د. حسن التجاني يكتب: .. وهج الكلم..عيون في الغربة بكاية..!!
د. حسن التجاني يكتب: .. وهج الكلم..عيون في الغربة بكاية..!!
لم يعد حال المغتربين سارا ولم يعد المغترب الان بخير …وحليل زمن الاغتراب الجميل ..زمن المغترب اب عطر فواح ومميز والساعة الذهبية في اليد والجلابية ناصعة البياض والصندل اللامع الأسود كلون السخل المولود للتو.. الملحوس بلسان امه عقب الولادة مباشرة.
* حليل زمن المغترب الذي تنتظره حسناوات الحي بالصفوف تنافسا للفوز به عريسا وشريك حياة ..حليل المغترب الذي يسارع الزمن للعودة في إجازته السنوية للتمتع بما جمع من مال لسعادته وسعادة اسرته التي تنتظره في وطنه..حليل زمن المغترب الذي ينتظره اقرانه بالبرامج والاحتفاء به وعودته .
* الان المغترب يشكو حاله في غربته وحله وترحاله..يشكو مر الحياتين هناك واذا عاد لأهله في اجازه فلم يعد اهله بخير ولم يعد هو بخير.
* لم بعد الاغتراب جاذبا ولم تعد الحياة هنا مرحبا بها فهو في الحالتين ضائع .
* بعض المغتربين ينتظرون دعم أهلهم لهم فما عاد حالهم يسر والعودة مريرة ومابين هنا وهناك دموع غزيرة بتنزل لالم الفراق للأهل والوطن ولا احد يشعر بالمهم الا الله الواحد الأحد.
* الذي يقود ويدفع بهم للاغتراب كثير ومؤلم ولكن ما هو الحل ولكن الذي يدفع بهم المر الذي اكثر من المر الذي يعيشونه هنا ويرتضونه هناك قدرا مكتوب عليهم.
* لا بديل للوطن والبقاء فيه بكل مراراته وفي البال ان الحياة قصيرة افضل لك أن تموت وسط اهلك وتجد لك في وطنك شبرا يتاويك خيرا من فسحة تعيش فيها مليئة بالهم حتي تموت.
* بعض الاسر تدفع بابنائها دفعا ليغادروهم اغترابا ولا يدرون انهم يدفعون بهم للجحيم والزلة والهوان .
* الان بالغربة ملايين الشباب يعيشون حياة غير كريمة خاصة في دول لاتحترم الغرباء ولا ادميتهم ويعتقدون انهم عالة عليهم وليس اضافة لهم وهم الذين يعملون لغير بلادهم ليلا نهارا دون احترام لادميتهم وانسانيتهم بل يرونهم غير بشر يجب ان يعاملوا هكذا .
* الان المغترب السوداني الذي ذهب عاملا يشكو كثير الشكوي من الضرائب التي تفرض عليه وغلاء التذاكر لاسرته وتعليم أبنائه هنا وهناك بل وعلاجهم وفي البال انه المرتاح يطلب منه كل ذلك دون رحمة ولا شفقة.
* كثير منهم عاد بخفي حنين لا مال ولاصحة ولا عافية بل جثة هامدة والبعض يكابد البقاء هناك بلا مستقبل وبلا عمل بل يعيش عالة علي غيره خوفا من شماتة العودة دون مال جناه.
* ان تغترب الان وفي هذا الزمن يجب ان تذهب مكرما معززا بمؤهلاتك وخبراتك وحاجة العمل لك هناك وان تذهب وانت حاسبا لكل الحسابات والا ابقي هنا تتجول في طرقات الوطن بمتاريسها وغبارها وألمها وتعاستها
لكنك حر تهتف فيها باعلي صوتك وتطالب فيها بحياة كريمة فهذا وطنك وهذا ترابك واذا سكبته علي راسك فالنيل جدير بمياهه ان تغسله واقلاها ان تشتم رائحته .
* عودوا لاوطانكم فالحياة اما ان تعيشها كريما معززا وأما ان تموت فيه وتجد من يحسن خاتمة حياتك بدفنك كريما.
* ما عاد الاغتراب حلا ولم تعد الحياة دون عمل واجتهاد في وطنك سبيلا للنجاة من ويلات ولسعات الوطن ومرارته وقسوته عليك .
* عد لوطنك اذا لم تطب لك الحياة في غيره فالوطن احن عليك باهله وناسه وان قسوا ولى تتردد فرزقك يسوقه الله لك هنا وهناك ولكن بشرط أن تحسن نية الاجتهاد وتطرد اليأس فانت في وطنك عزيز وكريم …
سطر فوق العادة:
الناس في السودان يعيشون رغم صعوبة الحياة ومرارتها وقساوتها وضنكها لكنهم كرماء يهتفون ليلهم نهارهم
في حرية وديموقراطية ضد كل ظلم يرونه وعنف يشهدونه ولكنهم كرماء في وطنهم ففقد الاوطان مر فارجو ألا نفقده العزيز الغالي اذا تساهلنا.
(ان قدر لنا نعود)