دكتور هيثم محمد فتحي يكتب : التقسيط وجبريل

التقسيط وجبريل
دكتور هيثم محمد فتحي
أوقف جبريل ابراهيم وزير المالية بصورة مفاجئة العمل بنظام التقسيط الجمركي لكل الواردات .
ولم يستثنى القرار حتى المواد الخام التي تستجلبها المصانع للتصنيع.
ويعد هذا الأمر سابقة تاريخية في العمل الجمركي في كل العالم حيث لم يسبق لحكومة أن أوقفت هذا النظام الجمركي.
كان قرار تقسيط الرسوم الجمركية يمكن المنتجين من شراء الخامات والمستلزمات وبدء الإنتاج بشكل أسرع وبالتالى تسريع دورة التصنيع.
فتقسيط الرسوم الجمركية ميزة إضافية توفر سيولة للمصنعين، فأحيانا ما تكون القيمة الجمركية على ماكينات الإنتاج مرتفعة، مما يؤثر سلبا على السيولة النقدية خاصة فى بداية دورة العمل على الماكينة، ولكن مع تقسيطها يستطيع المستثمر الصناعي توفير مصروفات لجلب المواد الخام وبدء تشغيل مصنعه خلال الفترة الأولى ما يعطى للمصنع أريحية فى العمل.
اصلا الرسوم الجمركية قيمتها مرتفعة، لكن ميزة التقسيط تعطى مساحة للمستورد ليتمكن من استلام المواد الخام، وبعد ذلك يمكن سداد أقساط الجمارك من عوائد الإنتاج. فنظام التقسيط للرسوم الجمركية لا يقلل من تكلفة الإنتاج ولكنه يعطى المصنع راحة فى السداد ما يدعم الصناعة الوطنية التي تعاني من مشاكل عده.
تقسيط الرسوم الجمركية يساهم فى توفير سيولة للمصنعين ما يسمح بإمكانية استيراد كميات مضاعفة من مستلزمات الإنتاج وآلالات وزيادة عجلة الانتاج، حيث يمكن للمستورد شراء خامات أخرى بدلا من دفع المبلغ بالكامل مرة واحدة.
كنا نتوقع وندعو لتحديث ومكينة منظومة الإدارة الجمركية في السودان، لتقديم كل التسهيلات للمتعاملين ، لخفض تكلفة السلع والخدمات بالأسواق المحلية؛ من أجل تخفيف الأعباء عن كاهل المواطنين.
فجاء جبريل بقراره هذا ودق المسمار الاخير في نعش الاقتصاد السوداني
وأنهى اي من آلاثار إيجابية التي كانت ستنعكس على الاقتصاد السوداني وتزيد من قدرة القطاع التجاري للإيفاء بمتطلباته ونفقاته وأعبائه المالية.
فالظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها السودان في المرحلة الراهنة وما يواجهه القطاع التجاري من أعباء مالية وضريبية متزايدة، خاصة في ظل الإضرابات الأخيرة في الموانئ السودانية التي حالت دون التخليص على العديد من البضائع والسلع المستوردة وتكدسها في الساحات الجمركية، لذلك لابد من ضرورة اعادة الامر لما كان عليه وإيلاءه الأهمية القصوى لما له من أهمية بالغة في تسيير وتسهيل إنسياب السلع والبضائع للسوق السوداني