مقالات

الدكتور/ مصطفى محمد محمد صالح يكتب :غلاء الأسعار

خواطر فكريه (31)

بقلم الدكتور/ مصطفى محمد محمد صالح غلاء الأسعار

اولا تمهيد : يتحدث معظم الناس في بلادنا، بشكل يومي عن قضيه من قضايا شؤون الساعه، وظاهره من الظواهر ذات الأبعاد الاقتصادية، ومؤشر وترمومتر قوي عن رضي المواطن عن أداء الدوله . الا وهي: ظاهره الإرتفاع المستمر والمتصاعد في أسعار السلع والخدمات الاساسيه ، مما باتت تشكل ضغطا متواصلا علي أصحاب الدخول الضعيفه، وإرهاق ومعاناه ، واضطراب للأسر والشرائح الضعيفه . إذن ما الأسباب الحقيقية وراء ذلك الارتفاع؟وما النتائج المترتبة عليها؟ وما علاقه الدخل بالغلاء؟ وما طرق علاجها؟ . اولا: تعريف الغلاء: يعرف بأنه ظاهره اقتصاديه تتمثل في ألارتفاع العام في تكلفه وأسعار السلع والخدمات الاساسيه، والتي لا غني للناس عنها بصوره ومعدلات تفوق قدراتهم وإمكانياتهم ، مما تسبب لهم معاناه كبيره و تجعل نمط حياتهم صعبه . ثانيا : أهم الآثار والنتائج المترتبة على ظاهره الغلاء : 1 / تسبب العديد من المعاناه والإرهاق المادي و النفس للمواطنين. 2 / تهدد الاستقرار الأسري والمجتمعي . 3 / تحدث خللا كبيرا بين الدخول المحدود وتكاليف المعيشه. 4 / تهدد الإستقرار السياسي والأمني للبلاد . 5 / تساعد على انتشار الفساد والمظاهر السالبة ولعل من أبرزها السوق السوداء . 6 / تحدث خللا ببنيه المنظومة الاقتصادية. 7 / توثر سلبا على المناخ العام للاستثمار. 8 / تؤثر سلبا على مقدرة الدوله في تصدير منتجاتها. 9/ تحدث خللا في المقدرة التنافسية للمنتجات المحلية أمام المثيل المستور. ثالثا :أسباب ارتفاع تكلفة و أسعار السلع والخدمات الاساسيه : 1/ أرتفاع تكلفة مدخلات الإنتاج وخاصه المستوردة والتي تعتمد علي العملات الأجنبية غير متوفرة عبر القنوات الرسمية . 2 / زيارة تكلفة عنصر الأجور والمرتبات . 3 / ارتفاع تكلفه الطاقه الكهربيه والمحروقات. 4 / الزياده المضطرده في الرسوم والضرائب المباشره وغير المباشرة المفروضه علي المنشأة أو منتجاتها. 5 /السياسات الاقتصادية والمالية والنقدية التي تتبعه الدوله بصفه عامه وسياسة تسعير بعض السلع والخدمات علي وجه الخصوص. 6 / انخفاض الطاقه الإنتاجية مما يؤدي إلى زيادة نصيب الوحده المنتجة من التكلفة الثابتة 7 / قله المعروض من السلع . رابعا :طرق المعالجة: يتمثل منهج التفكير السليم للتعامل مع اي مشكلة،تقوم علي اساس فهم الواقع وتحديداسباب ونتائج المشكله، من أجل تقديم الحلول والمعالجات الناجعه والمناسبة لها، والاصل أن تنصب المعالجات علي الأسباب، وليس النتائج . وتتمثل كيفيه معالجة قضيه الغلاء من خلال جمله المحاور الاتي : 1/ عدم تدخل الدوله في تسعير السلع والخدمات حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” وإنما البيع عن تراضي “.وروي الإمام أحمد عن أنس قال :”غلاء السعر علي عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يارسول الله لوسعرت. فقال :أن الله هو القابض، الباسط، الرازق، المسعر،وإني لارجو أن ألقي الله، ولايطلبني أحد بمظلمه ظلمتها اياه، في دم، ولامال “. 2 / عدم محاوله معالجه قضيه غلاء الأسعار بمعزل عن باقي القضايا الاقتصادية الآخر . 3 / اعاده النظر في أساس العلاقه الاجريه القائم على قانون الحد الأدنى للأجور بين العامل ورب العمل من خلال أساس جديد . 4 / إعادة النظر في فلسفة فرض الرسوم والضرائب علي القطاعات الإنتاجية وفق رؤيه اقتصاديه و إستثمارية متوازنة تراعي بين حق الدوله في الحصول علي موارد مالية كافيه لاداره شؤون الدوله، وبين تفادي فرضية الرسوم والضرائب دون دراسات اقتصاديه . 5 / عدم الاتجاه لزيادة الأجور والمرتبات في القطاع الخاص أو العام لأن ذلك لن يعالج قضيه الغلاء بل علي العكس سيؤدي إلى زيادتها ،وهي مثل الذي يصب الزيت على النار ليطفاءه . 6 / العمل الجاد علي زياده الطاقه الإنتاجية والبيعيه للوحدات الاقتصادية . 7 /العمل علي تشجيع الصادرات – من مخرجات الإنتاج الصناعي والزراعي والتعديني- ومن خلال سياسات اقتصاديه تتصف بالمرونة . 8/ إلزام إدارات الوحدات الاقتصادية علي بناء نظم للمعلومات إلادارية والمحاسبيه يتصف بالفاعليه والكفاءة. 9 / اعاده النظر في القاعده الفكريه التي ينبثق منها و يبني عليها كل أنظمه الحياه في الدوله والمجتمع بإعتبارها الركيزة الاساسيه للنهضة . نسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان يعز هذه الامه الكريمه ، ويرفع الغلاء والبلاء . ويصلح حال البلاد والعباد بقيام كيان سياسي يعبر عن مجموعه المفاهيم والمقايس والقناعات للامه الاسلاميه الكريمه

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى