الأخبارالإقتصادية

برنامج (ثمرات) لدعم الأسر .. هل من ثمرة..؟

برنامج (ثمرات) لدعم الأسر .. هل من ثمرة..؟

تقرير: سنهوري عيسى
وقعت وزارة المالية اتفاقية في سبتمبر 2020م مع الاتحاد الأوروبي والبنك الدولي لتوفير (110) مليون دولار لبرنامج دعم الأسر (ثمرات)، والذي يدعم الأسر السودانية بتحويلات نقدية مباشرة لتخفيف الصعوبات الاقتصادية التي تمر بها البلاد، وذلك بالإضافة الى (78.2) مليون دولار من فرنسا وألمانيا وإيطاليا وهولندا وإسبانيا والسويد لتمويل البرنامج، ليبلغ إجمالي مساهمة الشركاء الأوروبيين في برنامج دعم الأسرة إلى ما يقارب (190 مليون دولار أمريكي).
ويعد برنامج (ثمرات) لدعم الأسر جزءً مهماً من برنامج الإصلاحات التي تنفذها الحكومة الانتقالية ويسعى لتخفيف بعض التحديات الاقتصادية التي تواجه السودانيين حالياً في جميع أنحاء البلاد ، بما في ذلك المناطق الريفية ، وخاصة النساء والأسر الأكثر فقراً ، كما سيساعد على تعزيز شبكة الأمان الاجتماعي الدائمة وزيادة الشمول المالي.
المستفيدين من ثمرات
وتعمل الحكومة الانتقالية من خلال البرنامج بتحويل نقد مالي غير مشروط ليغطي 80٪ من المواطنين السودانيين، ويستفيد البرنامج 32.6 مليون شخص من جملة المستهدفين، كما يقدم برنامج (ثمرات) دعم مالي مباشر للأسر يبلغ ( 5) دولارات للفرد بسعر الصرف السائد ببنك السودان المركزي، ويُحدد المبلغ الكلي المقدم للأسر بحسب حجم أفراد الاسرة .
ويعتمد برنامج دعم الأسر السودانية (ثمرات) على الرقم الوطني او البطاقة القومية كمستند رئيسي لتسجيل أفراد الأسرة في البرنامج، حيث تشمل تلك البيانات الاسم، ورقم الهاتف، والرقم الوطني والحساب البنكي.
واعتمد برنامج (ثمرات) كل الطرق الإلكترونية لتحويل الدعم المالي الشهري للمستفيدين عبر الحساب البنكي، والمحفظة الالكترونية، والموبايل المصرفي.
التقليل من آثار برنامج الإصلاح
وأكّد د. جبريل إبراهيم وزير المالية والتخطيط الإقتصادى ، على أهمية دور برنامج ثمرات في دعم الأُسر السودانية والتقليل من الآثار الإقتصادية المصاحبة لبرنامج الإصلاح الإقتصادي ، وأضاف : البرنامج عبر شركائه من البنوك التجارية سيُدْخِل عدد كبير من المواطنين في دائرة الصيرفة مما يسهم في رفع الوعي العام بالتعامل البنكي و كل ذلك يصب في ترقية الحياة المدنية للمواطن السوداني.
ووجّه وزير المالية مديري البنوك بضرورة تذليل العقبات أمام المواطن السوداني بتسهيل الإجراءات حتى يتمكّن المواطن من صرف المبالغ التي تأتي عبر البنوك بيُسر، كما دعا البنوك للعمل سوياً مع ثمرات لتوعية المواطنين بالإجراءات وكيفية التسجيل بتكثيف الحملات الإعلامية عبر كل الوسائل لتصل جميع شرائح الشعب السوداني .
الاثار على المدي الطويل
وقال أحمد آدم بخيت وزير التنمية الاجتماعية ان وزارته تنظر لبرنامج ثمرات وأثره على المدى الطويل ، وكذلك للبيانات التي ستسهم في رسم استراتيجية لسياسة مستقبلية لتحديد كيفية المساهمة في تنمية الفرد .
واقع تنفيذ برنامج ثمرات
وكشف معتصم أحمد صالح مدير عام برنامج دعم الأسر السودانية (ثمرات)، بأن نسبة الأسر التي تحصل فعلياً على الدعم الشهري للبرنامج تصل إلى نحو 30% فقط من مجموع الأسر المسجلة في البرنامج.
وبحث مدير عام برنامج ( ثمرات) مع الأجهزة المصرفية ببنك السودان ، إمكانية إيجاد حلول عاجلة وعملية في تسريع عمليات الدفع، إضافة إلى تحديد مستويات الخدمة المطلوبة لتنفيذ البرنامج ومعالجة كافة الصعوبات التي تواجه إيصال التحويلات المالية للأسر.
وأشار مدير البرنامج الى الفرق الكبير بين عدد الأسر المسجلة بالبرنامج، والتي قال إنها تبلغ مليون و700 ألف أسرة، وبين عدد الأسر التي تلقت الدعم فعلياً وهي ٥٢٧ ألف أسرة.
