مقالات

رحمة عبدالمنعم يكتب:.. للحقيقة لسان..تقدم الجيش.. الرد على قائد الجنجويد

رحمة عبدالمنعم يكتب:.. للحقيقة لسان..تقدم الجيش.. الرد على قائد الجنجويد

 

 

في الساعات الأولى من صباح أمس الأحد، تحركت وحدات الجيش في عملية عسكرية واسعة استهدفت قلب العاصمة الخرطوم، حيث تمكنت القوات المسلحة من السيطرة على مواقع استراتيجية، أبرزها محطة شروني للحافلات، وحي الخرطوم 3، وحديقة القرشي،

ونادي الأسرة، ومجمع خدمات الجمهور التابع لوزارة الداخلية في السجانة ،هذه المناطق الحيوية كانت تشكل نقاط إمداد رئيسية لمليشيا الدعم السريع في وسط الخرطوم، ومع سقوطها بيد الجيش، باتت المليشيا شبه محاصرة داخل القصر الجمهوري، الذي أصبح هدفاً وشيكاً للقوات المتقدمة.

لم تكن هذه التطورات مجرد إنجاز ميداني، بل جاءت كرد عملي على تصريحات قائد مليشيا الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي”، الذي ظهر في خطاب مسجل محاولًا التأكيد على أن قواته لم تخسر القصر الجمهوري ،لكن ملامح وجهه الشاحب ونبرته المرتبكة عكستا حقيقة

الوضع على الأرض، حيث لم تكن القوات المسلحة بحاجة إلى بيانات رسمية لنفي مزاعمه، فالتقدم العسكري المتسارع كان كفيلاً بالرد،لم المليشيا تملك خط إمداد آمن، ولم تعد سيطرتها على القصر الجمهوري سوى عزلة تكتيكية محكومة بميزان المعركة.

بالتزامن مع العمليات البرية، واصل الجيش فرض سيطرته على محاور أخرى خارج العاصمة، حيث التحم جيش الفرقة 17 مشاة سنجة مع الفرقة 18 مشاة كوستي، والفرقة الرابعة الدمازين في منطقة التروس على حدود ولاية سنار مع جنوب السودان، هذا التحام يعكس استراتيجية عسكرية دقيقة تهدف إلى توحيد الجبهات، وقطع أي محاولات لإعادة تنظيم صفوف المليشيا.

وفي وسط الخرطوم، عزز الجيش تقدمه بعد التحام قوات سلاح المدرعات القادمة من منطقة الشجرة العسكرية بوحدات الجيش في القيادة العامة،هذا التطور منح القوات المسلحة زخماً إضافياً، حيث امتدت السيطرة إلى أبراج النيلين وكبري المسلمية، ما جعل القوات على بعد خطوات قليلة من السيطرة الكاملة على وسط الخرطوم، ومع تقلص المسافة بين الجيش والقصر الجمهوري إلى أقل من كيلومتر واحد، بات الحسم أقرب من أي وقت مضى.

الضغط العسكري أجبر عناصر المليشيا على الفرار، حيث أفادت مصادر ميدانية بهروب أعداد كبيرة عبر شارع المركز الطبي الحديث ودار المؤتمر الوطني إلى لفة الجريف سيراً على الأقدام، بينما انسحبت فصائل أخرى من محيط القصر الجمهوري دون مركبات قتالية، ما يعكس انهيار خطوط المليشيا وتفكك قدرتها على المواجهة.

على الجبهة الجوية، نفذ سلاح الطيران غارات دقيقة استهدفت مواقع الدعم السريع في مدينتي نيالا والضعين، حيث ضربت الغارات مقر أمانة حكومة ولاية شرق دارفور، الذي حولته المليشيا العام الماضي إلى مقر لسلطتها المدنية،وأسفرت الضربات عن تدمير جزئي للمبنى، وسط تقارير عن خسائر بشرية في صفوف المليشيا.

كل هذه التطورات الميدانية تؤكد أن الجيش يقترب من الحسم العسكري، وأن الحديث عن سيطرة مليشيا الدعم السريع على وسط الخرطوم لم يعد سوى محاولة بائسة لرفع معنويات قواته المنهارة، فالوقائع على الأرض تثبت أن الحصار يضيق يوماً بعد يوم، وأن المليشيا أصبحت في مواجهة مصير محتوم، مع اقتراب الجيش من إنهاء التمرد واستعادة سيطرته الكاملة على البلاد.

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى