مقالات

الصادق يسين يكتب : الايس …. قطار الموت السريع

علي خطي الاصلاح

الصادق يسين يكتب : الايس …. قطار الموت السريع

شيئان لو بكت الدماء عليهما ..
عيناك حتى يؤذنا بذهاب
لم يبلغا المعشار في حقيهما ..
فقد الشباب وفرقة الأحباب

هكذا الايام تمضي علي عجل .. وعجلة الزمان تدور دورتها بلا توقف .. وضغوط الحياة تزداد مع كل ثانية ولحظة بتغير الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد .. أسر فقد أبناءها التعليم .. وأسر فقدت عائلها ومعيلها هربا من تلك الضغوط .. تشتت أسر .. وتحطم شباب كنا نرجو أن تستفيد من طاقاتهم البلاد عطاء وإنتاج يخفف من ضغوط الحياة القاسية .. ويرفع من سقف اقتصادها الهابط علي الرؤس ..

ولكنها الأقدار ورحلة البحث عن ( قطار الحياة المترفة ) عبر أرواح الشباب من ابناء هذا ( الوطن النبيل ) جيل ظل يفخر ويردد علي مسامع الاشهاد بأنه ( الجيل الراكب راس ) هذا الجيل الذي كنا نأمل أن يقود ( سفينة الحياة في هذا البلد المنكوب ) حتي يخرجه الله الي بر الأمان علي بقعة تمتاز سهولها برقد العيش ومتعة الحياة التي تحفظ كرامة الإنسان ولكن ..تمضي السفينة عبر امواج متلاطمة وظروف مضطرده وبلا مقدمات .. نتفاجأ بأننا امام موقف يكشف لنا أن (حياتنا قد وضعناها امام

جيل بلا رأس ) .. جيل انصاق خلف الملذات المهلكات .. جيل انصاق خلف سراب الاحلام والامنيات .. جيل أن لم يهلكه الجهل ( ستهلكه تلك المخدرات )… استمعت بخوف وقلق بالغ ولازلت اتابع تلك الصرخات التي تنادي وتستغيث وترجو أن يلتفت القائمين علي أمر العباد لهؤلاء الشباب الذين انصاغوا خلف الحياة حتي باتو داخل ( الثلج .. أو الايس) كما يطلق عليه بحثا

عن ( الترطيب والهواء البارد ) .. وبتناول ( اول جرعة تعاطي ) من هذا المخدر يضع الشاب اول خطاه نحو ركوب ( قطار الموت السريع ) فهو ليس كالمخدرات المعروفة .. اول طقة منه .. يصبح الشاب من أهل الدمام الذي للعلاج له .. ايها الآباء الكرام كونوا أكثر انتباها لهذا الجيل وتخيروا لهم الصحبة الصالحة .. وعلي أجهزة الإعلام أن تكون أكثر ضراوة في محاربة هذا المخدر

الذي يبث الان بهدف ( تدمير الشباب ) فبلد يدمر شبابها عنوة افضل لنساءها أن تعقر أرحمهن .. وبلد يعجز القائمين علي أمرها من محاربة هذا المخدر حري بقيادتها أن تترجل عنها فقد بات أمر شبابنا اليوم في قبضة المجهول .. أكثرهم اليوم سابحون في بحور ( الهلوسة ..والقلق.. وضعف الإدراك ) الذي سيقودهم للدمار .. والعنف .. وتغلب المزاج المفاجئ.. ومن

هنا ومع عدم احكام رقابتنا الأولية لهم نكون قد ختمنا لهم ( تذكرة الوفاء بركوب قطار الموت ) … هناك استهداف واضح للشباب فكونوا الاقرب لفاذات اكبادكم .. هناك استهداف للوطن فكونوا حماة له فالايس .. هو قطار الموت السريع الذي يقف علي محطات الشباب المنتظر لتحقيق الاحلام والتطلعات لغد افضل وهو غدا لاياتي إلا بالعمل والإنتاج والاجتهاد فلنعمل سويا

علي إيقاف ( قطار الموت السريع ) عبر تحطيم قطبانه التي باتت تلتف حول كل منزل وكل حارة كان كل من فيها مربي .. وصار اليوم المربي الوحيد هو المنزل .. المنزل الذي بات ينشغل عنه أهله بتوفير لقمة العيش لشباب باتت الشوارع ديارهم .. ورفقاء السوء ملاذهم والطامعين في السلطة والغني هم من يتحكمون في مصيرهم .

اخيرا نقول ..
وشيخ طاعن في السن يمشي ..
ولحيته تلامس ركبتيه
فقلت له علامك أنت حان ..
أجاب وقد أشار بإصبعيه
شبابي في الثرى قد ضاع مني ..
وها أنا أنحني بحثا عليه
الاهل بلغت اللهم فاشهد .

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى