حسن السر احمد يكتب: ..حد القول..ولاية شمال كردفان… أرض الصمود وهي تستعيد الخدمات الصحية

حسن السر احمد يكتب: ..حد القول..ولاية شمال كردفان… أرض الصمود وهي تستعيد الخدمات الصحية
في قلب السودان، حيث تمتزج رائحة التراب بكرم أهله، تقف ولاية شمال كردفان شامخة وهي تستعيد عافيتها بعد أن حاولت المليشيات المتمردة أن تطفئ نورها. أربعة أيام قضيتها بين محلياتها، فرأيت حركة الناس تعود، والأسواق تنتعش، والابتسامة تتسلل إلى وجوه أنهكها النزوح والحرمان.
في أم روابة، عادت الحياة بعد أن طهرتها القوات المسلحة من دنس المليشيات، فعادت المدارس تفتح أبوابها، والمراكز الصحية تستقبل مرضاها، والناس يتنفسون الأمان من جديد. أما ود عشانا فقد شهدت افتتاحات جديدة في مجال الصحة، لتؤكد أن إرادة البناء أقوى من ركام الحرب. وفي شيكان، مدينة الصمود، كان المشهد مختلفًا؛ حيث تفيض الشوارع بالحركة، ويشعر المواطن أن دولته تقف إلى جانبه في معركة الكرامة.
وفي النهود الطيبة والكرم الفياض، ودور المجتمع المحلي تطبيقا لشعار الصحة للجميع وبالجميع.
الدكتورة إيمان مالك، وزيرة الصحة المكلفة بالولاية، جسدت صورة المرأة الحديدية وهي تقود “الجيش الأبيض” جنبًا إلى جنب مع “الجيش الأخضر”، لتعيد للناس الثقة في أن الخدمات الصحية يمكن أن تنهض رغم التحديات. أما والي شمال كردفان الأستاذ عبدالخالق عبداللطيف، فقد بدا الرجل المناسب في المكان المناسب، يهتم بالمواطنين ويقضي حاجاتهم، متنقلًا بين المحليات، يشاركهم همومهم ويمنحهم الأمل.
زيارة وفد وزارة الصحة الاتحادية إلى شمال كردفان لم تكن مجرد زيارة رسمية، بل وُصفت بالتاريخية، لأنها أعادت الروح إلى المؤسسات الصحية، وأكدت أن هذه الأرض قادرة على النهوض من جديد، وأن شعبها يستحق أن ينال نصيبه من العدالة الصحية والخدمات الأساسية.
وفي ختام المشهد، تبقى شمال كردفان عنوانًا للصمود، وكرمًا فياضًا لا ينضب، حيث يكرم أهلها الضيف في منتصف الليل رغم الحوجة والحرمان، ويثبتون أن الإنسان السوداني هو أعز إنسان.
—
كسرة شعرية
كتبتك يا وطن عنوان
لقيتك في المحن صابر
مغطغط بي عفو الرحمن
شايل غنوة في إيدك
موزنة برسم فنان
سألت في مغلتيك عنك
لقيت شعبك أعز إنسان
يكرم ضيفه نص الليل
رغم الحوجة والحرمان





