
الركابي حسن يعقوب يكتب: العدوان الغاشم.. لقد أساءت الميليشيا إختيار الزمان والمكان
حرب المسيرات التي اختارت ميليشيا الدعم السريع الإرهابية شرق السودان ليكون مسرحاََ لها والتي دشنتها بضرب مطار كسلا فجر السبت الماضي، ثم أتبعتها بضربات متتالية على مطار بورتسودان وعدد من المنشآت المدنية والمرافق الخدمية الحيوية بالمدينة وعلى رأسها محطة الكهرباء التحويلية الرئيسية ومستودعات الوقود ، وأحد الفنادق بوسط المدينة..
هذا العدوان الجنجويدي المدعوم من دويلة الشر جريمة جديدة تضاف إلى جرائم الحرب والأعمال الإرهابية التي ظلت ترتكبها بشكل ممنهج ميليشيا آل دقلو الإرهابية وتستهدف بها المواطنين والأعيان المدنية ومرافق الخدمات الحيوية من مياه وكهرباء ووقود وبنيات تحتية وهي وبحسب القانون الدولي الإنساني لا ينبغي المساس بها ولا اتخاذها أهدافاََ عسكرية أو جعلها ثكنات عسكرية أو نقاط انطلاق لتوجيه ضربات عسكرية لأن ذلك يعتبر جريمة حرب..
إن العدوان الجاري الآن على بورتسودان على يد الميليشيا الإرهابية التي هي مخلب للهرة الرعديدة دويلة الشر التي تتوارى خلف الكواليس متكومة منتفخة تحاكي بزيف صولة الأسد ،هو عدوان ينم عن يأس وشعور طاغي بخزي الهزيمة ومرارة الإندحار ومضاضة الفشل ، وضياع الهدف وتبدد المخطط الذي انتقض غزله تحت ضربات الجيش والقوات المساندة له عنوة واقتداراََ.
إن هذه المسيرات التي تطلقها الميليشيا الإرهابية بمعاونة دويلة الشر لتستهدف بها أهدافاََ مدنية ما هي إلا محاولة أخيرة منها للإعلان عن أنها ما تزال في الميدان وقادرة على إلحاق المزيد من الضرر والأذى بالمواطن السوداني في المناطق الآمنة التي لم تستطع الميليشيا الإرهابية الوصول إليها ، وهي أيضاً محاولة ساذجة وغبية لشق
الصف الوطني وإحداث تصدعات فيه ولكن هيهات، فقد زادت هذه الهجمات العدوانية الشعب السوداني بكل طيفه السياسي الوطني و المجتمعي إصراراََ على الوقوف بصلابة وتماسك خلف الجيش وكتائب المقاومة الشعبية سنداََ وعضداََ لها دفاعاََ عن الوطن كله وصداََ للعدوان الغاشم.
لقد أساءت الميليشيا ومن ورائها دويلة الشر إختيار الزمان والمكان لشن عدوانها الآثم ، وهي واحدة من عاداتها التي لازمتها طوال أشهر الحرب ، حيث ظلت تتخبط وتوقع نفسها بنفسها في شراك الهزيمة والخيبة مرة بعد أخرى..
فالزمان يشهد بأن الجيش والمقاومة الشعبية في أفضل حالاتهم الآن منذ بدء العدوان، والصف الوطني والتوافق المجتمعي بمكوناته المختلفة في أعلى درجات تماسكه وتضافره واتفاقه على ضرورة صد العدوان والقضاء على الميليشيا الإرهابية.
والمكان يقول أن جغرافيته وتضاريسه وموقعه الاستراتيجي المطل على واحد من أهم الممرات المائية في العالم وليس في الإقليم فحسب، لا تحتمل هذه الجغرافيا بأي شكل من الأشكال أي صورة من صور العبث الصبياني والعربدة الهوجاء التي مارستها الميليشيا من قبل في أنحاء أخرى من البلاد.
العربدة في هذه المنطقة الحيوية بالنسبة للقوى الفاعلة على الصعيدين الإقليمي و الدولي لن تكون مجرد نزهة، والصمت الذي استطال من قبل هذه القوى إزاء عربدات الميليشيا وسادتها في ما سبق لن يستمر فأمن البحر الأحمر خط أحمر.
الدول المشاطئة للبحر الأحمر لن تصمت وفرقعات مسيرات دويلة الشر تدوي فوق سماواتها عن يمين وشمال وهي تهدد سير الملاحة البحرية، والسودان لن يتهاون في منفذه البحري الوحيد المميز بساحله الممتد بنحو 800 كيلو متر. والجيش الذي طرد جحافل الميليشيا الإرهابية من كل المناطق التي دخلتها لن يعجزه إسكات هذه الفرقعات وصد هذا العدوان الجديد الذي سيكون قاصمة الظهر للميليشيا وأعوانها الاقليميين.
والشرق الذي آوى إليه وفود النازحين من المناطق التي كانت تسيطر عليها الميليشيا الإرهابية، وأكرم وفادتهم وقاسمهم معيشته بلا من ولا أذى ، واحتضن في كنفه قيادات الدولة ومؤسساتها السيادية في بورتسودان، لقادر على استكمال مسيرة الصمود والتصدي لعدوان الميليشيا الإرهابية وإفشال مخططاتها ومواجهتها بكل بسالة وشجاعة.
لقد أخطأت الميليشيا الإرهابية الهدف وأساءت الإختيار وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة عقب الضربات الموجعة التي تلقتها وما تزال تتلقاها في الفاشر وفي نيالا.
إنها بداية النهاية للميليشيا ولمشروعها الاستيطاني المدعوم من كل قوى الشر في العالم سيكتب الشرق فصله الأخير ، ويختم به أعظم ملحمة وطنية شهدها تاريخ السودان الحديث..