الطيب قسم السيد يكتب : ومن تراث شعبنا نستمد المبادرات
*شؤون وشجون*
ومن تراث شعبنا نستمد المبادرات
الطيب قسم السيد
إن صح ما نشر منسوبا لفولكر بيرتس رئيس البعثة الاممية الخطأ للدور الخطأ ، من قول ،إن السودان على حافة الإنهيار ودون تعليق ، يدفعني للعودة لما صرح به قبل فترة وقد كان عندها يطرح مبادرته لما سماه الحوار الشامل لعبور الازمة السياسية التي كانت وقتها ولا زالت ماثلة، قالها فولكر ، الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، رئيس البعثة الأممية المتكاملة لدعم الفترة الانتقالية في السودان،، وقتها بوضوح، وهو يستعرض أطروحته ذات البنود السبعة التي وصفها بالعملية السلمية، التشاورية الشاملة لفك الجمود والإنسداد في الأفق الذي تمر به البلاد،.لتامين إنتقال سلمي سلس للسلطة لنظام ديمقراطي حقيقي خسب قوله ذاك، وسيلته ، الإنتخابات الحرة والنزيهة وقبل ذلك إكمال الهياكل التشريعية والعدلية والخطوات التي ينبغي أن تتم في إطارها.
قالها فولكر وقتها،، بكل وضوح:-( مبادرتنا لا تحمل حلا بعينه أو خيارا ندعو القوي السياسية للموافقة عليه) ..وبرأي أن في هذا إعتراف من المنظمة الدولية وتعويل منها، علي قدرة شعبنا وأهليته لحسم شأنه بنفسه وإتخاذ المواقف التي تعزز وحدته وتحفظ أمنه وسلامته وتجنبه ويلات التشظي والتشرزم، ومهاوي الإنزلاق والإنهيار.
والمجتمع الدولي، والدول الكبرى، ومحيط السودان العربي والأفريقي وما يعرف بأصدقاء السودان، وجواره، لا شك أنهم يدركون ويقراون تاريخ هذا الشعب النبيل وماقدمه من دروس، وطنية خالدة في التوحد والتلاحم في الملمات وعند الإحن.
والناظر منهم، أو من أجيالنا اللآحقة لتاريخ هذا الشعب، العبقري وهو يتجاوز كل محددات تعدده وتنوعه الجغرافي والإثني والجهوي ويستجيب لدعوة صادقة حاسمة وجهها الإمام المهدي في القرن الثامن عشر، لجميع أهل السودان، بلاء إستثناء أن هبوا لنصرة دينكم ووطنكم وتحرير بلدكم.. فإختار لنقطة إنطلاق ثورته، جبل قدير بغرب السودان، ولم يقل إن جبل البركل بشماله، هو الأنسب…فانتصرت الثورة المهدية، بتنادي القبائل والبطون وسند المشايخ والعقلاء والحكماء وعقيدة المقاتلين.. وتكرر ذات المشهد في ندوة أحمد خير المحامي في نادي الموظفين بود مدني في أواسط ثلاثينيات القرن الماضي،، حينما أعلن فكرة نادي الخريجين والتي إنطلق عبرها النضال الوطني السلمي الثقافي ضد المستعمر الذي أفضى إلى تكوين الأحزاب السياسية، في البلاد.
وعلى الدرب ذاته كانت وسارت ملاحم الإبداع الوطني السوداني الخالص، ليحسم الراحل الخالد الزعيم الوطني الراحل، إسماعيل الأزهري خلاف الحركتين الإستقلالية والإتحادية حول آلية الإستقلال فما كان منه إلا أن فاجأ أعضاء برلمان العام 1955 في ضحي يوم الاثنين التاسع عشر من ديسمبر بالتنازل عن موقف حزبه وهو صاحب الأغلبية في ذلك البرلمان فجنب البلاد والعباد ويلات الشقاق والخلاف، وفوت الفرصة على المتربصين بالوطن معلنا استقلال البلاد كاملا غير منفوص من داخل البرلمان.
إنها ايها الاحباب بعض الملامح، من بعض الملاحم التي يحفظها التاريخ ويدونها الرواة لهذا الشعب العبقري النبيل على مر ما اعترى مسيرته من تجارب ومنعطفات تجاوزها رواده بالحكمة والرؤية السديدة فابعدوا عن الوطن مخاطر ومزالق كان يمكن أن يؤجج أنوارها التشرزم والتشظي والتمترس عند المواقف والمطالب الصفرية.
علينا ايها الشعب النبيل والأمة الأبية أن ندرك جميعنا أن الإنتصار الحقيقي هو ما يتجاوز في مفهومه، الذات الضيقة، والفئة والحزب والجماعة والجهة والقبيلة، ويضع الوطن بتاريخه وتراثه وقيمه وموارده ومبادئه، فوق كل الأهواء والنزوات ،، فتعبر ، بلادنا وتتجاوز بهذا الصنيع ما يواجهها من أزمات وما يحدق بها من تحديات مخاطر.
*والله من وراء قصدنا.*