سعاد سلامة تكتب: .. همس البوادي..رحيل عبد القادر سالم… حين يغيب صوت كردفان ويبقى الأثر

سعاد سلامة تكتب: .. همس البوادي..رحيل عبد القادر سالم… حين يغيب صوت كردفان ويبقى الأثر

رحل عن عالمنا عبد القادر سالم، الفنان السوداني الأصيل وابن كردفان، تاركًا إرثًا فنيًا وإنسانيًا خالداً في تاريخ الموسيقى السودانية ولد سالم عام 1946 في مدينة الدلنج بولاية جنوب كردفان وبدأ حياته المهنية معلمًا قبل أن يتجه بشغف إلى عالم الفن ليصبح أحد أبرز رموز الأغنية السودانية

لم يقتصر عبد القادر سالم على الغناء بل كان فنانًا شاملاً؛ مطربًا وملحنًا وباحثًا في الموسيقى التراثية
بفقدان الفنان الكبير عبد القادر سالم تطوي الساحة الفنية السودانية صفحةً من أنقى صفحاتها صفحة كتبها صوتٌ صادق خرج من عمق كردفان وحمل هموم الناس وبساطتهم وأحلامهم فصار علامة فارقة في الوجدان الجمعي السوداني

عبد القادر سالم لم يكن مجرد مطرب بل مشروعًا فنيًا متكاملًا استطاع أن ينقل إيقاعات البادية وروح الريف إلى فضاء الأغنية السودانية الحديثة دون أن يفقدها أصالتها جاء صوته دافئًا مشبعًا بالشجن حاملاً مفردات الأرض والإنسان فلامس القلوب قبل الآذان.

تميّز الراحل بوفائه للبيئة التي أنجبته فظلت كردفان حاضرة في نصوصه وألحانه وأدائه حتى صار صوته مرادفًا لها في الذاكرة الفنية غنّى للحب وللأرض وللقيم الإنسانية النبيلة فكان فنه مرآةً لوجدان مجتمعٍ كامل لا ترفًا عابرًا
لم يسعَ عبد القادر سالم إلى الأضواء بقدر ما سعت إليه أعماله فحضر بتواضعه وأخلاقه العالية قبل حضوره الفني وظل نموذجًا للفنان المثقف الملتزم بقضايا مجتمعه مؤمنًا بأن للفن رسالة ومسؤولية فقد ترك ثروة كبيرة لمكتبة الإذاعة السودانية ستظل كلمته رمزا للعطاء والمصداقية
*فاصلة*

وبرحيل دعبدالقادرسالم يخسر السودان قامة فنية سامقة لكن ما يخفف وطأة الفقد أن إرثه باقٍ يتردد في الإذاعات ويُتداول في المجالس ويعيش في ذاكرة أجيالٍ وجدت في أغنياته صدقًا نادرًا
رحم الله عبد القادر سالم وجعل فنه الخالد صدقةً جارية وألهم أهله ومحبيه والشعب السوداني الصبر وحسن العزاء.
سيغيب الجسد لكن الصوت… لا يغيب.
اللهم أمنا في أوطاننا