مقالات

محمد أحمد مبروك يكتب : المخوفكم من حد الردة شنو ؟؟!!

محمد أحمد مبروك يكتب : المخوفكم من حد الردة شنو ؟؟!!
سطور ملونة

المخوفكم من حد الردة شنو ؟؟!!

هلل العملاء والمأجورون لإلغاء حد الردة محاولين استغفال مسلمي السودان من جانب واستدرار تعاطف أعداء الإسلام من جانب والإنتقام لهالكهم المحكوم بالردة من جانب ثالث . لكن لماذا وجد الغاء حد الردة كل هذا الإهتمام ، حيث تناولته وسائل إعلام العالم بإهتمام كبير .
المؤسف أن الرأي العام المحلي إستقبل الأمر بصمت ، ولم يدر بخلدهم أن يسألوا السؤال الجوهري الأهم لمناصري الغاء حد الردة وهو : فرحتم بإلغاء حد الردة فهل تنوون الإرتداد عن الإسلام ؟ وإلى الذين صمتوا هل أعجبكم هذا ؟
لايمكن أن يفوت على عاقل إدراك أن هذا جزء من المؤامرة المنظمة على السودان وصلت ذروتها ودخلت حيز التنفيذ .. النجاح حليف هذه المؤامرة في ظل غياب دولة ذات مرجعية فكرية ، ويمكنها قبول الحياد حيال الإسلام ، أو اللامبالاة إذا هدمت أركانه ، والصمت عند التجني عليه ، وموقف في غاية السلبية من التيار العريض الذي يمثل شعب السودان ..
ثلاثة أسباب هي التي كانت باعثا للتٱمر على السودان . وهي ليست أسبابا جديدة ولا المؤامرة نفسها جديدة .. وإذا رتبنا الأسباب من أسفل تكون كما يلي :
★ موارد السودان الطبيعية الهائلة التي أعلاها الاراضي القادرة على إنتاج الغذاء ، في وقت يواجه العالم فيه بشبح جوع مخيف وشيك . إضافة إلى موارد المياه العذبة غير الملوثة ، وهي من أهم الموارد الٱن ..
★ يسبقه الوضع الإستراتيجي للسودان من حيث الموقع ، والقدرة على التأثير في افريقيا والعالم الثالث عموما ، والريادة الثقافية والفكرية في المنطقة . وكذلك قوة تكوين المجتمع ، وما يزخر به من معرفة في كل مجال ، مما يجعله مؤهلا لوزن كبير ضمن القوي العظمى في مستقبل العالم .
★ والسبب الأهم هو الإسلام . لأن السودان هو الدولة الأكثر خطرا في صراع الحضارات الشرس ، الذي أصبحت تمثله الحملة الصليبية الأقوى في تاريخ هذا الصراع المعروفة بإسم النظام العالمي الجديد .
★ السودان قلب الموازين ثلاث مرات المرة الأولى عندما أقام المهدي الدولة الإسلامية الأقوى في العالم بعد سقوط الخلافة الإسلامية .. لكن سرعان ما تحركت القوى الأعظم لهدم دولته بتحالف بريطانيا التي كانت تحكم أكثر من نصف العالم ، ومصر التي مثلت أرضية جيدة لحركة جيوش بريطانيا . وفورا شرعت في هدم الكيان الإسلامي بالقضاء على الطليعة الأنصارية وبقايا مقاومتها ، والعمل من خلال نظام التعليم وكلية غردون ، وإنشاء مجمعات الماسونية ، وبث الفكر العلماني ، وإشاعة تعاطي الخمور ، وتقنين الدعارة والميسر ، وذلك لتحوير الفكر وتحويل الشعب الى شعب ليبرالي علماني .
★ قلب جعفر نميري الموازين مرة أخرى ، حيث فاجأ العالم بإقامة دولة إسلامية صريحة كاملة الأركان . وكانت المفاجأة الأكبر هي التأييد الساحق الذي وجده رغم منع تعاطي الخمور وإغلاق بيوت الرذيلة ، والقضاء على الفكر الهدام من الشيوعية والفكر الجمهوري . وصحا العالم ليجد أن كل مجهودات الماسونية والعلمانية لم تفلح في سلخ السودانيين من الإسلام .
★ والثالثة عندما استولى الإخوان المسلمون على السلطة وأعلنوا دولة إسلامية شديدة الخطر ، لأن فكرها يقوم على عالمية الإسلام ، وعلى الجهاد كقيمة أعلى ، ومنهج أساسي في الحفاظ على الدولة وتمددها في المستقبل .. وكانت مفاجأة أخرى التفاف غالبية الشعب حولهم ، والإنضمام إلى توجههم الذي لبى شوقا عميقا في وجدان هذا الشعب المسلم .. بالطبع لا علاقة بين هذا وبين التقييم الكلي للإنقاذ وما أحدثه البشير بعد ان انحرف بمسيرة الدولة .. ولا الدعاية التي تبث الان . لكن الشاهد أن فكرة الدولة الإسلامية وجدت قبولا وتفاعلا أعاد إلى الأذهان فشل جهود سلخ السودانيين من الإسلام .
الموقف الراهن يشير بوضوح إلى أن التدرج في الحملة ضد الإسلام وصل مرحلة الفعل . ولنذكر بخطواتها فإنها بدأت بحملة شيطنة الكيزان والهجوم على (الإسلاميين) في تعميم أخذ البريء بالمذنب . ثم تطورت لتكون هجوما على إسلامية الدولة والأسلمة ، مستغلين الخلل الذي حدث في عهد البشير ليحولوه إلى الإسلام نفسه . ولما إعتاد الناس ذلك بدأ الهجوم على قيم الإسلام نفسه ، وأنها في حد ذاتها معارضة لقيم العدالة وحقوق الإنسان . وبدأوا بما يمكن قبوله في تحرير المرأة من قيود الدين ، مستغلين صور وأصوات بعض الساقطات . وكذلك بالحديث عن (وحشية) الحدود والعقوبات الإسلامية من جلد وقطع وصلب . ولما سكت المسلمون السودانيون عن ذلك سعوا إلى المجاهرة بالموافقة على إتفاقية
سيداو ، والمطالبة بإباحة ما يسمى تجملا بالمثلية ، مما نعف عن أسمائه الحقيقة التي تجرح مشاعر شعبنا ..
يقولون أنه لا يحق لأحد أن يكفر أحدا ٱخر .. وهذاصحيح . لكنهم يقولون ذلك حتى لا تنطبق صفة الكفر على أحد وحتى يتصالح المسلمون مع عدوهم الأساسي الكفر والكفار .. لكن المأزق الذي هم فيه أنه لا مخرج من التكفير لأن الله سبحانه وتعالى حدد مواصفات قال أن من تنطبق عليه فهو كافر ..
غدا إن شاء الله نتحدث عن مواصفات الكافر التي حددها الله سبحانه وتعالى ولا نبالي أن نقول لمن تنطبق عليه هذه المواصفات أو يعترف بها نقول له دون تردد أنت كافر .

محمد أحمد مبروك

إشتياق الكناني

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى