مقالات

 الركابي حسن يعقوب يكتب: حرب المسيرات.. “سافوتة في أضان فيل”

 الركابي حسن يعقوب يكتب: حرب المسيرات.. “سافوتة في أضان فيل”

 

واضح أن دويلة الشر هي من تقف وراء حملة العدوان بالمسيرات على مطاري كسلا وبورتسودان والتي جاءت كرد فعل لضرب الطيران لطائراتها في مطار نيالا وهلاك 18 من ضباطهم وتدمير منظومة الدفاعات الجوية التي جاءوا بها لتمنعهم من نيران نسور الجو ولكن دون جدوى..

تكبدت دويلة الشر خسائر فادحة في مطار نيالا لم تحسب لها حساب ولم تكن ضمن توقعاتها ، فأتاهم نسور الجو من حيث لم يحتسبوا وكان وقع المفاجأة عليهم صاعقاََ ومدوياََ فالضربة موجعة ومؤلمة و “جاتهم الطوبة في المعطوبة”.

ومما يزيدهم إيلاماََ ووجعاََ أنهم لا يستطيعون الصراخ ولا الاحتجاج لأنهم ظلوا ينكرون تورطهم في دعم ميليشيا آل دقلو الإرهابية، فإن هم صرخوا أو احتجوا ضد السودان فهذا يعني تقديمهم طواعية لمزيد من الأدلة والبينات ضدهم وبالتالي دعم موقف السودان في شكواه لدى محكمة العدل الدولية!!

فكانت ردة الفعل منهم طائشة غاشمة ، وعمياء وهي إطلاق “الزنانات” كما يسميها أهل غزة الكرام، وهدفهم من وراء هذا الضرب العشوائي بالمسيرات هو استفزاز السودان وجره نحو الرد خارج الحدود ليجدوا مبرراََ لكل جرائمهم ودعمهم للميليشيا ، ولإفشال التقدم المضطرد لملف السودان القانوني وشكواه المتماسكة ضدها لدى محكمة العدل الدولية، وإثارة غبار كثيف حول الموقف برمته، ومن ثم إعادة توزيع الأوراق لتكون في صالحها..

تأمل دويلة الشر في رد مباشر من السودان لتكسب تعاطف القوى الإقليمية والدولية المذبذبة والممسكة بالعصا من المنتصف وحينها ستتوالى الإدانات منها على (العدوان السوداني) وما قصة ضرب بيت السفير في الخرطوم وتوالي الإدانات منا ببعيد ، والتي سرعان ما انكشف زيفها وسقط لباسها عنها وبدت لها سوءتها..

البعض من الوطنيين ومن فرط شعورهم بالغبن والاستفزاز نادى برد الصاع صاعين وبطريقة مباشرة، وهي دعوى تنطوي على حماس حميد و ” حرارة قلب” ، ويحمد لهم ذلك..

ولكن الحرب دهاء والقتال مكر وحسن تدبير ، وليست اندفاعاََ أعمى دون بصيرة ودون تفكير.

من يعرف كيف يؤلم عدوه ويضربه في الموضع الذي يضعفه ويكسر به شوكته هو الذي سينتصر ويكسب الحرب ، لذلك نقول على الجيش أن يستمر في إيلام العدو بالاستمرار في استهداف مطار نيالا وما به من طائرات ومعدات وعتاد حربي ومشغلين والإمعان في إحداث الخسائر فيها وتركيز الضربات عليها فخطط العدو

كلها مبنية على هذا العتاد وقائمة على إنجاح توصيل الإمدادات اللوجستية لميليشيا آل دقلو الإرهابية لتنفيذ مخططها لفصل دارفور وإقامة حكومة موازية هناك والتمهيد بناءاََ على ذلك لجعل نيالا قاعدة عسكرية لينطلق عدوانها منها على بقية ولايات السودان.

إن رأس الحية يقبع داخل حدودنا ، وذيلها خارج الحدود والرأس أولى بالضرب من الذيل ، لن يلومنا أحد على ضرب من يعتدي علينا داخل حدودنا مهما كان سوء كيله وإنحيازه لدويلة الشر.

المواجهة هي مواجهة عقول والمقارعة مع هؤلاء هي مقارعة بالذكاء والفطنة والكياسة والدهاء ،وبطول الخبرة والمراس في شؤون الحرب و للسودان باع طويل في هذا الشأن، القوات المسلحة السودانية مؤسسة ذات تاريخ مشهود ومعروف في ساحات الحروب الإقليمية والدولية ورجالها كانوا وما يزالون مثالاََ للبسالة ونموذجاََ يحتذى في التخطيط الحربي والتكتيك القتالي.

ما تفعله ميليشيا آل دقلو الإرهابية وداعميها الآن بالنسبة للجيش السوداني مجرد “سافوتة في أضان فيل”
مزعجة لكنها إلى زوال ولن تنال منه بإذن الله الواحد الأحد الفرد الصمد..

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى