؟!
◼️ما الذي يدفعك لتذكيرنا بخطأك القاتل وأنت تركن لأضعف رئيس وزراء “في تأريخ السودان” وترهن قرار إصلاح مؤسسات الدولة بقراره – حتى أتاك بقرار الفرار
وهو يعلن بأن “أمانتنا رُدَّت إلينا” مغادراً الى حيث أتى – ليسجل التأريخ بأن أعظم إنجازاته كانت سداد “الجزية” ل”سيدة العالم” وتطبيق سياسة صندوق النقد الإستعماري “الغني يزداد غنى والفقير يزداد فقرا”- حيث لم يجن السودان من بعدها خيرا؟!
لماذا لا تنتقي خير الرجال من “المدنيين” الخُلّص من أبناء هذا الوطن – من الذين لاينتمون لحزب أو جماعة ولايوالون دويلة أو مليشيا… لماذا لاتختار فريقاً وطنياً
من “كفاءات” هذا البلد المكلوم لتضع على أعناقهم مسؤولية إدارة شؤون البلاد “المدنية” لتتفرغ أنت وأركان حربك لإدارة المعارك العسكرية؟!!
لماذا تعود القهقري لتولي المسؤولية المباشرة عن وزارات مثل الصحة والتعليم والإعلام لعسكر المجلس السيادي الذين يكفيهم “هماً” أنهم يخوضون “معركة الكرامة” الى جانبك،
فما الذي يحول بينك -سعادة رئيس مجلس السيادة- وبين تطبيق ماظللت تنادي به من تعيين كفاءات وطنية “لاحزبية” لإدارة دولاب الدولة حتى تنجلي المعركة ونبدأ بعدها في وضع أساس الحكم الديمُقراطي المدني الكامل؟!!
هل ثمة تدخلات خارجية، أم أنه لازالت هناك موازنات داخلية تحكُم وتتحكم في إتخاذ القرار.. بعد كل ماحدث؟!!!
ماذا تنتظر ؟
وملفات حياة الناس تنتظر من يديرها بوطنية وأحترافية و “تفرُّغ” – ولماذا تواصل في تكليف وزراء -محدودي الصلاحيات- وبعضهم محدود الإمكانات،
ولماذا ترهق كاهل بقية قادة الجيش بملفات “مدنية” لاتمت لتخصصاتهم بِصِلة، ولايمتلكون لها من الوقت مايكفي لإيلاءها ماتستحق من إهتمام ومتابعة؟
سعادة رئيس مجلس السيادة-
(قائد الجيش) .. إن كانت معركتكم الرئيسة تنحصر في العاصمة المثلثة وتمتد لأجزاء واسعة من “الإقليم الغربي” فإن هناك أجزاء أخرى من غرب البلاد بجانب أكثر من عشر ولايات مابين الشرق والوسط والشمال والجنوب
لازالت تنعم بالأمن والسلام وقد قصدها مواطنو العاصمة فأصابها ما أصابها من تردي الخدمات الصحية ، وأصابها ما أصابها من نقص الموارد في ظل الإنهيار الإقتصادي المستمر، وقد أوشك سنامها على النفاد، هذا مع توقف كامل للعملية التعليمية التي تحتاج لدراسة و “تجهيز” قبل أن تعود عجلتها للدوران…..
كل ذلك ينتظر تشكيل حكومة قومية قوية .. يقودها مجلس وزراء “مُنتقى”.. وزراءه “متفرِّغون” لخدمة المواطن.. لا شأن لهم بإدارة المعركة العسكرية ضد “التمرُّد” بل شأنهم إدارة (الحياة المدنية) وتقديم خدمات “معقولة” للمواطن، وشأنهم القتال في مضمار آخر (ضد الجوع والمرض والفقر والجهل)،،،
كل ذلك لن يتحقق مادام هذا الفراغ قائماً..
وسنمضي من سيء الى أسوأ،، وستنتهي هذه الحرب-حين تنتهي- لتجد بأن من لم تحصده المدافع و الدانات قد حصده الجوع والمرض والفقر…
هذا هو الحال ، فلتدرك ماتبقى من شعبك المكلوم بتشكيل حكومة وطنية متفرِّغة لتدير عجلة الدولة – قبل أن تنهار بقية الولايات (جوعاً وفقراً ومرضا) ، ويموت
المواطن المكلوم “بحثاً عن مسؤول” يحفظ له ماتبقى من حقوقه ويعينه في الحصول على خدمات توفر له الحد الأدنى من الحياة الكريمة…
الا هل بلغت اللهم فأشهد…
*نهاية المداد*:
-اللهم أرحم روحاً أغلى من روحي#
ونلتقي إن كان بالقلم بقية..
*Dr Ayman.A.latif*
16.10.2023