جعفر باعو يكتب : جيش الذي نعرفه
من الواقع
جعفر باعو
جيش الذي نعرفه
*في العام ٢٠١٠م وضعت تصور لتحقيقات صحفية لعكس ما يدور في ولاية البحر الأحمر من اهمال تنموي في بعض محلياتها ورفعت ذاك التصور لمدير تحرير الانتباهة انئذاك الاخ عبدالماجد عبدالحميد الذي تحمس للفكرة وقال لي سأربطك بأحد الأصدقاء هناك ليعينك في كل ما تحتاجه من عمل صحفي في الولاية الساحلية.
*وصلنا مدينة بورتسودان وبرفقتي الزملاء معتز محجوب وهيثم عثمان وكان يومنا الأول في مدينة بورتسودان حيث عكسنا ما يدور من قصور في حكومة ايلا في تلك الفترة واطرف ماكان في تحقيق المياه هو شراء مدير الهيئة من عربات الكارو ليحقق الاكتفاء لاهل بيته،وفي اليوم الثاني لتلك الزيارة كان لقاءنا بصديق الاخ عبدالماجد عبدالحميد وما كان هذا الصديق سواء مدير مفوضية نزع السلاح والدمج بالولاية احمد محمد طاهر الذي عرف بأحمد جيش.
*منذ ذاك التاريخ ولم تنقطع علاقتنا بجيش الذي عرفناها رجل قوي ومصادم وخدوم ولايهاب في الحق لومة لائم.
*اذكر انه في يومه الأول سألنا عن ماذا نريد في الولاية تحديدا فقلت له نريد أن تصل للمناطق المهمشة التى تقل فيها الخدمات أو تنعدم ،ولتكون بداياتنا بمدينة طوكر العريقة،فقال لنا معكم لأي منطقة تريدونها وثقوا انني لا اخشي الا رب العالمين.
*رافقنا جيش الي طوكر وكان معي في تلك الرحلة معتز لشعور الزميل هيثم ببعض الاعياء وكانت رحلة المخاطر ومنها خرجنا بمادة دسمة أحدثت ضجة في الولاية لازال أثرها باقي وبعد طوكر طفنا العديد من المحليات حيث نقلنا مأساة اهلنا في اوسيف ووصلنا حتى بوابة حلايب وكأنها حينها ممنوع الوصول الي قبابيت وهي المنطقة التى تسبق البوابة ،وعكسنا ما يدور في سواكن والقنب والالويب وسنكات وغيرها من المحليات.
*عقب ملف البحر الأحمر الذي احدث ضجة كبري في الولاية والمركز كانت محاربة احمد جيش في المدينة الساحلية وتم نقله من الولاية الي الخرطوم وتعرض للكثير من المشاكل والضغوطات بسبب مساعدته لنا في كشف الكثير من الحقائق التى كان يصعب كشفها في تلك الفترة ،ووصفنا حينها من حكومة الولاية بأننا مرتشين وصحفيين شيوعيين وصحفنا صفراء وأبعد جيش من مدينته المحببه وكتبنا حينها عن الظلم الذي وقع به ولكنهم لم بكونوا يسمعون.
*ترك جيش وظيفته بسبب المضايقات التى وجدها وعاد للمدينة الساحلية في وظيفة حره يحمل هموم ولايته ويسعي لتطويرها حتى اقعدته الكورونا عن حلمه ،فحمل الناعي لنا خبر رحيله ظهر اليوم لنفجع جميعنا بهذا الرحيل.
*ستظل البحر الأحمر بأثرها وبورتسودان على وجه الخصوص تفتقد احمد جيش وحركته النشطة لخدمة اهله،فقدت الولاية على وجه الخصوص والسودان بصورة عامة رجلا من القلائل في هذا الزمان.
*اللهم اغفر لعبدك احمد وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نزله ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس.
*ولا حول ولا قوة الا بالله وانا لله وانا اليه راجعون