32 لاعب من أصول أفريقية يمثلون أوروبا وأميركا بالمونديال
32 لاعب من أصول أفريقية يمثلون أوروبا وأميركا بالمونديال
سلطت اللقطة الشهيرة التي رفض فيها نجم المنتخب السويسري بريل امبولو الاحتفال بالهدف الذي أحرزه في مرمى بلده الأصلي الكاميرون في تصفيات دور الـ 32 لكأس العالم 2022 المقامة حاليا في الدوحة؛ الضوء على الوجود الكثيف للاعبين المتحدربن من أصول أفريقية ويلعبون في منتخبات أوروبا وكندا والولايات المتحدة والذين يقدر عدد الأساسيين منهم بـ 33 لاعبا.
في الواقع ينظر مشجعو كرة القدم في أفريقيا بالكثير من الفخر والحسرة وهم يرون نجوما أفارقة من العيار الثقيل يقودون منتخبات كبيرة في أوروبا وأميركا في منافسات كأس العالم 2022.
وتعتبر دول غرب أفريقيا صاحبة الرقم الأكبر من حيث عدد اللاعبين الأفارقة الذين يرتدون شعارات المنتخبات الأوروبية والأميركية؛ حيث يلعب 7 من نيجيريا وحدها في ثلاثة منتخبات تأهلت لنهائيات كأس العالم 2022؛ من بينهم بوكيا ساكا نجم المنتخب الإنجليزي؛ وتأتي بعدها الكاميرون بـ 6 لاعبين بينهم نجم منتخب سويسرا امبولو ويوسفا موكوكو الذي يلعب للمنتخب الألماني.
ويدين المنتخب الأميركي في وصوله إلى دور الـ 16 لنجمه تيموني ويا نجل الرئيس الليبيري الحائز على الكرة الذهبية جورج وياه.
وفي الجانب الآخر، يستحوذ المنتخب الفرنسي على أكبر عدد من اللاعبين المتحدرين من أصول أفريقية حيث تضم قائمته 16 لاعبا على رأسهم نجم باريس سان جيرمان كليان امبابي المولود من أب كامبروني وأم جزائرية؛ إلى جانب نجم برشلونة عثمان دمبليه الذي تعود جزور أسرته إلى كوت ديفوار وكانتي ذو الأصول المالية وبول بوغبا المتحدر من أصول غينية.
ويشير الصحفي الرياضي ورئيس تحرير جريدة اونقول النيجيرية محمدو سليمانو إلى الإسهام الكبير الذي ظلت تقدمه القارة الإفريقية للكرة العالمية من خلال تقديم نجوم من الطراز الرفيع. ويقول سليمانو لموقع سكاي نيوز عربية إن تأثير البلدان الأفريقية ظل واضحا بشكل كبير خلال العقود الست الماضية حيث استفادت الكثير من المنتخبات الكبيرة مثل فرنسا وإنجلترا وسويسرا من لاعبين أفارقة ولدوا في تلك البلدان أو هاجروا إليها في وقت مبكر من طفولتهم.
ويرى سليمانو أنه وبالرغم من الإمكانيات التي وجدها اللاعبون الأفارقة في البلدان الأوروبية التي انتموا إليها لاحقا، إلا أن تألقهم يظهر بجلاء قدرة القارة الأفريقية على إنجاب نجوم كبار.
وحول عدم قدرة المنتخبات الأفريقية على الوصول إلى مراحل متقدمة في نهائيات منافسات كأس العالم؛ يقول سليماني إن إخفاق المنتخبات الأفريقية في الفوز بكأس العالم أو الوصول إلى المباراة النهائية يعود إلى ضعف الإمكانيات والخلل في الجوانب الإدارية والتدريبية، وهي أمور تتوفر للاعب الأفريقي عندما ينتقل إلى بلدان أوروبا وأميركا مما يؤدي إلى تطوير مواهبه وظهوره بشكل لافت على غرار ما يحدث للنجوم الأفارقة الذين يلعبون حاليا للمنتخبات الأوربية في نهائيات كأس العالم 2022 بالعاصمة القطرية الدوحة.
وبضيف سليماني “يبدو الفارق واضحا حيث يجد اللاعبون ذوي الأصول الأفريقية عندما ينضمون لأندية او منتخبات أوروبية إمكانيات مالية ضخمة واهتمام أكبر بالاحتفاظ بالمواهب الشابة؛ فصلا عن الثقافة الاحترافية المتطورة التي توفر قدرا كبيرا من الاحتكاك والخبرة”.
وتؤكد الأبحاث الكروية ما ذهب إليه سليماني؛ حيث خلصت دراسة نشرها موقع “ترانسفير ماركت” المتخصص في تحديد القيمة السوقية للاعبين إلى وجود فجوة كبيرة في القيمة السوقية للاعبين في الأندية الأوروبية مقارنة بأولئك الذين يلعبون في الدوريات المحلية في أفريقيا؛ حيث لا تملك الأندية او الاتحادات الوطنية هناك الإمكانيات العالية التي تصقل مواهب لاعبين يتألقون في سماء نهائيات كأس العالم مثل أمبابي وساكا وامبولو وغيرهم من أبناء القارة السمراء الذين يصنعون الفارق لمنتخباتهم الأوروبية.