ولفت الى أن الاجتماع إدارة البرنامج بالأجهزة المصرفية يهدف لتذليل العقبات التي تواجه الأجهزة المصرفية، وذلك حتى يتمكن البرنامج من تسريع عمليات تحويل المبالغ المرصودة إلى جميع الأسر المستهدفة، بجانب تهيئة الجهاز المصرفي لتقديم الخدمة التي تتناسب مع حجم وعدد المواطنين المستهدفين في المرحلة المقبلة.
وكشف صالح عن خطة إدارة البرنامج لتنفيذ حملة توعوية تثقيفية عن الدفع الإلكتروني وأهميته، ونوه إلى أنها تأتي بغرض التأكد من جاهزية المواطنين و إلمامهم بالإجراءات المصرفية الإلكترونية المطلوبة والتي يعتمد عليها البرنامج في توصيل الأموال للمستفيدين من البرنامج.
شكو من وصول الدعم الشهري
واشتكي مواطنون من عدم وصول الدعم الشهري حتي الآن رغم تسجيلهم منذ شهر رمضان الماضي ، كما اشتكي مواطنون من ضعف الاعلان عن برنامج ثمرات وتعريف الناس بفوائده حتي يقبلوا عليه الى جانب شكواهم من ضعف انفعال لجان الخدمات البرنامج ومتابعة تنفيذه مع المحليات والبنوك وشركات الاتصالات لضمان وصول الدعم للمستفيدين.
وقال مواطنون أنهم اكملوا اجراءات تسجيلهم لدي لجان الخدمات في شهر رمضان الماضي ولم يتلقوا أي دعم حتي الان واضافوا: عندما سألنا لجان الخدمات قالوا انهم ادخلوا بياناتهم في المحلية وبعد ذلك عليه ان يتابعوا البنوك وشركات الاتصالات ويخبرهم هل استلموا .. ام لا…؟ واضافوا: لم نستلم أي دعم حتي الان وهنالك بطء غير مبرر خاصة وان الدعم تم تسليمه من المانحين والشركاء للحكومة ولكن المشكلة في بطء اجراءات الادارية وعدم انفعال بعض لجان الخدمات مع البرنامج وليس المشكلة في البنوك او شركات الاتصالات .
برنامج بلا ثمار
وفى ذات السياق عضد د.محمد سرالختم الخبير الاقتصادي ، من القول بان الدعم الشهري من البرنامج ثمرات لم يصل للناس حتى الآن ، ومن استفدوا من البرنامج عددهم ضعيف وليس كبير مقارنة بان المفروض يستفيد (80%) من المواطنين .
وقلل د.محمد سرالختم ، من تأثير برنامج ثمرات على المواطنين ومعاشهم ، او امتصاص الاثار السالبة لبرنامج الاصلاح الاقتصادي القاسي الذى نفذته الحكومة والذى زاد معاناة الناس ولم تصلهم ثمرة من ثمرات حتي الآن ، كما أن مبلغ الـ(5) دولارات غير كافٍ لامتصاص تداعيات الاصلاح من غلاء المعيشة وارتفاع اسعار السلع والخدمات والتضخم وانخفاض القيمة التبادلية للجنيه السوداني .
افكار بلا سيقان
ووصف د.محمد سرالختم برنامج ثمرات بانه (أفكار بلا سيقان) ، ومحاولة قصد به رشوة المواطنين لتقبل برنامج الاصلاح القاسي ولكن في الحقيقة لم تصل ثمرات البرنامج للناس واصبح بلا ثمرة.
بطء الاجراءات
وفى ذات السياق عضد د.عزالدين ابراهيم الخبير الاقتصادي من القول بان برنامج ثمرات لدعم الاسر السودانية مهم وضروري لامتصاص الاثار الاجتماعية لبرنامج الاصلاح الاقتصادي بتوفير شبكة حماية اجتماعية ، واضاف: لكن برنامج ثمرات لم يصل الى الناس، وهنالك شكاوي من المواطنين من بطء الاجراءات وتأخر استلام الدعم النقدي، كما أن مبلغ الـ(5) دولارات غير كافٍ لامتصاص تداعيات الاصلاح من غلاء المعيشة وارتفاع اسعار السلع والخدمات والتضخم.
مشكلة ادارية
ويري د.احمد التجاني صالح الخبير الاقتصادي، ان برنامج ثمرات لدعم الاسر يواجه مشكلة ادارية وليست نقص في الاعتمادات المالية من الجهات المانحة واردف : ( للأسف الدعم متوفر من المانحين ولكن هنالك مشاكل ادارية في عملية توفير المستندات الرسمية من رقم وطني وغيرها وعدم وجود حسابات بنكية لمعظم اولياء الامور الاسرة ولوجود مشكلة في ادخال البيانات وبطء عمليات الادخال فضلا عن تفاوت وتباين انفعال لجان الخدمات بالإحياء على مستوي الولايات المستفيدة بالبرنامج ).
ودعا د.احمد التجاني الى ايجاد حل للمشكلة الادارية والاستفادة من دعم المانحين وتوجهه للأسر الفقيرة المستفيدة وتابع : ( رغم ضعف قيمة الدعم بواقع (5) دولارات في شهر للفرد ولكنه مؤثرة بالنسبة لأسرة ريفية مكونة من (5) افراد يتوفر لها مبلغ مناسب يمكن ان تستفيد منه).

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى