اسحاق احمد فضل الله يكتب: .. آخر الليل..بلا وطن
اسحاق احمد فضل الله يكتب: .. آخر الليل..بلا وطن
وعثمان صديقنا الزاهد يقرا ما كتبناه وينظر الى جثته مطروحة فى العراء لا يلتفت اليها احد ويجد ان جثته تقول فى الحسرة
ليتنى مت وانا اقاتل ولا اموت وانا هارب
عثمان…هل تظن ان هذا هو الاسوأ؟
لا…لا
الاسوإ من الموت هو ان تنظر الى بنتك او امك وانتم فى العراء هاربين وبنتك لا تعرف اين تتبول…
البول لا يعذر
الاسوأ من الموت هو ان تتلوى بطونهم جوعا البطن لا تعذر وانت دون مليم..
عندها ان لم تمد يدك( تشحت) مد اهلك ايديهم يشحدون الرغيف…
هذا وجدوا من عنده رغيف…
هذا يا عثمان يقع ان نحن لم نقاتل
واهلك والاشياء الصغيرة اليومية المفقودة/ عند الهروب من البيت/ اهلك عندها هم ما يقتلك حزنا وعجزا
الحمام…اهلك…يستحمون خلف حائط ان وجدوه
الهدوم المربوطة فى بقجة…
النوم فى الخلاء او فى الشوارع..
اسوا من هذا؟
اسوإ من هذا هو ان يسقط احدهم مريضا
ولا دواء ولا بقاء معه ولا حيلة ولا يمكن تركه..و..
عثمان…ان نحن لم نقاتل وقع هذا كله..
يقع كل يوم
اما الحياة الكاملة( العمل…المستشفى…الدراسة…ال…ال..) فاشياء لم يعد لها وجود
هى اشياء تكون فى الوطن وانت الان بلا وطن لانك لم تقاتل