مقالات

محمد احمد مبروك يكتب: سطور ملونة.. الغزو الأجنبي معركة باتت وشيكة

محمد احمد مبروك يكتب: سطور ملونة.. الغزو الأجنبي معركة باتت وشيكة

 

الخطر الكبير الذي يواجهنا في هذه الساعات الحاسمة من تاريخ بلادنا ليس هو معركة الكرامة التي كسب جيشنا الباسل كل مراحلها ووصل بها مرحلة النصر الحاسم وكنس بقايا الإرهابيين الخونة .

لكن خطرا جديدا كبيرا هو الغزو الأجنبي الجديد بمعنى الكلمة .. وهو غزو حقيقي مكتمل الأركان تخطى مرحلة الإعداد والتخطيط ودخل حيز التنفيذ واصبح واقعا مشاهدا يراه البصير والأعمى ..

وواضح أن اعداء وطننا بعد أن خسروا الحرب خسارة كاملة شمروا لحرب جديدة لها مسوغات قوية كالٱتي : ★ أهدافهم الاستراتيجية لم تتحقق وهي سحق الجيش السوداني الذي هو العقبة الوحيدة أمام السيطرة على السودان وتمزيق وحدته وتحويله الى كيانات هشة سهلة القياد .

★ توحد الشعب السوداني ووقوفة كتلة صماء خلف جيشه جعلت أحلامهم تتبخر في قبول السيطرة عليه وإقناعه بأطروحة ديمقراطية زائفة وحلم إطاري وانكساري خادع .

★ صمود الجيش واحترافيته الرفيعة التي امتصت الصدمة الهائلة التي خططت لها مخابرات عالية المهنية من غرب الأرض وشرقها لإسقاط الخرطوم في ساعات وبدأت معركتهم فيها بإعداد بالغ الإحكام بسيطرتهم على

كل مفاصل العاصمة ومدنها الثلاث قبل الحرب ووضع أيديهم على كل مواقعها الاستراتيجية وكل المواقع السيادية فيها وحصار كل وحداتها العسكرية بقوات تفوقها عددا أضعاف المرات . وبعتاد حربي يمكنه من

السيطرة في ساعات على أعتى عواصم العالم .. الهزيمة الماحقة لقوات المليشيا العميلة الخائنة والمرتزقة التي جلبوها من شتات أفريقيا وتحطيم معسكراتهم الهائلة واستحكاماتهم العاتية ومؤنهم الضخمة التي أعدت أفضل الإعداد في دويلة الامارات وغيرها .

★ كسر ظهر كل قوتهم وقتل كامل القوة الاساسية التي بدات بها الحرب وعدم القدرة على تعويضهم بما يمثل إنهيارا كاملا .
★ إعتماد الحرب بالوكالة يجعل المحركين الاساسيين للحرب بمأمن وستر ولم تردعهم هذه الخسارة فهي ليست

في صفوف جنودهم إنما هم أوباش استخدموهم من السودان ومرتزقة متكسبين جلبوهم من افريقيا .
لذلك وحتى لا تنهار الاستراتيجية الدولية الأساسية بدأ

الاعداد لغزو السودان من الخارج (غزو أجنبي عديييل) . وبدأ الغزو بمحاولة دخول السودان من الغرب . وذلك بما يلي :
* إيجاد قاعدة محتلة وأرض منها يمكن استقدام قوات مرتزقة أو قوات دول مساندة بعد أن فشلت خطة احتلال السودان من قلبه .

* ليس خفيا أن محاولة إيجاد قاعدة جوية في أم جرس هدفها التمكين من نقل العتاد وانزال القوات والسعي لتحقيق توازن في قوة جوية تقضى على تفوق الجيش السوداني في السماء .

* الحشد الذي قاده أكبر قادة المليشيا العميلة عبد الرحيم دقلو بعد هلاك شقيقه كبير الدقالوة وضم مئات العربات القتالية الجديدة بعتاد كامل وأسلحة حديثة متطورة وطائرات مسيرة ومدفعية ثقيلة ومضادات أرضية .

* حشدعدد ضخم من المقاتلين المرتزقة المجلوبين من دول أفريقيا وعرب الشتات في مالي والنيجر وتشاد والمتكسبين من غيرها .

 

لكن كانت المفاجأة أن فرقة واحدة من فرق الجيش السوداني تصدت لكل هذا الاعداد وحطمته ودمرت معداته في ملحمة مشرفة تشبه الفرقة 16 نيالا استبسل فيها رجالها وصمدوا صمود الجبال الراسيات وقاتلوا

بمهنية وبراعة أعادت الثقة في كفاءة الجيش السوداني وتفوقه القتالي الذي قلب الموازين كلها والحسابات العسكرية للأعداء .

لكن يبقى الدرس الذهبي أن أعداء السودان سيستميتوا في هذه الفرصة التي لن تتكرر لأن توقف الحرب سيجعل من المستحيل إعادة إشعالها . فخسارة معركة العاصمة السودانية وخسارة معركة نيالا لن تثنيهم ..

ويبقى أن نشمر عن ساعد الجد ونأخذ الأمور بحجمها الحقيقي ونستعد للدفاع عن وطننا من غزو أجنبي لم يعد متسترا وأن نعرف أنه غزو تشارك فيه عدة دول مشاركة مباشرة بإمداد الرجال ودول أخرى بالسلاح المتطور

ودول أخري بالإعداد والتخطيط ودول أخرى بالتمويل والتموين .
من المؤكد الذي لا يداخله شك أن السودان سيكون مقبرة لهؤلاء الغزاة الغاشمين و(الغشيمين) . وان جيش السودان وشعبه سيسحقهم دون حاجة لاستخدام كل قدراته

العسكرية ودون حاجة لاستنفار شعبه بالكامل .وهو لن يكون في حاجة لاستخدام كل قدراته الا حين يتحرك لتحرير دويلات افريقيا العميلة .

حاشية :
الشاعر الرقيق عبد الرحمن الريح في رائعته (ما رأيت في الكون يا حبيبي أجمل منك) قال:
من كمالك وظرفك ومن جمالك أظنك
يا حبيبي نساء الدنيا ما ولدنك

راجي عطفك ولطفك راجي حلمك وحنك
ديمة يا مريودي تجدني سائل عنك .
فهل رجال الفرقة 16 نيالا وجنود السودان كافة ولدتهم نساء الدنيا العاديات ..
تحية لأمهات السودان اللائي يلدن أسودا .

محمد أحمد مبروك

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى