يوسف عبد المنان يكتب: ..خارج النص..بين الصالحة والصياد

يوسف عبد المنان يكتب: ..خارج النص..بين الصالحة والصياد
هناك خيط رفيع جدا بين الصالحة ومتحرك الصياد الذي يشكل الأمل والعشم في القضاء على المليشيا في كردفان ويفتح طريق الدلنج كادقلي ويرفع الحصار عن ثلاثة مليون سوداني محاصرين في ٩٩جبلا ينتظرون الفرج منذ عام ونصف من الحصار اللئيم والصالحة مقاطعة أو ضاحية الفقراء والموظفين وأصحاب الدخول المحدودة
كان أملهم وعشمهم بعد تحرير الخرطوم وبحري أن تهب قواتنا بكل تشكيلاتها وبزخم الانتصارات وهروب المليشيا وانكسارها أن تمضي في خطة التحرير حتى تطرد آخر متمرد من غرب ام درمان ولكن بكل أسف وحسرة والم لم يحدث ذلك وانتظر الشعب نظافة الخرطوم التي لم يتبقى منها إلا( ضحوة) واحدة ولكن طال الانتظار
ولملمت المليشيا أطرافها وحصلت على الدعم وبدأت تهاجم من جديد وتنتهك الأعراض وتقتل الأبرياء بمثل البشاعة وتحرقهم بالنيران كما حدث بالأمس
الجيش له خططه وتكتيكاته ولكن حينما يصبح الجهاد فرض عين ورد الظلم فريضة يجب أن تحرر صالحة اليوم قبل الغد مهما بلغت التضحيات ولن تبلغ ماضحي به الجيش من أجل تحرير القصر الرئاسي ومصفي الجيلي وبحري وسوق ام درمان
والقضاء على المليشيا في صالحة يفتح الطريق إلى جبرة الشيخ وبارا وصولا للابيض
اما متحرك الصياد الذي لم يغادر بعد منطقة أم عردة وجبل الهشاب فإن الفريضة التي في عنقه فتح طريق الأبيض الدلنج وخوض معركة الدبيبات التي تمثل أهم منطقة استراتيجية تربط ولايات كردفان الثلاثة وتحرير الدبيبات يعني إنقاذ جبال النوبة من الحصار قبل هطول الأمطار المنتظر بعد شهر واحد من الآن ودخول الصياد
الدبيبات يدعم الموارد البشرية للجيش بأربعة آلاف من المقاتلين الأشداء الشجعان من فرسان الأمير كافي طياره البدين ومن مقاتلي ابوربط أسد هبيلا الذي لاينقصه الا السلاح الحديث وقوات كافي طيارة من المورو ومن انقولو ومن الحوازمة دار جامع تمثل دفعة كبيرة للقوات المسلحة وبمقدورها تأمين كل جنوب كردفان وكل شمال كردفان ولكنها الآن محاصرة في كادقلي والدلنج
كل هذه من المعلوم بالضرورة لقيادة القوات المسلحة وللفريق البرهان وياسر العطا الذي يعرف قدر أولئك الرجال دع شمس الدين كباشي ابن المنطقة الذي ظل يدعم متحرك الصياد بكل مايملك ولم يتبقى له إلا حمل بندقته والقتال لوحده لتحرير الدبيبات والحمادي
أن قوات درع السودان التي قيل لنا انها قررت التوجه لدارفور بقيادة الفارس كيكل يمكنها مساعدة الصياد في الوصول إلى الدلنج وابوزبد والخوي وفتح طريق النهود الأبيض قبل التوجه إلى الفاشر لفك الحصار الذي تتعرض له عاصمة إقليم دارفور منذ عامين ولكنها صامدة مثل صمود بابنوسة القمير ومادخول المليشيا أمس للخوي بغرب كردفان وقبلها عيال بخيت الا محاولة لإعاقة تقدم القوات باتجاه الفاشر
الأوضاع في كردفان أضحت في حاجة إلى قائد عسكري في الأبيض لإدارة المعركة العسكرية كقيادة متقدمة لها تقديراتها وتستمد سلطاتها من الفريق البرهان وقيادة سياسية تخاطب المواطنين وتجريد المليشيا من الحواضن التي تتعرض للتجهيل والتعبئة السالبة
وتحريض الناس بمعلومات كلها كاذبة تنسجها غرف اعلاميه بعضها في القاهرة وخلايا في ام درمان وكرري بصفة خاصة استغلت تراخي السلطة ونشطت في دعم المليشيا إعلاميا وسياسيا
ان مايحدث في كردفان يشيع الإحباط والأسى في النفوس