مقالات

يوسف عبدالمنان يكتب: .. حديث السبت..جنوب السودان بداية ام نهاية لصراعات النفوذ؟؟

 يوسف عبدالمنان يكتب: .. حديث السبت..جنوب السودان بداية ام نهاية لصراعات النفوذ؟؟

 

جوبا بين دولارات الإمارات واستثمارات يوغندا..
عودة الفريق مجاك وتوت قلواك هل تعيد الحرس القديم؟!!

1️⃣
تمخض الاحتقان الذي يشهده جنوب السودان، منذ أكثر من عامين عن قرارات للرئيس سلفاكير ميارديت، عشية الأربعاء قبل أن تتحرك دبابات نائبه بول ميل وتضع حداً لمسيرة الفريق كبير السن الذي أوهنه المرض، ونال من التعب، ولكنه لايزال قادراً على إدارة دولة ذهبت في الشهور الأخيرة هيبتها وسيادتها مابين أبوظبي وكمبالا، واختنقت أوضاعها الاقتصادية بعد نضوب البترول وتآكلت قدرتها على الوفاء بالتزاماتها الداخلية، نحو مواطنيها، بتفشي الفساد الإداري

والقيمي، وجاءت قرارات الرئيس سلفاكير ميارديت، صادمة جداً للشارع السياسي في جوبا، وفي بورتسودان، وأبوظبي، وكمبالا، وحتى واشنطون ونيروبي، وذلك للأسباب التالية:
اولا منذ فترة ليست بالقصيرة بدأت دوائر إقليمية ودولية البحث عن بديل لسلفاكير من أجل تغييرات جزرية في جنوب السودان، بازاحة سلفاكير ، ومن معه من الذين صنعوا مجد تلك البلاد من السلطة، ومعه كل الحرس القديم من المقاتلين والسياسيين الذين قادوا حقبة النضال حتى تحقق الاستقلال والإنفصال عن الشمال، ولعبت مخابرات الولايات

المتحدة دوراً جوهرياً في تصعيد بول ميل، وهو شخصية مصنوعة بلا تاريخ نضالي ولا التزام تنظيمي بأدب ومواريث وأخلاقيات الحركة الشعبية التي غرسها جون قرنق، وتم نسج علاقة بين بول ميل ومشيخات امارة أبوظبي التي بدأت في تغذية حسابات الرجل الشخصية بملايين الدولارات لشراء مايمكن شراؤه وربط المساعدات التي تقدمها أبوظبي لجنوب السودان بشخصية بول ميل ووزير الخارجية الذي يخفى في محفظته بطاقة انتماء للمخابرات الأمريكية، وهو من جيل لم يحارب في الغابة ولم يناضل من أجل الاستقلال، وارتبط الاثنان بمدير جهاز الأمن والمخابرات.

ثانيا زادت الضغوط على سلفاكير لتجريده من الحرس القديم من القيادات ذات الولاء الشخصي له مثل توت قلواك ولام اكول وكول ميانق، *وغاب اخيرا بونا ملوال الذي كان ملهما لسلفاكير، وشاخ ابيل الير وفقد فرانسيس دينق حيويته، وبالتالي انتهى نفوذ الدينكا القديم إلى ارتباطات شخصية ذات طبيعة مصلحية بجماعة بول ميل!!*
مااشبه الليلة البارحة كما يقول ومايحدث لسلفاكير الآن حدث للبشير بالأمس حينما نسجت مؤامرة الإطاحة به من

داخل مكتبه ومن أقرب الذين ائتمنهم على الأمن والجيش والمال، والقصر ورفض الإصغاء للناصحين، ووثق في الوشاة والمخبرين وبين عشية وضحاها وجد نفسه بين جدران السجن يجتر زكريات الماضي ويسهر الليل في سجن كوبر الموحش ولسان حاله أقرب للسان عبدالرحيم ابوزكري الذي تخلى عن رفاقه في الحزب الشيوعي وقادته وفضل الإنتخار، وكان يردد:

*لي سماء غريبة أتاملها في الخفاء..*
*واهدهدها ساهماً في المساء..*
*واغني بصوتي الأجش الذي لايجيد الغناء ..*
لكن سلفاكير استبق لحظة جز عنقه بسكاكين الرفاق، واصغي للرجال الرجال وكانت نصائح توت قلواك الرجل الذي كان وظل مخلصاً لسلفاكير مثل إخلاص بكرى حسن صالح وعبدالرحيم محمد حسين، للفريق البشير وهكذا ( الاعاجم) أكثر وفاءً واخلاصاً من الاعارب والاعراب، لأن العرب ماتوا قديماً، ولم يبق منهم إلا الأشباح والصور!! وجاء توت قلواك يتابط تقارير أمنيه صادقة لمن لم يبدل قناعاته، وكان يمكن لتوت أن يمد جسور الوصل مع بول ميل ومجموعة للتغيير سراً في ليالي جوبا الدافئة، وينتقم من والده الذي لفظه في يومٍ ما بوشاية الواشين، ومكر الماكرين، لكن توت كان وفياً لتاريخه، ولقائده، ولم يخون في لحظة تاريخية فارقة..

2️⃣
التغيرات التي أعلنها سلفاكير لن ينتهي أثرها بتجريد بول ميل من رتبة الفريق إلى الجندي، ولا بعودة رجل المخابرات الوسيم، ونانب الفريق صلاح قوش بعد اتفاقية السلام، اللواء مجاك ولا بإعادة توت قلواك وذلك يمثل إشارة مهمة لعودة الحرس القديم لحكومة الجنوب، وعودة أبناء جون قرنق مما يفتح أبوابا كانت موصدة لعودة أمثال لوكا ابيونق ودانيال اوبت ورياك قاي.. ولن يقتصر الأمر على الأشخاص بل يمتد للسياسات، ازاء دول الجوار وخاصة السودان الذي أفسد العلاقة معه التيار الخليجي داخل حكومة سلفاكير

ميارديت، والذي فتح أبواب الجنوب ليصبح معبرا للسلاح والسيارات والدبابات التي يتم شحنها من ميناء دار السلام وحتى جوبا، ويوم أمس وحده دخلت الأراضي السودانيه خمسين عربة عن طريق راجا إلى الضعين.!! والفريق سلفاكير هو في الأصل ضابط في الجيش السوداني بالفرقة التاسعة المحمولة جوا اي المظلات (لن ينسى أياما مضت) ولا رفقة السلاح حتى لو انقسم السودان إلى دولتين يظل ولاء سلفاكير إلى الجيش السوداني لا مليشيا آل دقلو التي استباحت الجنوب تماما وفي أول رد فعل من التيار الخليجي في جنوب السودان محاولة المليشيا تدمير حقول النفط في هجليج وفي عدارييل بمسيرات انتحارية وهي رسالة مباشرة في بريد سلفا قبل المضي قدما في ماتسعي إليه مجموعات كبيرة ونافذة في الجنوب بطرد الدعم

السريع وإيقاف اي تسهيلات تقدم إليه وإعادة العلاقة مع السودان والعمل معا لإعادة ضخ البترول عبر خطوط الأنابيب والوقوف بعيدا عن مليشيا الدعم السريع مهما كان حجم الإغراءات الماليه من دولة الإمارات العربية المتحدة، وفي ذات الوقت السعي لإعادة النظر في التمدد والنفوذ اليوغندي في الجنوب الأخذ في المتنامي حد الاستعانة بالقوات اليوغندية في النزاعات الداخليه ويوغندا لها الأثر الكبير في تشكيل المشهد الاقتصادي والسياسي بعد أن غيبت الأيادي اليوغندية جون قرنق في أولى مؤامرات أحكام السيطرة على الجنوب.

ولكن السؤال هل انتهت الأزمة التي يعيشها الجنوب الآن بازاحة بول ميل ومحافظ البنك المركزي ومدير إدارة الإيرادات وهي إعفاءات في ظاهرها كأنها تغيرات في وزراء ومسؤولي القطاع الاقتصادي نتيجة الفشل الراهن *ولكن في واقع الأمر هذه المجموعة خططت للإطاحة بالرئيس سلفاكير وتنصيب بول ميل ومخابرات دول عديدة أبلغت سافاكير بما يجري من تحته منذ شهور لكن الرجل تحلى بالصبر حتى جاء توت قلواك ليواجه المجموعة الخائنة

والتي لن تقف حتى بعد قطع رأس الأفعى بول ميل ستمضي في معركتها مع سلفاكير إلى الآخر وربما تستعين بقوات من الدعم السريع وبااكثر من أربعة الف من المرتزقة الجنوبين يقاتلون الآن في صفوف الدعم السريع بالمال وهؤلاء يمكن توظيفهم وتوجيه بندقيتهم إلى صدر الرئيس سلفاكير قريبا جدا* وبيدها سلاح إماراتي لاقبل للجيش الشعبي به ولذلك المعركة في جنوب السودان أصبحت مفتوحة لكل الاحتمالات.

3️⃣
والإمارات ستاخذها العزة بالاثم وتمضي في دعم عملائها في الداخل ولايعرف في نهاية الأمر لمن تكون الغلبة، مع ان سلفاكير من حيث القبول الجماهيري والسند الشعبي كفته راجحة على التيار الخليجي في أقامت صحيفة مصادر التي بعثها مالكها ورئيس تحريرها عبدالماجد عبدالحميد من مقبرة الصحافة وإعادتها للحياة وبدأت نشاطها التنويري والتثقيفي في بلد قضت الحرب على أحزابها وصحفها ومراكز التنوير المعرفي واغرقتها الحرب في ظلام يشبه

ظلام بورتسودان هذه الأيام حيث اطفات الثريات انوارها وكعادة شركة الكهرباء التي تحتقر زبائنها لم تصدر مجرد بيان تعلن من خلاله أسباب توقف التيار الكهربائي عن مدن عديدة في السودان منذ خمسة أيام في مثل هذا المناخ عقدت مصادر ندوتها بنادي الشرطة ببورتسودان الذي تداعت له قطاعات كبيرة وواسعة من الإعلاميين والباحثين ورجال الأعمال وكشفت الندوة عن علاقة عبدالماجد الواسعة بالمجتمع واختار الرجل متحدثين من الجيل الثالث حسن إسماعيل الشاب الذي غادر حزب الأمة بشجاعة

وانضم للمؤتمر الوطني والان ربما غادره لمنطقة وسطي بين الجيش والحزب والدكتور إبراهيم الصديق وهو صحافي تخطفته السياسية واصبح الآن من قادة حزب المؤتمر التيار الذي يقوده أحمد هارون، وثالث المتحدثين اللواء عامر وهو متحدث سابق باسم القوات المسلحة وخطف حسن إسماعيل الأضواء من رفاقة بسبب غيابه الطويل عن البلاد وعودته التي احتفت بها الحكومة احتفاء لم يجده حتى من هو اكبر منه سنا ومقاما وتحدث إسماعيل عن لقاءات جمعته بقادة القوات المسلحة وكشف معلومات مهمة عن مواقف البرهان الرافضة للرباعية والدولة الإمارات وبغضه للملشيا بما أعاد صورة البرهان المقاتل الذاهيه عند الشعب غير البرهان الذي يعتقد الكثيرون انه اكثر ميلا للتسويات

وتحدث حسن إسماعيل عن ماجرى بين البرهان ومسعد بولس المستشار الأمريكي ومع آخرين وبدأ الرجل مباهيا ومفتخرا بلقاء البرهان وياسر العطا والدكتور كامل الا ان الرجل تحدث عن أحمد هارون حديثا لايليق به ظنا منه أن ذلك يرفع قدره ويكشف عن تقشفه الا انه أساء لهارون أيما إساءة حينما قال إنه استأذن من قيادة الدولة للقاء( الجماعة ديل) على حدتعبيره كان هارون وعلى كرتي رهينة في أيدي السلطة وقال إنه ذهب لأحمد هارون في حي بأطراف مدينة عطبره عبارة عن نصف بيت ووجدته يصنع

الشاي بنفسه كان الرجل الذي يستطيع جمع خمسمائة ألف مقاتل في يوم واحد من شباب التيار الإسلامي يعيش وحده ولايجد حتى من يصنع له الشاي وان كان ذلك حقيقة لماذا يتحدث إسماعيل في الندوة عامة وليست جلسات أنس في هجعة الليل بهكذا لغة في حق رجل نعرفه قبل حسن إسماعيل بثلاثين عاما وظهره ملئ بالرجال والشباب والنساء الماجدات.

قدم حسن فاصل من التعرية غير المسبوقة لمجموعة صمود وحاكمها بما تقول، والرجل مجيد بارع في خطب الندوات السياسية لا الندوات ذات الطبيعة الأكاديمية والبحثية كالتي نظمتها صحيفة مصادر وقد أثار الأخ عبدالله محمد علي بلال نائب رئيس اتحاد الإعلاميين الأفارقة وهو موقع ناله الرجل بعرق جبينه وخدمة ضراعه اثار قضية التميز بين الصحافيين عند الدولة وتقريب بعضهم وإبعاد آخرين وبغضهم وقد أشار الأخ عبدالله إلى شخصي وفاء لتاريخ طويل يجمعنا منذ كادقلي الثانويه حينما قادني عبدالله ومكي إبراهيم لطريق شائك وطويل وقال إنني من قدم منذ نشوب الحرب وحتى اليوم ولكن لم احظي بما يحظى به آخرون.

ردا على اخي عبدالله اقول نحن نقف مع قواتنا المسلحة ومن أجل بلادنا التي تتعرض لتهديد بالفناء حتى اليوم وفي كل لحظة نشعر أن الخطر يكبر أكثر من أمس ولا ننتظر أن يستقبلنا احدا ولا أن نقيم في بورتسودان التي نزورها من وقت! لآخر للاستشفاء في فندق القرآند هوتيل ولا الضمان الاجتماعي ولا كورال ولايستقبلنا الفريق البرهان في قصره ولانسعي لهذا الشرف ولا ننال مالا من دولارات الماليه

لنسافر إلى حيث نقيم لأننا نقيم في الإسكان باام درمان ولا حاجة لنا بالدولار والدولة من حقها استقبال من تحب ولكن نحن ندافع عن بلدنا وعن جيشنا وعن حكومة أملنا لأننا سودانيون، وهذه بلادنا وإذا كانت المليشيا تأتي بالكولمبيين والتشاديين والنوير والدينكا ليقاتلوننا في الفاشر وفوراوية وجبل الهشابه ورهيد النوبه فكيف لا نقاتل المليشيا باقلامنا حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا.

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى