مقالات

يسين ابراهيم الترابي يكتب : مرتكزات النظرة الإسلامية لقضايا صحة الطفل(١)

 يسين ابراهيم الترابي يكتب : مرتكزات النظرة الإسلامية لقضايا صحة الطفل(١)

 

الصدفة وحدها جعلتني أحضر ورشة تدريبية في غاية الأهمية خصوصا في هذه الأيام ، وقد جاءت بعنوان(المنهجية الإسلامية الوقائية لتعزيز قضايا صحة الطفل) التي استهدفت الأئمة والدعاة بمحليات ولاية

كسلا، وقد اجتهد فيها الدكتور محمد هاشم الحكيم وأشرف على تنظيمها بالتعاون والتنسيق مع منظمة اليونسيف التي قامت بالتمويل والرعاية وجمعية الهلال الأحمر بكسلا الذي نظمها واستضافها بقاعته، وقد حققت هذه الورشة الغرض منها في جانب التوعية المطلوبة في هذا المنحى.

وودت أن أبعث لكم ما جاء في بعض الأوراق العلمية التي وزعت ونوقشت في هذه الورشة وقد اتخذت الجانب التأصيلي لقضايا صحة الطفل ووجهة النظر الإسلامية، فكان هذا العلم والعمل مثار إعجاب الجميع لأنه قد فتح عيونهم على أهم قضية ينبغي أن يتعهدها الجميع بالعناية والاهتمام المتواصل، وإليكم بعض ما أثير في هذه الورشة المفيدة.

*أولا: القضاء على أمراض مهلكة للطفولة:*
١- الكوليرا.
٢- الإسهالات وتناول ملح التروية.
٣- الحميات(الضنك والملاريا)
٤- الالتهاب الرئوي.
*ثانيا: السلوك الصحي الوقائي:*
١- غسل الأيدي.

٢- شرب الماء النظيف.
٣- الرضاعة الطبيعية.
٤- ترك التبرز في العراء.
٥- التطعيم.
*ثالثا: السلوك المجتمعي الإيجابي:*
١- التعليم.
٢- التماسك المجتمعي.
*أولا: الأمراض*

أ- الكوليرا .
ب- الإسهالات وتناول ملح التروية.
*علاج استطلاق البطن في الطب النبوي بالسوائل*
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال:( جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن أخي استطلق بطنه- أصابه إسهال- فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

اسقه عسلا، فسقاه ثم جاءه فقال: إني سقيته عسلا فلم يزده إلا استطلاقا، فقال له ثلاث مرات، ثم جاء الرابعة فقال : اسقه عسلا، فقال : لقد سقيته فلم يزده إلا استطلاقا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صدق الله وكذب بطن أخيك، فسقاه فبرأ) رواه مسلم.

ج- الملاريا والحميات:
*هل توفي النبي صلى الله عليه وسلم بالملاريا؟*
يروي ابن هشام وابن كثير أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم “لما قدم المدينة هو وأصحابه أصابتهم حمى المدينة حتى جهدوا مرضا” وفي البخاري عن عائشة أنها قالت : (قدمنا المدينة وهي أوبأ أرض الله ، وكان بطحان

يجري نجلاً أي ماءًا آجناً) والماء الراكد أفضل بيئة للبعوض الناقل للملاريا ، وعن ابن عباس قال: “قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه مكة وقد وهنتهم حمى يثرب).

بعد شهرين فقط من عودة النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى المدينة بدأت أعراض الحمى التي استمرت (١١) يوماً تقريباً في الظهور، حتى توفى يوم 8 يونيو عام 632م ، بعدما عانى من حمى شديدة متقطعة.

*منشور لمنظمة الصحة العالمية عن أعراض المرض الذي أدى إلى وفاة النبي صلى الله عليه وسلم*
= ارتفاع درجة الحرارة (فرط الحرارة) الذي يمكن تخفيفه بسكب الماء البارد.

= حالة تعرق شديد للغاية ذكرت زوجته عائشة أنها لم ترها من قبل.
= فقدان الوعي المتقطع، وحينما يسمح استعادة الوعي بالتواصل عن طريق الإيماءات لا شفهيا.
= الضعف الشديد والمعاناة وعدم القدرة على المشي للمسجد.

*٤- الالتهاب الرئوي والنهي عن التنفس في الإناء:*
روى ابن عباس رضي الله عنه قال:( نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يُتَنفّس في الإناء أو ينفخ فيه، وفي رواية الترمذي وأحمد عن أبي سعيد الخدري رضي الله

عنه بلفظ ” أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن النفخ فيةالشرب ، فقال رجل: القذاة أراها في الإناء؟ قال: أهرقها ، قال: فإني لا أروى من نفس واحد ، قال : فَأَبِن القدح إذن عن فيك”).
*ثانياً: السلوك الصحي الوقائي:*

*١- غسل الأيدي:*
حثّ النبي صلى الله عليه وسلم على النظافة وعلى ما يحفظ الصحة، واستعمل لذلك من الأشياء ما كان موجودا في عصره صلى الله عليه وسلم، فإءا جدّ جديد وكان يؤدي إلى الغاية نفسها من غير مضرة فلا حرج على

المسلم من استعماله والاستفادة منه ، واستعمال المنظفات لم يكن كثيرا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك لقلة هذه المنظفاتة، ولقلة الماء ، قال الميموني : قرأت على ابن حنبل : أيجزئ الحائط الغسل بالماء؟ فأُمليَ عليّ : إذا لم تجد إلا وحده اغتسلت به ،

قال صلى الله عليه وسلم: “ماءك وسدرتك” ، وهو أكثر من غسل الجنابة ، قلت : فإن كانت قد اغتسلت بالماء ، ثم وجدته ؟ قال: أحب إلى أن تعود لما قال)

وعن قيس بن عاصم رضي الله عنه أنه أسلم (فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يغتسل بماءِ وسدرِ) رواه الترمذي، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بركة الطعام الوضوء قبله والوضوء بعده.

قال ابن قدامة في المغني : يستحب غسل اليدين قبل الطعام وبعده ، وإن كان على وضوء ، والنبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:( من أحب أن يكثر خير بيته ، فليتوضأ إذا حضر غداؤه وإذا رفع ) رواه ابن ماجة ، وروى أبوبكر بإسناده عن الحسن بن علي أن النبي صلى

الله عليه وسلم قال:( الوضوء قبل الطعام ينفي الفقر، وبعده ينفي اللمم – يعني به غسل اليدين) وقال النبي صلى الله عليه وسلم ” من نام وفي يده ريح غمر فأصابه شئ ، فلا يلومنّ إلا نفسه) رواه أبو داؤود.

عن عائشة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد ينام وهو جنب توضأ وضوء الصلاة ، وإذا أراد أن يأكل غسل يديه).

نواصل في الحلقة الثانية الحديث عن السلوك الصحي الوقائي ونتناول فيها التوجيهات الإسلامية عن شرب الماء الصحي والمحافظة على سلامته.

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى