
وصل بورتسودان.. والتقى البرهان ..وزير الخارجية المصري …. اسرار الزيارة؟!
البرهان يتسلم رسالة من السيسي لحضور افتتاح المتحف الكبير..
سالم أشاد بتعاطي مصر الحكيم مع قضايا السودان..
القاهرة تدخل على خط الإسهام فى برامج الاعمار خلال المرحلة المقبلة..
تقرير: محمد جمال قندول
زيارة مهمة قام بها وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي إلى العاصمة الإدارية المؤقتة بورتسودان يوم أمس (الأربعاء)، حيث التقى رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان استعرضت ملفات عديدة.
عبد العاطي الذي وصل بالبلاد كان محل اهتمام إعلامي كبير سيما وأن القاهرة ظلت فاعلة في تفاصيل المشهد السوداني.
التعاون المشترك
وبحسب إعلام مجلس السيادة الانتقالي فإن رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان استقبل عصر أمس (الأربعاء) وزير الخارجية والهجرة المصري السفير بدر عبد العاطي، وذلك بحضور وزير الخارجية السفير محيي الدين سالم، وسفير السودان لدى مصر الفريق أول ركن مهندس عماد الدين مصطفى عدوي، والسفير المصري لدى السودان السفير هاني صلاح.
وأشاد وزير الخارجية السفير محيي الدين سالم بتعاطي مصر الحكيم مع قضايا السودان باعتبار أن هذا التعاطي يراعي مصلحة المنطقة برمتها. وقال سالم في تصريحات صحفية عقب لقاء رئيس مجلس السيادة بوزير الخارجية المصري إن
زيارة عبد العاطي تأتي في إطار التشاور المستمر بين قيادتي البلدين في إطار تعزيز مجالات التعاون المشترك وتقوية العلاقات الثنائية.
الكاتبة الصحفية ورئيس تحرير موقع عزة برس أمل أبو القاسم اعتبرت زيارة وزير الخارجية المصري السفير بدر عبد العاطي إلى بورتسودان وتوقيته، يعكس العمق والتنسيق العالي بين البلدين، كما أنها تبرز التأكيدات المصرية ودعمها للمؤسسات السيادية بالبلاد، إذ أن مصر ظلت تعكس بشكل دائم أن مؤسسات الدولة السودانية تمثل الضامن الرئيسي لاستقرار البلاد، وهذا ينسجم مع رؤية مصر للأمن القومي، حيث إن استقرار السودان جزءاً لا يتجزأ من استقرارها الأمني.
وتشير أمل بأن رحلة عبد العاطي واستعراض دور مصر في حل الأزمة قطعا جزء منها إزالة اللغط الذي خلفه بيان الرباعية في منتصف الشهر الماضي.
وبحسب رئيس تحرير عزة برس فإن الجانب السياسي للزيارة لا يقل أهمية مع الإشارة إلى أن الوزير المصري نقل رسالة مباشرة من الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى البرهان، تعكس مستوى التنسيق العالي بين القيادتين والإعلان عن استقبال البرهان بالقاهرة نهاية الشهر للمشاركة في افتتاح المتحف المصري وهي دلالات رمزية وسياسية.
وتضيف أمل أبو القاسم في إطار تعليقها على زيارة عبد العاطي وتقول إن استعراض ملف إعادة الإعمار يشير إلى دخول مصر على خط الإسهام خلال المرحلة المقبلة، سواء عبر الدعم الفني أو الاستثمارات، بما يجعلها طرفاً فاعلاً في إعادة بناء الدولة السودانية. كما أن وصول الضيف المصري تحمل في طياتها رسائل تطمين للداخل السوداني بأن القاهرة تقف إلى جانبه في أحلك الظروف.
دعم المؤسسات
بدوره، قال وزير الخارجية المصري إنه نقل لرئيس المجلس السيادي رسالة دعم ومؤازرة من شقيقه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وتابع، بأن مصر ستستقبل رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان في بلده الثاني مصر نهاية الشهر الجاري للمشاركة في حفل افتتاح المتحف المصري.
وأبان بدر عبد العاطي بأن لقاءه مع رئيس مجلس السيادة استعرض جهود مصر لإنهاء الحرب في السودان، وذلك من خلال الدفع في كل الأطر الدولية بما في ذلك الآلية الرباعية الدولية للعمل للتوصل إلى هدنة إنسانية تقود لوقف فوري لإطلاق النار وإطلاق عملية سياسية تقود لتوافق “سوداني سوداني” وبناء السودان الجديد الذي يسوده الأمن والاستقرار والسلام.
أضاف وزير الخارجية المصري بأن رئيس مجلس السيادة كلفه بنقل رسالة شكر وتقدير للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على الدعم الذي ظلت تقدمه الحكومة المصرية للسودانيين المتواجدين في بلدهم الثاني مصر.
وجدد عبد العاطي تأكيدات القاهرة بوقوفها بجانب السودان ودعم مؤسساته الوطنية وفي مقدمتها المؤسسة العسكرية، مشيرا إلى أن البلدين لديهما الإرادة القوية لتطوير مجالات التعاون، مؤكدًا استعداد بلاده لتقديم كل أشكال الدعم للسودان وإعمار ما دمرته الحرب بما يحافظ على مقدرات الشعب السوداني الشقيق.
ويرى الخبير الاستراتيجي والمحلل السياسي د. عمار العركي أن البيان الصادر عن لقاء رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان بوزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، حمل رسائل دعم وتضامن تقليدية، أبرزها تأكيد القاهرة وقوفها بجانب المؤسسة العسكرية السودانية، ودعوة البرهان لزيارة القاهرة نهاية الشهر الجاري.
غير أن العركي ذهب إلى أن القراءة التحليلية للزيارة تكشف أن المخرجات اقتصرت على لغة الطمأنة والوعود العامة: دعم المؤسسات الوطنية، إعادة الإعمار، والدفع عبر “الآلية الرباعية” نحو هدنة إنسانية ومسار سياسي. ما يعني أن القاهرة ما زالت تتحرك في حدود المجاملات الدبلوماسية وتوازنات الرباعية، دون التزامات عملية واضحة.
وأضاف د. عمار أن أبرز ما ورد في التصريحات هو حديث وزير الخارجية السوداني محيي الدين سالم عن “التفاكر مع نظيره المصري في إطار الأطر الدولية بما فيها الرباعية الدولية”، وهو ما يعكس براغماتية سودانية في التعامل مع هذه الآلية باعتبارها لاعبًا مفروضًا على المشهد. هذه المقاربة تهدف من جهة إلى توزيع الأعباء على الشركاء الإقليميين، ومن جهة أخرى إلى استثمار قيود القاهرة وتحويلها إلى فرصة لصالح الخرطوم بدلًا من التصادم معها.
واختتم محدثي إفادته وذكر أن البيان أقرب إلى رسائل طمأنة متبادلة بين بلدين تجمعهما روابط خاصة، لكنه يضع أمام السودان تحديًا واضحًا: كيف يحوّل هذا الحضور المصري المقيّد إقليميًا ودوليًا إلى خطوات عملية تساهم في إنهاء الحرب، لا أن تبقى العلاقة محصورة في دائرة المجاملات والوعود.
المصدر: صحيفة الكرامة