
(1900) قبر داخل البيوت السودانية .. المدينة التي تحولت الي مقبرة جماعية!
تقرير: مصعب عبدالله
في مشهد يجسد عمق المأساة التي تعيشها مدينة ام درمان، بدأت السلطات المحلية في نقل ودفن (822) جثة كانت مدفونة داخل المنازل، والمدارس، والاحياء السكنية بعد ان أضطر الأهالي لدفن ذويهم في أماكن غير مخصصة نتيجة للحصار والاشتباكات التي شهدتها المدينة.
كشفت محلية ام درمان عن مباشرة لجنة دفن الجثث لعمليات نقل ودفن( 822 ) جثة كانت موزعة بين البيوت والمدارس، والميادين العامة وحتي تحت الاشجار. وأفاد المدير التنفيذي لمحلية أم درمان سيف الدين حسن ان اللجنة بدأت في نبش ونقل الجثامين تمهيداً لدفنها في مقابر معروفة وذلك وفق اشتراطات السلامة والمعايير الصحية.
وقال مصدر طبي مشارك في الحملة( شفنا بيوت كلها تحولت لمقابر، وأطفال مدفونين في زوايا الغرف، الوضع فوق التصور).
وأفادت وكالة الصحافة الفرنسية: ان بعض الجثث التي تم استخراجها تعود لمقاتلين يرتدون الزي العسكري، مايرجح وقوع معارك ضارية داخل الاحياء في فترات سابقة.
وأفاد موطنون” الناس ماكان عندها خيار دفنوا اولادهم جوة الصالون عشان الخروج كان معناهو الموت”، مشيرين الي ان اغلب عمليات الدفن العشوائي جرت في احياء متفرقة مثل الثورة، ودنوباوي، بيت المال، الفتيحاب، وابوروف.
المشهد الكارثي جعل الاهالي يطالبون بسرعة تدخل المنظمات الانسانية لأعادة تاهيل المناطق السكنية وتعقيمها تمهيدا لعودة امنة للسكان.
وكانت منظمة اطباء بلا حدود قد حذرت في وقت سابق من كارثة صحية في ام درمان مشيرة الي أن دفن الجثث داخل المنازل يشكل تهديداً خطيرا علي البيئة، خاصة مع قدوم فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، مما يزيد من خطر انتشار الاوبئة.
وكانت قناة الجزيرة قد نشرت تقريراً بعنوان( الجثامين المنسية في ام درمان) سلطت فيه الضوء علي معاناة الأهالي الذين اضطروا لدفن ذويهم داخل المنازل بسبب تعذر الوصول الي المقابر الرسمية نتيجة الاشتباكات.
وفي تقرير اخر للجزيرة نشر في مارس 2024 خذر خبراء من مخاطر بيئية تهدد عودة السودانيين لمنازلهم بأم درمان بسبب تراكم الجثث وتزايد الكلاب والقطط الضالة، مما أدي لوضع بيئي كارثي تصعب معه عودة الأسر والحياة بشكل طبيعي.
وتاتي هذه الجهود في ظل تحذيرات منظمات دولية من تداعيات القتال في السودان، حيث نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن شهود عيان ان جثثا لاشخاص يرتدون الزي العسكري تنتشر في شوارع ام درمان اثر معارك جرت بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.