مقالات

علي سلطان يكتب : قمحنا.. الوعد والتمنى.. بين الحقيقة والسراب*1-2

وطن النجوم
علي سلطان

قمحنا.. الوعد والتمنى.. بين الحقيقة والسراب*1-2

قبل ايام وفي حلقتين وعلى مدى يومين كتبت عنوانا لهذا العمود(حتى لا تسقط حبة قمح واحدة).. وكنت كما هو في العنوان قد اشرت بوضوح الى ضرورة ان نلتفت ونَولي اهتماما اكبر لزراعة القمح مع التطورات والمتغيرات الجديدة بعد الحرب الروسية على اوكرانيا.. حيث إننا نستورد 60٪من إحتياجاتنا من القمح ونستورد 95٪من هذه الاحتياجات من روسيا.. ومع هذه الحقيقة المؤلمة وتداعياتها تحت ظلال المتغيرات العالمية وخاصة في مجال الامن الغذائي فاننا امام تحدٍ حقيقي بتحقبق الاكتفاء الذاتي من زراعة القمح في بلادنا اي بمعنى تمزيق فاتورة استيراد القمح.. وهذا مطلب سوداني شعبي قومي لامناص ولا مفر من تحقيقه عاجلا غير آجل..!!
ولكن هل يبدو تحقيق ذلك الهدف والمسعى حقيقة نقترب منها فعلا ام سراب خداع لا نقبضه بايدينا..!
التقارير التي تواتر نشرها وبثها في وسائل الإعلام السودانية عن موقف زراعة القمح وحصاده في العروة الشتوية محزنة وتدعو للقلق.
وبالامس في مداخلة مختصرة من احد المسؤولين عن انتاج القمح على المستوى القومي افضى بحقائق ومحزنة في نشرة تلفزيون السودان الرئيسية على الهواء.. وقال:إننا زرعنا حوالي 600الف فدان هذا الموسم وكنا قد زرعنا في الموسم السابق 900 الف فدان وزيادة. َيعني أن هناك نقصا كبيرا في المساحة المزروعة قمحا مقارنة بالموسم السابق..!
واشار المتحدث الذي لم اتذكر اسمه للاسف ان سبب تناقص المساحة يدغو لعدد من العوامل منها تاخر البنك الزراعي السوداني في تحديد السعر التاشيري للقمح في الموعد المحدد .. مما ادي إلى احجام عدد كبير من المزارعين عن زراعة القمح لهذا الموسم.. وكذلك عدم توفر سماد اليوريا.. وقد قلت إنتاجية الفدان من 15جوالا وزيادة في الموسم السابق الى نحو 10الى 12جوالا في الموسم الحالي.. وَاشار الى انه رغم الظروف الصعبة وغير المواتية الا ان ماتم زراعته تواجهه عددا من الصعوبات في الحصاد.. كما ان البنك الزراعي لم يحرك ساكنا حتي الآن لشراء القمح من المزارعين.. وقد اكد عدد من المزارعين ان السعر الذي تم تحديده للجوال وهو 43الف جنيه هو غير مجزٍ مع ارتفاع تكلفة الجاز والاسمدة فضلا عن عدم توفرها..!! وقد كان هناك مقترح قبل شهرين تقريبا ان يكون سعر جوال القمح التاشيري هو 50الف جنيه وهذا السعر مناسب جدا للمزارع وربما يخرجه من الديون ويحفزه للتوسع في زراعة القمح في الموسم المقبل.
للاسف فان الواقع الماثل الان يقول: إن الوضع الزراعي وخاصة زراعة القمح تدعو للقلق وللحزن والاسى أيضا.. فاذا كان المزارع قد اجتهد وزرع رغم كل المعوقات ورأى سنابل قمحه الذهبية جميلة رائعة تتمايل مع النسيم.. ولكن هناك صعوبة في الحصاد وان أسعار البيع غير مجزية وان الفاقد في الفدان سيكَون كبيرا.. فيا للحسرة!!
وكان من البدهي ان تتضافر جهود كل الجهات المعنية من أجل انحاخ زراعة القمح وزيادة المساحات المزروعة وتكثيف عمليات الحصاد واعطاء المزارعين اسعار تشجيعية حتى نصل إلى الاكتفاء الذاتي من القمح ثم نزيد مساحة التمنى بتصدير القمح الى الدول الافريقية والوطن العربي ونحن مؤهلون لذلك.. ولكن يبدو اننا نفتقد الارادة والدافع والتخطيط الاستراتيجي السليم خاصة اذا تولى الامر غير اهله من اصحاب الخبرات والتجارب في مجال الزراعة والتمويل والتسويق.

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى