مقالات

يس إبراهيم الترابي يكتب: ديوان الزكاة بولاية كسلا عطاء مشهود وأمل ممدود وكرم بلا حدود

يس إبراهيم الترابي يكتب: ديوان الزكاة بولاية كسلا عطاء مشهود وأمل ممدود وكرم بلا حدود

 

حمل كتابه بيمينه وأعلى من قيمة شعيرة دينه

ديوان الزكاة بولاية كسلا عطاء مشهود وأمل ممدود وكرم بلا حدود

حشود ضخمة وأعداد هائلة وأرتال من البشر رأيتها بأم عيني في شهر رمضان المبارك وهي تتوجه صوب ديوان الزكاة بولاية كسلا ومحلية كسلا، جانب لا يمكن وصفه لأن هذا الكم الهائل من الناس خليط بين فقراء ومساكين

الولاية والوافدين لها الذين يسكنون بمراكز الإيواء الذين فقدوا ممتلكاتهم وفارقوا دورهم ولم يحصلوا على رواتبهم كموظفين وكذا الذين فقدوا أعمالهم الحرة وسبل عيشهم التي يقتاتون منها، فكان أن تتضاعفت المسؤولية وعظمت المهمة وثقلت الأعباء على ديوان الزكاة بكسلا لأنه وجد نفسه الوحيد الذي يصارع هذه الأمواج ويقارع همومها وتحمل مسغبتها.

وكما يقولون ، فقد (دق) ديوان الزكاة صدره الرحب رحابة واتساع الصحراء وشمّر موظفوه في مختلف الإدارات عن ساعد الجد وقرنوا ليلهم بنهارهم وتتابعت مراحل عملهم وترابطت حلقات أدائهم، فكانوا في شد متواصل(ذهني وبدني) ، فقابلوا هذه الآلاف من

المحتاجين بصبر وجلد وسماحة روح وحسن تعامل ، وحاولوا قدر المستطاع الإيفاء ببعض احتياجاتهم لأن ماعون الفقر أكبر حجما وسعة من موارد الزكاة إذ لن تستطيع ملأه لوحدها، فوضعت فيه ما وفقت لجلبه وتمكنت من كسبه، فظلت هذه الحشود تفد غدوا ورواحا بعضها حمل نقدا والبعض الآخر وصله العطاء(عينا).

وخلال استضافة ديوان الزكاة بولاية كسلا لفعاليات الاجتماع الدوري الأول لأمناء الزكاة بالولايات ومديري الإدارات العامة بالأمانة العامة الذي استضافه ديوان الزكاة بولاية كسلا في قاعته الأنيقة المجهزة تجهيزا طيبا، وقد كان له دور ملموس في إنجاح هذا الاجتماع، وأثناء متابعتي له حصلت على نسخة من كتيب الديوان

عن برنامج شهر رمضان المعظم للعام ١٤٤٥هه -٢٠٢٤م ، فهالني هذا الإنجاز الضخم وتملكني شعور وثاب تجاه هذا العمل الكبير، فجاشت مشاعري وانسابت الكلمات التلقائية في ذهني حتى تفي عمل الديوان المؤثر حقه ولن تقدر هذه الكلمات عن ذلك لعجزها أن تصف ما قام به من مجهود جبار قلّ نظيره وسط صعوبات جمة معلومة

للجميع، وأرى أن لسان حال ومقال الجماهير المتلاحقة قد مثل بثا مباشرا وانتشارا واسعا وإعلانا مجتمعيا لما يقوم به الديوان ووجدوه منه خصوصا على ألسنة النساء لأنهن مثلن ثلثي الذين نالوا عطاء هذا الديوان العملاق.
حقيقة وقفت في مقدمة الكتيب التوثيقي لأداء الديوان في شهر رمضان الكريم والتي سطرتها أنامل الأستاذ

حامد أحمد حامد أمين ديوان الزكاة بولاية كسلا لأنها لخصت الرسالة والتفاصيل الدقيقة في إيجاز محبوب ومستوعب على أمل أن ألتقيه لمزيد من التفاصيل الوافية الخاصة بكيفية تنفيذ خطط وبرامج الأمانات المختلفة وما وفقوا فيه وما أخفقوا وسبب ذلك، وأيضا رؤيتهم لقادم الأيام ، فوددت أن أبعث لكم بنص مقدمة سفر الإنجاز المختصر:

(من المعلوم أن الزكاة ركن من أركان الإسلام وهي ربط الأرض بالسماء وبلادنا الحبيبة وولايتنا المعطاءة كسلا تعيش ظروف الحرب التي تسببت في تشريد الأسر ونزوحها إلى داخل السودان أو اللجوء لدول الجوار ، لذا كان علينا بولاية كسلا أن نعد برنامج شهر رمضان إعداد يليق بعظمة هذا الشهر وإدخال الفرح والسرور على

أصحاب الحاجات بالإضافة إلى مراكز الأيواء، وقد بلغت التكلفة الكلية لبرنامج شهر رمضان المعظم للعام ١٤٤٥هه- ٢٠٢٤م ٠٠٠’٠٠٠’٥’١(مليار وخمسمائة مليون) والمستفيدون (٠٠٠’٠٠٠’١٦) مستفيد، وقد اشتمل البرنامج على محاور(فرح الصائم- إطلاق سراح نزلاء السجون- دعم خلاوى القرآن الكريم- دعم المناشط الدعوية- دعم مراكز الأيواء).

وبعد ، فمن واقع ملمسي لأداء الديوان خلال هذه الفترة البسيطة التي مكثتها في كسلا استطيع القول بأن ديوان الزكاة بكسلا تحمل ما تنوء عن حمله الجبال الراسيات ، فقد رفضت الجبال والسموات والأرض حمل دواعي وتداعيات هذه الأمانة (إنا عرضنا الأمانة على السموات

والأرض والجبال ، فأبين أن يحملنها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما حهولا) ، فقد تعرض موظفو الديوان لعمليات إرهاق متعددة لأن ماقاموا به خصوصا الصرافين يعد عملا شاقا ومرهقا للحد البعيد، وأثني على حكمة وحنكة وحسن تصرف في تعاملهم مع المواطنين والوافدين،

ولولا تصرفهم السليم هذا لحدث ما لا يحمد عقباه لأن التدافع كان كبيرا ومخيفا في آن واحد أتعب أفراد الأمن كثيرا في تنظيم الصفوف ، فكانت تخرب باستمرار وقد دخل بعضهم عنوة بكسر الأبواب لأن كل واحد يريد أن يصل قبل الآخر ، فكان فقدان النظام بسبب عجلتهم وشفقتهم سببا في تأخير إجراءات الصرف بعض الشئ

فضلا عن الإجهاد الذي نال من هؤلاء الصرافين.
ختاما لابد من بعث التحية وإزجاء الإشادة بهذه المجهودات المبذولة من هؤلاء الموظفين الأجلاء المخلصين بتجاوز العوائق بقوة الشكيمة والعزيمة في مساعدة المحتاجين وهذا التحمل الكبير والأخلاق العالية

التي تحلى بها صبرهم وهم يتعاملون مع أفراد مجتمعات متباينة منها المدني ومنها الريفي ومنها البدوي ومنها الموغل في البداوة وهم يختلفون في سلوكهم وتصرفهم وانفعالهم.

نسأل الله تعالى أن يعظم أجر الموظفين بهذا الديوان العملاق وهم يقومون بتطبيق شعيرة الزكاة بين مستحقيها وهي أموال قد قسمها وفصلها الله لهم، ونسأله جلا وعلا أن يضاعف حسناتهم ويثقل موازينهم ويتقبل منهم هذا الجهد خالصا لوجهه الكريم وأدعو إلى خلق

وابتكار برنامج حاذق لطريقة الحصول على الاستحقاقات المختلفة لأن ما رأيناه لا يعجب أحد وقد خشينا على الصرافين وهم يتعرقون في داخل مكاتب في عز نهار رمضان خصوصا حينما تقطع الكهرباء، فلنراجع هذه

الطريقة لأن فيها تعب ورهق ومشقة للموظفين وللمحتاجين معا، فهلا اخترعنا وسيلة تسهل عمل هؤلاء وتيسر لأولئك ماهم يبغونه!؟.

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى