جولة الفريق جابر للإيقاد.. ترتيب للمنظومة..أم كسب سياسي؟
تقرير | مريم أبَّشر
بعد جولة موسعة طافت معظم الدول الأعضاء في منظمة الإيقاد وسلَّم عبرها رسائل خطية للرؤساء وزعماء الإيقاد من رئيس مجلس السيادة، عاد للخرطوم الفريق إبراهيم جابر، عضو مجلس السيادة
ومبعوث رئيسه الخاص للبلاد حيث رافقه خلال الجولة وكيل وزارة الخارجية المكلف السفير دفع الله الحاج علي، الذي أكد في تصريح له بمطار الخرطوم أن الجولة شملت جيبوتي، الصومال، يوغندا، جنوب السودان وإثيوبيا، و أن عضو مجلس السيادة سلّم عدداً من الرسائل لرؤساء تلك الدول من رئيس مجلس السيادة البرهان بوصفه رئيس الدورة الحالية لمنظمة الإيقاد.
وأضاف أن هذه الرسائل تركزت في جوهرها على خارطة الطريق للعام ٢٣ الخاصة بتفعيل منظمة الإيقاد في مجالات الأمن والسلم بالمنطقة بجانب تفعيل كل آلياتها، لخدمة دول المنطقة وشعوبها.
وأوضح وكيل الخارجية المكلف، أن الجولة أتاحت الفرصة للقاءات مباشرة مع رؤساء الدول وإطلاعهم على مجريات العملية السياسية بالبلاد، وعزم حكومة السودان على التوصل لتوافق سياسي يفضي لحكومة مدنية تقود البلاد لانتخابات حرة ونزيهة، مبيِّناً أن الزيارة كان لها أثر كبير، حيث أمن الرؤساء على أهمية
الأمن والاستقرار في السودان، وعبَّروا عن قناعتهم بالدور الرائد الذي ظل يلعبه السودان على مستوى القارة الإفريقية، مؤكدين تعاونهم مع السودان لتحقيق أهداف خارطة الطريق لتفعيل منظمة الإيقاد.
وأوضح السفير دفع الله الحاج، أن الرؤساء أكدوا تعاونهم مع السودان وحرصهم على إنجاح مؤتمر وزراء خارجية دول الإيقاد الذي تستضيفه الخرطوم في الثلاثين من نوفمبر الجاري، مؤكدين أهمية التعاون البنَّاء بين رؤساء دول منظمة الإيقاد، وأضاف قائلاً: ” ربما تكون هناك قمة تجمعهم بهدف تعزيز التعاون المشترك بين دول المنظمة” .
الزيارة الموسعة وأن جاءت في ظاهرها في إطار، الترتيب والتحضير للمؤتمر الوزاري لوزراء خارجية الخرطوم نهاية نوفمبر الجاري، إلا أن المؤكد أنها تندرج في المساعي التي تبذلها حكومة الأمر الواقع لتفعيل رئاستها لمنظمة الإيقاد والجهود المبذولة لحشد الدعم الأفريقي عبر الإيقاد لرفع تجميد عضوية السودان في الاتحاد الإفريقي على خلفية انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر العام الماضي، فضلاً عن
محاولة التوضيح للقادة الأفارقة حجم الجهود المبذولة للتوصل لتسوية سياسية تنهي حالة السيولة السياسية والأمنية التي يعيشها السودان من أكثر من عام فضلاً عن الصعوبات الاقتصادية التي تواجهه .
ويعد انعقاد مؤتمر وزراء خارجية الإيقاد فرصة مواتية لإعادة تموضعه في القارة الأفريقية ولعب دوره عبر
منظمة الإيقاد التي نال شرف رئاستها إبان حكومة الفترة الانتقالية برئاسة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك.
