مقالات

د. محمد خير حسن محمد خير يكتب : ازمتنا في السودان أزمة ( نخب) وأشياء أخري

رهاب………….. رهاب

بقلم / د. محمد خير حسن محمد خير

ازمتنا في السودان أزمة ( نخب) وأشياء أخري

الأزمة في السودان ليست أزمة اقتصادية محضة إنما هي في واقع الأمر أزمة مركبة … بلادي لا تنقصها الموارد فقد حباها الله بموارد عظيمة ومتنوعة …. جربت في البلاد مختلف السياسات الاقتصادية والوصفات العلاجية والحزم المفروضة من قبل بعض المؤسسات الدولية ولم تجدي فتيلا … ذلك كله يدل على أن ازمتنا ليست أزمة اقتصادية محضة ولا يمكن التعامل معها بالحلول الاقتصادية التقليدية والتي طبقت في كثير من الدول وحققت نجاحات كبيرة هناك وعبرت بها دولها … نحن في السودان نعاني من أزمة نخب سياسية لا تعلى مصلحة وطنها إنما تعلى على الدوام مصالحها الخاصة على المصلحة العامة .. نحن في السودان نعاني من أزمة أخلاق .. لا نلتزم باخلاقيات العمل ولا الإنتاج ولا التجارة ولا الربح الحلال ( الا من رحم ربي) ونتكسب على الدوام عبر عمليات الأسواق الموازية في تحويلاتنا الداخلية والخارجية … المهم في الأمر أن نحقق بعض الكسب المادي اللحظي حتى لو نتج عنه انهيار قيمة عملة وطنية وزيادة معدل تضخم وتدهور معاش ذات الناس الذين نحول لهم أموالنا … لم تفلح السياسات النقدية في مقاربة سعر الصرف الرسمي من الموازي… المغتربون لا يحولون مدخراتهم عبر القنوات الرسمية ما دام يوجد فرق مقدر بين السعرين … وهم لا يعلمون أن بسلوكهم الفردي والذي يتحول ( By Aggregation) إلى سلوك جماعي يؤثر على القوة الشرائية للجنيهات التي حولوها لاهلهم وبالتالي يساهموا بقوة في تدهور معاش الناس …. نحن في السودان نعاني من أزمة وطنية وازمة انتماء …. فالوزير أو مدير المؤسسة الفاشل يقاتل ليبقى في وزارته أو مؤسسته ولا تدفعه وطنيته ولا انتماءه إلى الاستقالة نتاج فشله كما يفعل كثير من الوزراء ومدراء المؤسسات في كثير من الدول على المستوى الإقليمي والدولي .. نحن في السودان نهدر مواردنا بالتهريب لنحقق بعض الكسب الشخصي في الأسعار خصما” على ما يمكن أن تحققه البلاد في التنمية والنمو إذا ما تم الصادر عبر القنوات الرسمية … نحن في السودان نهدر الوقت في كل مؤسساتنا الخدمية والإنتاجية فصافي الوقت الموجه للعمل لا يتجاوز بضع (دقائق) فكيف تنهض أمتنا والدول التي من حولنا خاصة مصر يعمل منتجيها وعمالها وحرفييها ليل نهار وقد نهضت بلادهم بهذه الروح المنتجة الوثابة… غير انهم قد وجدوا قيادة رشيدة حريصة على النهضة ببلادها بل وحريصة على توظيف موارد البلاد الأخرى لصالح شعبها … التدهور المريع الحادث في كل المؤشرات الاقتصادية الكلية من قيمة العملة الوطنية والمستوى العام للأسعار ووضعية الميزان التجاري ومعدلات النمو السالبة وعجز الموازنة الضخم وتدني اداء القطاعات الإنتاجية وتدهور القطاع الصحي وانهيار التعليم وتدهور معاش الناس.. كل ذلك ناتج عن تلك الأزمات المتعددة ولذلك لا يمكن علاجها بالطرق التقليدية التي يسعى النظام الحالي لانفاذها …
كسرة :
ما تم إنجازه وبناءه من طرق وكباري وغيره خلال سنوات يتم تدميره تعبيرا” عن الاحتجاج على الوضع السياسي القائم خلال سويعات … مقدرات الأمة ليست ملكا” لنظام سياسي … لعل الأمل منقطع في جيلنا الحالي والأمل معقود في تغيير زهنية اجيالنا القادمة لتتجنب البلاد كل تلك الأزمات المذكورة …

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى