——————-
كيف نعرف؟
وكيف نهتدي؟
——————–
نعرف جميعا بأن السودان مأزوم ومستهدف من حيث بنية التماسك المجتمعي، وأننا الأن نعيش في هبوط وتردي في كل النواحي الاجتماعية والسياسية والإدارية والاقتصادية، الأوجه متعددة والاختلاف قائم بين الجميع، الإشاعات تفرق، وهي الأخطر علينا، لأن (سماعها أعظم من عيانها)، وحقيقة الأمر هو خلط العلم بالسياسة، والعاطفة والمصالح الشخصية الذاتية التي لا تقدم، بل تؤخر، ندرك تماما بأن السياسة أمر دنيوي مبني على الدهاء والمكر بعيدا عن المروءة، وهي صراع بين الكيانات، شغلنا بها جميعا، ولا نهتم لذلك، نعيش أياما سود حالكات، نعيش كذلك اضطرابا نفسيا وقلقا، بدأت مشاكلنا بالتجزوء وخلق الفتن والغدر، كل هذا الواقع منافي ولا يشبه الشخصية السودانية الأصيلة في شيء، لأن الأخلاق تابعة للأرض التي ينشأ فيها الأفراد والبيئة المحيطة، فالسودان أرض الحضارات القديمة والرقي والمثل والقيم النبيلة، ما حدث لنا مستجلب ومستورد ومستحدث ومصنوع صناعة لنتنازع، (فتنازعوا أمرهم بينهم فهلكوا)،
المقصود هو مشروع لهدم السودان، وطمس الهوية، وإذابة القومية، وخلق الفوضى، يعني بذلك دمار الإنسان السوداني،
نقول الصدق، لأن لاشيء أقبح من الكذب، وماظنك بعيب يكون الكفر نوع من أنواعه، فكل كفر كذب، فالكذب جنس، والكفر نوع تحته، والكذب متولد من الجور والجبن والجهل، لأن الجبن يولد مهانة النفس، والكذب مهين النفس بعيد عن عزتها المحمودة.
الواجب أن نرتقي بالصدق، فيتسع الوعي في النفوس، والأخلاق نسلك الطريق الصحيح، وينصلح حال الأمة.
فإن بلوغ الآمال، والنهضة الأصيلة بالتعاون بين جميع الطبقات، الناس متساوون في الحقوق والواجبات، عليهم أن ينتفضوا لأجل أن ينصلح حالهم، بالروح التي تشبهنا وتهدينا الأمان والسكينة.
غايتنا الأخلاق (السلوك الحسن في الحياة)، للحياة غرض روحي، وغرض خلقي، الخير الدنيوي نصل إليه بالأعمال الصالحة، وخدمة الآخرين لأن للمجتمع الإنساني حقوق يجب مراعاتها وحمايتها وحفظها.
إن العمل والعبادة ضروريان لزكاة النفس، (طهارتها وتهذيبها)، وبالفضائل الأربعة وهي: الحكمة- الشجاعة – الحلم (ضبط النفس)
العدل – بها نداوي نفوسنا، ونطرد همنا، ويتم الإصلاح، وندعوا الناس بالموعظة الحسنة.
ننتفض بالصدق (اللهم ثبتنا على الصدق، وأدخلنا مدخل صدق، وأخرجنا مخرج صدق، واجعلنا من الصادقين، أهل الثقة الصالحين الذين إذا نطقوا نطقوا بالصدق، وإذا شهدوا شهادتهم صدق).
فإننا نحتاج إلى نور الصادقين الذين لا يفجرون من تقلبات الأحداث، ونحتاج إلى كثير من الوضوح والتسامح.
لقد بلغنا مرحلة الخطر (درك نفسي) وتردي مريع في الأخلاق، وتعدي على أعراض الناس، واتهام الشرفاء بأقزع الألفاظ القبيحة الشاذة، كيف نتصدى لإزالتها، أو تصحيحها، وكيف نهتدي، نتحلى بالأخلاق والفضيلة، وعاداتنا الرضية الجميلة، والأفعال المستقيمة، وأن نحسن إلى الناس، ونعود أنفسنا على عمل الخير وقضاء حوائج الناس، والسعي إليها، والإحسان إلى الخلق (أحب الناس إلى الله انفعهم للناس).
بقلم/ بابكر أحمد عمر