( الأزمة السودانية الماثلة) .. خارطة طريق للمعالجة
( الأزمة السودانية الماثلة) .. خارطة طريق للمعالجة
تقرير: سنهوري عيسى
ظلت الأزمة السودانية الماثلة تراوح مكانها دون بروز حل يخاطب جذور المشكلة وتعقيداتها وينتهي الأزمة، بينما طرح الفريق دكتور محمد خوجلي الأمين المدير العام
ومؤسس أكاديمية الدراسات الاستراتيجية والأمنية الاسبق، رؤية لمعالجة الأزمة السودانية الماثلة من خلال خارطة طريق شخصت بداية الأزمة واسبابها وفرص حلها جذريا.
وأكد دكتور محمد خوجلي خلال المحاضرة التى قدمها
في ورشة الاعلام واستراتيجية الأمن القومي التى نظمها مركز تدريب القيادات بأكاديمية الدراسات الاستراتيجية والأمنية بالتعاون مع المجلس القومي للصحافة
والمطبوعات، أن الأزمة السودانية بدأت منذ الاستقلال وخروج المستعمر البريطاني وبداية الحكم الوطني في يناير من العام 1956م، ولم تبارح مكانها حتي الآن طوال (67) عاما بسبب غياب المشروع الاستراتيجي الوطني
، حيث ( لا رؤية أو خطة)، ولا فكرة وطنية جامعة ترتكز عليها، ولا مرجعية استراتيجية ثابتة تؤسس عليها قواعد بناء الأمن القومي وآلياته.
ظواهر خطيرة
واوضح دكتور محمد خوجلي، أن كل فترات الحكم المتغيرة أعقبها أصوات عالية تنادي بحل أجهزة الأمن وتفكيك القوات المسلحة وإعادة هيكلتها ، وحل هيئة
العمليات بجهاز المخابرات، وحل قوات الدعم السريع ، وتكوين حكومة مدنية كاملة في الفترة الانتقالية غير المستقرة.
ومضى دكتور محمد خوجلي إلي القول بأن: هذه المطالب التي تستهدف عن ( قصد أو جهل) الاستقرار وسلامة ووحدة ووجود الدولة السودانية ينادي بها جهلاء
بالمصالح العليا للدولة ويتم ترتديدها دون وعي عبر الوسائط الإعلامية المختلفة أو شعارات المواكب الاحتجاجية المتكررة.
المعالجات المطلوبة
وطرح دكتور محمد خوجلي ، جملة من المعالجات المطلوبة للأزمة السودانية من بينها تبني الفكر الاستراتيجي المنهجي والذي يعتبر المدخل الصحيح الذي يقود إلى رؤية مستقبلية سليمة مستبصرة لمستقبل
نختاره ، مستقبل ننتجه ونرسمه بايدينا لا يفرضه علينا الغير، بجانب هيكلة وزارة الدفاع، مبينا ملامح الهيكل الذي يقوم على العقل الاستراتيجي والذي يتكون من
مجلس الأمن الوطني والذي يضم مركز دعم القرار، ومركز المستشارين، ومركز إدارة الأزمات، ومركز الإنذار المبكر، بجانب المركز الإعلامي .
الفكرة الوطنية الجامعة
ودعا دكتور محمد خوجلي، الي ضرورة وجود فكرة وطنية جامعة تقوم على أن السودان بعد نجاح ثورته السلمية المجيدة ، يتحدد مساره الاستراتيجي الجديد
بفكرة وطنية جامعة (سودانية الهوية، إنسانية الفلسفة) تحتشد وتنتظم فيها القواسم الإنسانية المشتركة في القيم التي يجمع عليها كل أهل السودان بمختلف
عقائدهم وثقافاتهم واعراقهم وقبائلهم وطوائفم وجهاتهم وأحزابهم ، بل ويتقبلها كل الناس في العالم الواسع العريض من أجل بناء المستقبل ( سودان المستقبل الأمن) المزدهر بالعلم والمعرفة المؤسس
بالقانون والجودة والإبداع ليسهم أهله المعروفون بطيبتهم وحبهم للخير بوعي وقوة وفاعلية في إرساء السلم العالمي لكل الإنسانية ، وغايتها العظمي السلام الذي يتوصل إليه بالعدل .
واضاف: المرجعية الفكرية تقوم على دعوة للسلام الذي يتوصل إليه بالعدل الذي يقام بالحق والذي يعرف بالنور (نور العلم والمعرفة).
قوي الدولة الشاملة
وأكد دكتور محمد خوجلي، أن بناء الدولة الآمنة المزدهرة بالعلم والمعرفة المؤسسة على القانون والجودة والإبداع ورفع إرادتها الوطنية وتفجير طاقاتها يقوم مرتكزات
قيمية تتمثل في قوي الدولة الشاملة ( القوة السياسية، القوة الاقتصادية، والقوة الاجتماعية، وقوة العلاقات الدولية، والقوة الاعلامية والقوة التقنية والأمن والدفاع) .
وأوضح دكتور محمد خوجلي، أن القوة السياسية غايتها الإصلاح وترتكز علي قيم ( الحرية، الرأي الجمعي والمساواة)، بينما القوة الاقتصادية غايتها التنمية
والإعمار وترتكز علي قيم الإنتاج والعمل ، فيما تكمن غاية القوة الاجتماعية في الترابط والتماسك وترتكز علي قيم تكريم الإنسان وعيشه الكريم وصحته وعافيته الي
جانب التربية والتعليم والتزكية والتثقيف والتوعية والإرشاد، في أسرة راعية ومجتمع متراحم ومتكامل ومعتصم .
واضاف: قوة العلاقات الدولية غايتها رسالة سلام ورحمة ونفع للعالم ، وترتكز علي قيم التعارف والتنافع والتعاون علي الخير والمصالح ، بينما قوة الأمن والدفاع غايتها
حفظ وحماية الوطن والمجتمع ومقدراته وترتكز علي قيم عدم الاعتداء ، والرد بالمثل على من يعتدي والإعداد المستطاع لردع من يهدد أمن الوطن وتأمين وحفظ الدولة وهيبتها.
وأوضح دكتور محمد خوجلي، أن القوة التقنية غايتها الإنتاج الفكري والتقدم العلمي ، وترتكز علي قيم الاستفادة من الخبرات والتجارب الإنسانية الماضية، ومعايشة الحاضر وتجربته المتطورة، ودراسة المستقبل بعناية من أجل التقدم والمنافسة .
واضاف: القوة الإعلامية غايتها التصدي للاستهداف الخارجي بصدق وحذق وابانة ، والتبشير والتبصير بالاستراتيجية ، والتثقيف والتوعية والترويج (وأما ينفع الناس يمكث في الأرض).