في بحري العلاج والدواء..حكايات من العاصمة (2)بحري تبدو كطائر “فينيق” يجدد حياته بالاحتراق.. وعودة كبيرة للمواطنين..
الحياة تمضي صوب التطبيع خاصةً بمناطق “الحلفايا.. والدروشاب.. والسامراب.. والكدرو”..
عودة المواطنين بدأت تزداد خاصة بعد عطلة عيد الأضحى..
جهود الحكومة وواليها أحمد عثمان حمزة عايشناها في بحري..
الخرطوم: محمد جمال قندول
“يا السموكِ سر الهوى… في بحري العلاج والدواء”، عادت لتعانق أذناي وتجول بخاطري وأنا أعبر كبري “المك نمر” لأول مرة منذ اندلاع الحرب في الخامس عشر من أبريل 2023. إحساسٌ مختلف وشغفٌ كبير لرؤية أحياء بحري عن قرب.
بالطبع محلية بحري بشوارعها وأحيائها ليست بذات الحيوية والزحام كتلك التي لمسناها في أم درمان، ولكن بحري تبدو ك”طائر فينيق” يجدد حياته بالاحتراق، إذ تشهد عودة تدريجية كبيرة.
(1)
في بحري الحياة تمضي صوب التطبيع خاصةً في أطرافها “الحلفايا، والدروشاب، والسامراب، والكدرو”، حيث تشهد موجات عودة كبيرة وبشكلٍ يوميٍ، كما أنها استعادت جزءًا كبيرًا من الخدمات.
“الحلفايا” استعادت أنفاسها بعد أن عاثت الميليشيا خرابًا فيها، إلا أن عجلة الحياة عادت من جديد وأصبحت قصص الحرب من دفاتر الذكريات.
ورغم أن بعضٌ من شواهد تلك المعارك البرية دارت في رحى أحياء “الحلفايا، والدروشاب، والسامراب، والكدرو، وشمبات”، غير أنها تجاوزت محن وويلات وروايات الأيام الصعبة التي عايشتها هذه المناطق مع ميليشيات آل دقلو الإرهابية، إذ أن شوارعها بدأت تعرف وتتعرف مجددًا على مواطنيها الذين شردت الحرب الكثير منهم والآن أصبحوا يتداعون إليها مجددًا بعد أن وضعت الحرب أوزارها.
(2)
منطقة الصافية بدأت أكثر المناطق التي تبدو عليها آثار انتصارات الجيش وهزيمة الميليشيا، إذ لا زالت آثار الرصاص في حوائط وجدران شوارعها وبعض من أبواب منازلها. ورغم أن العودة إليها يشوبها البطء، ولكن الأمل لا زال معقودًا في أن يعود الناس لترسم البهجة وتزدهر الحياة.
وبالمقابل، فإن “شمبات” بدت أكثر حضورًا عبر خارطة بحري فيما بعد الحرب، إذ أن أعدادًا كبيرة من مواطنيها بدأوا العودة إليها.
“المحطة الوسطى” ليست هي تلك المنطقة التي كانت تشهد زحامًــــــــــــــا، وهى تمثل قلب بحري النابض قبل الحرب.
حينما مررنا بها وتوقفنا دقائق معدودات، وجدنا موقف المواصلات عاد للعمل، غير أن حركة الحياة فيها تحتاج لبعض الوقت.
(3)
جهود الولاية وواليها أحمد عثمان حمزة عايشناها في بحري، إذ بدأت جهود النظافة وإزالة الأنقاض. الحياةُ لوهلةٍ تبدو صعبةً بعض الشيء، إذ لم تكتمل الخدمات بشكلها النهائي بعد خاصة في ملف “الكهرباء والمياه”، ولكن لا سبيل لذلك إلا بتضافر الجهود بعد تشكيل رئيس الوزراء د. كامل إدريس لحكومته، ليزور العاصمة ويقف على أحوالها عن قرب، وما فعلته الحرب من أهوال جراء ميليشيات آل دقلو الإرهابية التي عاثت وأحدثت خرابًا ممنهجًا يبدو واضحًا من خلال سرقة “النحاس” من الأسلاك والمولدات والكيبولات الكهربائية.
المواطن أحمد حسين التقيناه كفاحًا في صينية الحلفايا. وذكر للكرامة أن عودة المواطنين بدأت تزداد خاصة بعد عطلة عيد الأضحى.
نواصل..
المصدر : صحيفة الكرامة