دعوة استباقية
جولة عضو مجلس السيادة لدول الإيقاد بجانب تفعيل دور السودان وهو يترأس الدورة الحالية وسعيه لحل مشاكل الإقليم، ربط البعض بينها وبين الاجتماع المرتقب للمجلس الوزاري لدول الإيقاد المقرر له نهاية الشهر الجاري، غير أن المؤكد أن رئيس المجلس الوزاري السفير علي الصادق الوزير المكلف
استبق الجولة منذ فترة بالدعوة للاجتماع الوزاري وهو اجتماع دوري روتيني تسعى وزارة الخارجية بالتنسيق مع رئاسة الإيقاد للتنسيق والترتيب ووضع الأجندة سيما وأن الاجتماع الوزاري لوزراء خارجية الإيقاد سيعقد في الخرطوم، حيث يسبق الاجتماع اجتماع آخر لرابطة سفراء الإيقاد التي تترأسها سفيرة السودان بجيبوتي رحمة العبيد .
ووفق تتابع الأحداث فإن رئاسة السودان للإيقاد كانت شبه مجمدة بعد أن أطاح البرهان بحكومة الفترة الانتقالية، حيث شهدت فترة رئاسة الدكتور عبد الله حمدوك رئيس الوزراء المستقيل تحركات مكثفة وأسهم عبر تحركاته واجتماعاته الإسفيرية والمباشرة في الطرق على عدد من المشكلات التي تواجه
دول المنظمة. وظلت الرئاسة دون تفعيل إلى حين تولي وزير الخارجية المكلف السفير علي الصادق، رئاسة المجلس الوزاري وأسهم مع الفاعلين و الخبراء و السفراء داخل الوزارة وبرئاسة الإيقاد من تنشيط دور السودان في رئاسة المنظمة، وشهد العام الجاري انعقاد قمة للإيقاد بكمبالا ترأس جلساتها الفريق البرهان.
مراقبون يرون أن تحرك مجلس السيادة عبر أحد أعضائه يهدف من الجولة الماكوكية بين دول الإيقاد الاستفادة من رئاسته في كسب تعاطف ودعم دول المجموعة بفك تجميد عضوية السودان في الاتحاد الأفريقي رغم أن كل مؤسسة لها صفتها الاعتبارية غير أنهما ينتميان للقارة الأفريقية.
يرى المراقبون أن التحرُّك في حد ذاته ممتاز بوضع القادة الأفارقة في الصورة لكن ذات المراقبين على قناعة أن إعادة تفعيل عضوية السودان في الاتحاد الأفريقي رهين بتشكيل حكومة مدنية و عودة السلطة للشعب الذي ثار من أجل السلام والحرية والعدالة.
ترتيب أجندة
زيارة عضو السيادي الفريق إبراهيم جابر، تأتي بجانب أجندة أخرى في إطار الترتيب للاجتماع التنفيذي لوزراء الخارجية وتبادل الآراء حول أبرز الأجندة التي تهم الإقليم في مقدِّمتها الاتجار بالبشر ومكافحة الإرهاب وبحث أفضل السبل لإعادة الاستقرار السياسي و الأمني لعدد من دول الإقليم التي تعاني من مشاكل عدم استقرار سياسي من بينها السودان، وقال الدكتور عبد الرحمن أبو خريس، أستاذ العلاقات
الدولية بالجامعات بحسب (الصيحة): إن جولة عضو السيادي شكلت سانحة مواتية لتقديم تنوير لقادة دول الإيقاد حول آخر مستجدات التحركات السياسية الخاصة باستكمال التحوُّل السياسي في السودان على ضوء مسار التسوية الذي ينتظم الساحة السياسية الآن والسعي لتحقيق أكبر توافق وطني لتشكيل حكومة مدنية لتكملة الفترة الانتقالية.
مضيفاً أن نجاح اجتماع المجلس التنفيذي لدول الإيقاد المرتقب الذي يجري الترتيب له عبر وزارة الخارجية و الوزارات والجهات ذات الصلة يمثل مؤشر حقيقي لنجاح السودان رغم ظروفه السياسية المعروفة والتعقيدات التي يمر بها ويمثل هدف رئيس واستراتيجي تسعى الحكومة لتحقيقة خلال رئاسته الحالية.
المصدر : الصيحة