
ورشة مساحة الإعلام في ظل الحكومة المدنية الواقع والتحديات
تقرير : خالد فضل السيد
في اطار الاهتمام بتطوير الاعلام وتوحيد الجهود الاعلامية في بوتقة واحد انطلقت ورشة مناقشة مساحة الاعلام في ظل الحكومة المدنية التي اقامتها شبكة لايف ميديا الاعلامية التي تقودها الاستاذة عائشة الماجدي وشرفها بالحضور السيد نائب رئيس مجلس السيادة الفريق عقار اير والسيد وزير الثقافة والاعلام والسياحة الاستاذ خالد الاعيسر وعدد من قيادات الاعلام والصحفيين يتقدمهم الاستاذ محمد الفاتح نائب رئيس الاتحاد العام للصحافيين السودانيين والقنوات الفضائية .
وتتمثل اهداف هذه الورشة في مناقشة الدور الحقيقي للاعلام خلال المرحلة المقبلة واستعراض التحديات والفرص والمهدادات وممسكات الولاء الوطني.
لدي مخاطبته افتتاحية الورشة اشار النائب الاول عقار اير ان الصحافة السودانية هي تاريخ ولها دور فعال في المجتمع ولديها تحديات وكان لها دور بارز في حرب الكرامة وهي تعتبر ركيزة اساسية لبناء الوعي وتثبيت ركائز الحرية والديمقراطية وابان ان الاعلام في السودان كان مكبلا فالحكومات دوما تقوم بتقييد الاعلام بالقوانيين والتشريعات واشار ان قانون الصحافة والمطبوعات الان في وزارة العدل .
واوضح عقار ان الصحافة حول العالم تواجه صعوبات شديدة وبالذات في الدول ذات النظام السياسي الرجل الواحد مشيرا ان العلاقة بين الصحافة والاعلام والحكومة علاقة معقدة فيها مخاوف وتعتبر صداقة عدائية فيها صراع واتهام متبادل مبينا ان العولمة وظهور ثورة التكنولوجيا ادت الي ظهور وسائل وطرق جديدة فكل فرد اصبح يمثل بامتلاكه للادوات منصة اعلامية كاملة في عصر المعلومات.
واضاف عقار علي الصحافة الالتزام بالمهنية واهم من ذلك هي الوطنية التي يجب ان يتحلي بها الفرد والبعد عن التعقيدات العقائدية والجهوية .
فيما اشار الاعيسر ان هذه الورشة تاتي والبلاد تمر بمرحلة مفصلية تتطلب التكاتف والتعاضد
مبينا ان هذا الحضور الرفيع من قادة الدولة وصناع الراي العام يؤكد حاجة الاعلام السوداني الي وقفة جادة للخروج بالبلد من هذا المنعطف الخطير مشيرا انهم
علي ثقة ان تخرج هذه الورشة بتوصيات تؤدي الي ترسيخ اعلام حر ومسؤول يصب في المصلحة العامة لتكون جديرة بثقة المواطن.
واضاف الاعيسر نحن عازمون رغم التحديات لصناعة واقع اعلامي جديد ورسالتنا لاهل الشرق نشكرهم علي الكرم الفياض باستضافهم المؤسسات الاعلامية وتحت شعار (جاينكم) ستكون انطلاقتنا الاعلامية من الخرطوم وبكوادرنا الاعلامية الوطنية قادرون علي تفكيك الحملات الاعلامية المضللة التي صرفت عليها ملايين الدولارات لتعمل ضد البلد .
واكد الاعيسر انه زميل مهنة وليس وزير واشار انه يجد نفسه متعاطف مع كل الرؤي والافكار التي يطرحها الاعلاميين والصحفيين وقال كلنا اصحاب هم واحد .
ووجه كلامه للاعلاميين والصحفيين قائلا : نريد ان نضع ايدينا مع بعض ونوحد الصفوف من اجل الوطن ونستطيع ان نحقق معا غايات كبري واصدر قرارا مبشرا الاعلاميين بتكوين لجنة للاشراف علي التوصيات وتنفيذها مؤكدا متابعته الشخصية مع اللجنة حتي يتم تنفيذ التوصيات التي خرجت بها هذه الورشة .
وابان نحن كوزارة ابوابنا مفتوحة لكل اعلامي مشيرا الي انهم لديهم اذان صاغية تسمع لكل الزملاء مشيرا نحن كزملاء قبل ان نكون وزراء ودعا للتوحد وخلق راي واحد من تطوير العمل الاعلامي بالبلاد .
من جهته اشار نائب رئيس اتحاد الصحفيين الاستاذ محمد الفاتح ان المليشيا في حربها بدات بتكميم الافواه منذ بداية الحرب حيث قامت بتدمير اماكن الصحف والاذاعة والتلفزيون مشيرا ان هذه الحرب تقوم علي شقين في الميدان تقوم به القوات المسلحة والمساندة لها والاخر الشق الاعلامي حيث قامت الدول الداعمة للتمرد بتوفير مبالغ ضخمة لاعلام المليشيا لنقل الاكاذيب والتي ليس لديها مشروع سياسي ولاغيره ولكن الاعلام السوداني رغم فارق الامكانيات تمكن من هزيمته عبر نشر الوعي وفضح هذه المؤامرات باستخدام الوسائل الاعلامية المختلفة ومنصات التواصل والمواقع الالكترونية التي يديرها اعلاميين وطنيين همهم علي البلد .
خلال الورشة تم تقديم الاوراق و هي ورقة الاعلام المرئي السوداني، المشكلات، المعوقات، المعالجات المطلوبة اعدها وقدمها الاستاذ عابد سيد احمد بجانب ورقة الصحافة الاقليمية في السودان ودورها في المستقبل ثم ورقة تهديدات تضييق المساحة الاعلامية، التضليل، الاستقطاب، وتسيس المنصات .
وخلال الورشة تم تقديم الاوراق وقد ادار جلساتها كل من الاستاذ جمال عنقرة والاستاذ محمد الفاتح نائب رئيس الاتحاد العام للصحافيين السودانيين بجانب الاعلامي عثمان الرضي والاستاذ عابد سيد احمد وتم فتح باب المداخلات والنقاشات للوصول الي الحلول والمعالجات.
وخلال ورقة الاعلام المرئي السوداني المعوقات والمعالجات المطلوبة
تمثلت ابرز مشكلاته الاساسية في غياب الرؤية الاستراتيجية الاعلامية الواضحة حيث يفتغر الاعلام المرئي السوداني الي خطة وطنية متكاملة تدار في اطار الحرب والازمات مماافقده القدرة علي المبادرة وصناعة الخطاب والتاثير في الراي العام الداخلي والخارجي.
ومن ضمن توصيات الورقة الاتفاق علي ضرورة اعداد استراتيجية وطنية عاجلة للاعلام المرئي في زمن الحرب، تخصيص ميزانية استثنائية لدعم التلفزيون القومي والقنوات الوطنية،
الدعوة الي اعادة هيكلة الاعلام المرئي واستيعاب الكفاءات الوطنية المؤهلة،
التاكيد علي اهمية مخاطبة الداخل والخارج بلغات متعددة لمواجهة التضليل.
ومن خلال ورقة تهديدات تضيق المساحة الاعلامية التضليل، الاستقطاب، وتسيس المنصات
اعتبر مقدم الورقة ان تسيس المنصات الاعلامية وتحويلها الي ادوات صراع
من اخطر المهددات مؤكدا ان تسيس المنصات الاعلامية سواء عبر السيطرة المباشرة او التمويل المشروط او الضغط السياسي والامني
يجعل الاعلام من مراقب للسلطة الي جزء من بنيتها الصراعية ( سياسة زولي وزولك) . ومن توصيات المقدمة في ذات الشان هي سن تشريعات واضحة تكفل حرية التعبير وتداول المعلومات مع تعريف دقيق ومحدد لجرائم التضليل دون التوسع الفضفاض الذي يستخدم لتقييد الصحافة ،
انشاء مفوضية مستقلة للاعلام تضم مهنيين وخبراء بعد القتل المتعمد الذي حاق بمجلس الصحافة شريطة ان تكون بعيدة عن المحاصصة السياسية ومهمتها التنظيم لا الوصاية ، ضمان استقلالية وسائل الاعلام العامة وتحويلها الي خدمة اعلامية وطنية لا اداءة حكومية يتحكم فيها رجل واحد.
وعلي مستوي المنصات الرقمية ووسائل التواصل كانت الحلول في
تطوير سياسات وطنية للتعامل مع منصات التواصل الاجتماعي دون المساس بحرية الاعلام ، مساءلة الحملات المنظمة التي تستخدم التضليل والاستقطاب كسلاح سياسي.
وعلي المستوي المجتمع والسلم الاجتماعي كانت الحلول تشجيع المحتوي الذي يعزز الحوار الوطني ويحارب خطاب الكراهية ويبرز القواسم المشتركة بين السودانيين .
ومن خلال ورقة الصحافة الاقليمية في السودان ودورها في المستقبل
تناولت الورقة نشاة الصحافة الاقليمية في السودان وتجاربها الرائدة حيث تعد صحيفة ( كردفان ) اول صحيفة اقليمية سودانية صدرت في الابيض في اواسط اربعينات القرن الماضي واسسها وراس تحريرها الراحل الفاتح النور وقد هدفت الصحيفة الي ربط القارئي باخبار وتاريخ وثقافة كردفان الكبري وناضلت من اجل قضايا التنمية المتوازنة وحقوق المواطنين الاساسية مثل الماء والتعليم والصحة وناصرت مزارعي جبال النوبة الامر الذي عرضها للاحتكاكات مع الادارة الاستعمارية البريطانية انذاك.
ومن ابرز التوصيات التي خرجت بها الورقة
التاكيد علي الي احتياج الاوضاع الراهنة في البلاد الي صحف قومية ورقية الي جانب صحف ولائية تعكس واقع الحكم اللامركزي وتبرز خصوصية الولايات الثقافية والاجتماعية ، تشجيع الدولة الدولة لصناعة الطباعة واعفاء مدخلات الكتاب المدرسي والكتاب الثقافي ، اعفاء المطابع من الرسوم الجمركية لاهميتها في اعادة بناء المعرفة ، اعادة اصدار الصحف الولائية وفق صيغة شراكة بين قطاع حكومي شبه مستقل من الجهاز التنفيذي والقطاع الخاص بما يفتح المجال امام الراسمالية للاستثمار في فضاء اعلامي واعد.
في ختام الورشة تمت تلاوة التوصيات التي تمثلت في
ضمان حرية الصحافة باعتبارها حق دستوري ،
سن تشريعات جديدة لحماية الصحفيين،
اعتماد استراتيجية وطنية لمكافحة التضليل الاعلامي ،
اطلاق منصات اعلامية لسد الفراغ المعلوماتي ،
اطلاق حملات تعبوية حول اخلاقيات النشر ،
اطلاق منصات رقمية تتيح نشر اخبار الولايات ،
عمل معهد تدريب اعلامي مستقل لتدريب الكوادر و الشباب وبناء جيل اعلامي جديد ،
اشراك الصحف الاقليمية تفضي الي عمليات سياسية ومجتمعية تعبر عن الحراك ، انشاء صحف اقليمية تعبر عن الولايات ، تخصيص مساحات لايصال صوت المواطن في المناطق المتضررة لاتاحة الفرصة للراي العام للوصول عبر الفراغ في المساحات المفتوحة ،
اعداد دليل مهني يشمل علي قواعد لتغطية الاحداث ،
تحسين البيئة الاعلامية ،
تنفيذ توصيات حول رؤية الاعلام المرئي بحل مشكلات المعلومات المضللة والمعالجات وانشاء مركز اعلامي موحد لتوحيد الرسالة الاعلامية.





