مقالات

الفريق اول محجوب حسن سعد يكتب : أمة كلها إبداع

الفريق اول محجوب حسن سعد يكتب : أمة كلها إبداع

أمَةٌ كُلُّها إِبدَاعُ
تَتَزاحَمُ البَلاغةُ البَيَان ، الأَشعارُ والأَفكارُ ، والأَذْكارُ ،فالمديحُ والدوبيتُ والمسدار ، المجلِسُ عامِر كِبارُ كلُّهم وَقار . . الركوةُ والمصلاةُ والعَمار . . الرِّقُ والدفوفُ والكَمانْ . . الطاَّر والمِزْمار ، الماحي والبشير ” شُوقُكَ

شَوى الضمير” . . والبُرْعي ذلك القَدِير . . كأنه ُُالغَدِير . . نَعُبُّ مِن حِياضِه الوَفير . . التَّكبير والتَهْليلُ للمُنعِم الخَبير ، . . ومِن بَعيد نُشاهِد َالصَّهْباء تَعبُر الفُلاة مَجذُوبها يُرسِلُ المَديح فَتَطْرِبُ الصَّهباءَ وتُسرِع الخُطا . . سامِقةُ سنَامُها ّعَلا يُعانِقُ السَّماء ، . . تَحمِلُ النوبةَ فتَئنُّ وترِنُ ثم تَرتدُّ

هَديراً أو تَجِن . . والبُرْعي شَوقُه يُسابِقُ َالرِّيَاح . . مُرتَدِياً ثِيابَهُ البَيضاء، يُحَدثُ المَديح يَذْكُرُ الإلهَ ؛ لأنّه الطَّبِيبُ خالِقُ الحَبيب . . عِلاجُه ُإحْسان لحامِلِ الأَضْغان ، نَهْجٌ جَديد يُعَطِر المَديح . . والماحي ذلك العِملاق ساقَهُ الغِناء

لذلك الغَني، لأنَهُ فَقُير للواهِب البَصير مُسْتَجير في حِمى مُجير . . يَنْدَهُ القِبابَ والصُّلاَّحَ والفَلاح َوالتِمْساحُ تُصيبُهُ الرِّمَاح . . سِِلاحُهم الرُكُوع والسُجود . . والتَسبِيحَ والصَلاة . . والمَجْذُوب تَزْدادُ نيرانُهُ إضْطِرام ، نَهارُه صِيام ولَيلُهُ قِيام . . يُلون السَّاحاتَ واللَّيلاتَ ، يَهُزُهُ البُخورُ

والطُبول ، والمُرقَّع الثِياب لأنَّه الإيابَ . . والصَّهباءُ تُسابِق الرِّياحَ لتَلْحقَ الصِّحَاب . . والبُرعي صِباعُهُ عَلامَةُ التَوحيد . . تظُنُّه فَقير وإنَّه (فقير) . . تَظُنُه أَجير إنَّه أَجيرُ أُجْرَتُهُ تِجارَةُ لا تَبُور، يَبيعُها لصاحِبِ الخَضْراء لأنَّها الصَفاءُ

والنَقاءُ . . والمَاحي يَسوقُه أبُو ذِمَام كأنّهُ الهِطْليم . . يَعبُر الوِهادَ والجِبال . . صَبابَة تَسبِقُها صَبابة . . قُلوبُ كُلَّها هِيام لِساكِنِ ” أُم رَخَام” . . . والمَجذوبُ تَزْداد ُنِيرانُهُ اضْطِرام . . فَتَطْرِبُ الصَّهباءُ تَتَباعد الخُطا . . ثُرَياتُ كأنَّها نُجُوم والخِيامُ تَبرَجْن وأَعْلنَّ الهِيام بُخُورها غُبَار . .

والمَجذوبُ تَجذِبُه الأَنَّاتُ والآهاتُ لأنَّهُ مَسْكونُ بِعِشْقِ ذلك المَصَون . . والبُرْعي جَالِساً في مَسيد حَولَه الأتْباعُ والأحبابُ مُدَندِناً مَديحاً يَمزُجُ القَديم بالجَديد . . . يَسمَعُهُم يُدَندِنون رِحالُهم طَرْبانَة تَسير . . لأنه الإيقَاعُ

والتَرنِيمُ أقْدامُها وَقعُها جَميل تَجِدُ في المَسير . . والبُرعي تُحِسُهُ كَأنّه يَطير يُلاقِحُ المَديحَ بالمَديحِ . . عَينُهُ يَمَامَة زَرقَاء تَرمِقُ الصِحابَ وأُذنُه أصَداءُ َتَسمَعُ الخَبيبَ والنَّحيبَ والمَاحِي والمَجذُوب مَسارُهُم قَريب . . ثَلاثةُ

صَبابَةُ وَشَوقُ مزيجُهُم عَجِيب . . قَديمُهُم جَديد ، تَسيرُ في رِكابِهِم جُموعُ من نَفس ذلك المَزيج . . والرَّمزُ ثَلاثةُ مَضروبةُ في عَشْر لأنَّهُم كثر . . . لأنهم من أمةٍ كُلُّها إبداع ٠
محجوب حسن سعد
٤/١/٢٠٢٣

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى