معاناة مواطني قري شمال شنقلي طوباي بشمال دارفور!!!!
سعن نديان
خالد جبريل
الطبيعة الجغرافية لمعظم المنطقة الواقعة شمال منطقة شنقلي طوباي بولاية شمال دارفور حوالي ١٠٠ كلم جنوب حاضرة الولاية مدينة الفاشر تعتبر من الأراضي الشبة صحراوية حيث الكثبان الرميلة الموغلة في (الحدة) والعلو الترابي وهناك الشريط الرملي الشهير قوز (أبوزريقة) الذي يضرب فيه المثل لمعاناة السيارات عبوره.
رغم هذه الجغرافيا القاسية للراكبين نجد إن هذه البقاع بها عديد القري الصغيرة المتناثرة هنا وهناك وواقع حالها يدلل ان الفقر إتخذ مكانة كبيرة وسط شريحة معتبرة من السكان فالقطاطي الصغيرة المشيدة من قصب الدخن والأسوار التي غرست بعناية بواسطة الأشواك القصيرة يرسم لوحة بساطة وقناعة أهل تلك المنطقة.
كنت في سفرية الي الخرطوم برا فمررت بعدد من هذه القري وقبل سنوات كانت عبارة عن أطلال بيوت بعضها محروق والبعض الأخر قد تم تحويله إما رغبة أو خوفا من هجمات المتفلتين الذين عاثوا فساد في عديد المواقع.
المواطنون العزل الأبرياء تلحظهم في وجوههم التمسك بالأرض مابين رغبة بقاء لإعمار الأرض ولربما خوف من هجوم لربما يتأتي في أي حين هذا الواقع الذي قد يكون أو لايكون الا أن حركة الناس في هذه القري تدلل علي إصرارهم علي البقاء في الوطن الأصل رغم إنعدام الخدمات الضرورية لحياة كريمة رأيتهم وهم يبنون بيوتهم الصغيرة التي هي أكبر من مدن وعربات الكارو من الخلاء (الوعرة) عليها أغصان أشواك فقيرة لحد ما لطبيعة المنطقة الصحراوية وبالرغم من هذه القسوة التي فرضتها الطبيعة يحدو الأهالي أمل كبير في إنعاش نبض الحياة وعودة الأمور الي طبيعتها عبر الإعمار السكني والزراعي فهناك لحظت شتات من نسوة يصلخن (يجودن) الزراعة نهارا غائطا وحرارة الرمال تمارس تعذيب أرجلهن بلا رحمة وهجير الشمس يصب فوق رؤوسهن بئس الحريق لكن إرادة المل أقوي من مجرد هجوم الطبيعة علي أجسادهن النحيلة التي كساها إبتغاء الحلال قوة وجمال.
بجانب عمل بعض النسوة بتجويد الأرض هناك نسوة يركب عربات الكارو المحملة ببراميل وجركانات فارغة بغية جلب مياه الشرب والبغض منهن يركب الحمير (باصور) وجركانات مياه والمعاناة ترافقهن حد الإلتصاق والرفقة التي تلمح الديمومة شعار لها.
سألت من كان بجواري عن مسافة (المورد) من بعض القري فقال لي إن النسوة يعملن عملا روتينيا علي جلب المياه وتبلغ زمن هذا العنت في بعض القري مسافة ساعتين ذهاب وساعتين إياب أي بمعني أن المراة تبدا الرحلة الحياتية عند السابعة صباحا وتعود عند الحادية عشر صباحا برنامح ثابت كممارسة الصلوات عندنا.
إستعملت أسلوب التحسرات وكانت جملة من التأسف قد (بذل) بسخاء و(درت )العاطفة الجياشة هرمونها بغزارة تضامنا مع المساكين مقارنة بعدد من المناطق التي يدعي سكانها المعاناة والعطش حيث لامقارنة البتة.
يبدو من التجول داخل القري انها تفتقر لكل شئ حيث لايوجد كل شئ خدمات معدومة تماما لامركز للعلاج ولاحتي( قطية لممرض يطعن الحقن) المياة لاتسأل الكهرباء مجرد السؤال عنها فهو بدعة (والرغيف المدعوم ) لانصيب لهم منه ولا (وقود مدعوم ) المدارس تجد مدرسة علي بعد مسافة تساوي أزمان وأزمان.
هنا وفي هذه القري يرسم الفقر لوحة عنوانها (تبا لحكومة مركزية لاتري السودان الا الخرطوم ) (وتبا لحكومة ولائية لاتري الولاية الا في حاضرتها) .
أرجو من الحكونات مجتمعة ان تنتشل هؤلاء من مربع المعاناة والإحساس بالتهميش ولو بقليل من تقديم الخدمات وعلي حكومة الوالي عربي ان يزور هذه الأصقاع وغيرها وتوفير آبار غاطسة للمياه لأن الإنسان والحيوان يعانيان علي حد سواء.
وأذكر الوالي عربي إن الله سيسألك عن سكان الولاية وبالأخص العطشي منهم وسكان مناطق قوز أبوزريقة هم أكثر الناس تعذيبا بسبب العطش وفقر الخدمات فيوم الحشر تأتيك نسوة وتسالك أمام الله لما لم توفر لهن ماء السقيا كذا بهيمة الأنعام.
كما أرجو من ديوان الزكاة والرعاية الإجتماعية والمنظمات والخيرين العمل علي توفير مياه الشرب والصحة فقط فالمواطن لايحتاح الي ان تهان كرامته بدعومات الطعام بل الهم وطن وتوفير المياه يعني زيادة الإنتاج والعمل علي الإستقرار ورفد خزينة البلاد بجانب توفير الأمن وعمل نقاط للقوات المشتركة.
قلبي معكم أهلي بكل مناطق البلاد المثخنة بالجراح وخاصة سكان مناطق شمال شنقلي طوباي .
اللهم إني بلغت فاشهد
الله يفرحا.