واشنطن تهدد وطهران تتهمها بالقيام بإجراءات تخريبية.. دبلوماسي أوروبي: سنختبر جدية إيران قريبا بخصوص المفاوضات
قال مصدر دبلوماسي أوروبي إن القوى العالمية ستختبر خلال الأيام القادمة مدى جدية إيران في المفاوضات النووية، بعد أن أشارت إلى استعدادها لاستئناف المحادثات على أساس نصوص تم الاتفاق عليها في جولة المحادثات السابقة في يونيو/حزيران الماضي.
وذكر المصدر -الذي طلب عدم نشر اسمه- أن “إيران قالت إنها قبلت العمل انطلاقا من نصوص يونيو (حزيران)، وسنختبر هذا في الأيام القليلة القادمة”.
وستجتمع اليوم الجمعة مجموعات عمل ستبحث العقوبات التي قد ترفعها واشنطن والقيود النووية المطلوب من إيران الالتزام بها.
وكان مصدر بالوفد الإيراني بفيينا أكد لوكالة تسنيم أن الأوروبيين قبلوا بحث مقترحات طهران، وأن المفاوضات ستستمر بناء على ذلك.
وقال المصدر أن “مقترحاتنا لا تزال على الطاولة ولم يتم النظر فيها ولم نسحبها”.
وتريد إيران رفع جميع العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة بعدما أعلن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق عام 2018، على أن يتم ذلك في عملية يمكن التحقق منها.
واقعية
وأوضح إنريكي مورا منسق الاتحاد الأوروبي في مفاوضات فيينا بشأن ملف طهران النووي أنه يتعامل بواقعية مع الجولة الجديدة، وسط حديث أميركي عن البحث عن خيارات أخرى إذا أخفقت الدبلوماسية.
وأضاف أن هذه الجولة صعبة بالنظر إلى اختلاف وجهات النظر بين الوفود ولأن الوقت محدود، مؤكدا في الوقت ذاته جدية كل الأطراف في الوصول إلى اتفاق، مع التمسك بعدم تعديل ما قبل به الإيرانيون سابقا.
وقال مورا إنه لمس لدى كل الوفود المفاوضة شعورا بضرورة الوصول إلى اتفاق لإحياء خطة العمل المشتركة، مشيرا إلى أن الأيام المقبلة كفيلة بتأكيد أو نفي ذلك.
وتابع بالقول إن الوكالة الدولية للطاقة الذرية ستلعب دورا مهما لمراقبة أنشطة إيران في حال الوصول إلى اتفاق، مثمنا التعاون والتواصل الراهن بين طهران والوكالة.
بدوره، قال كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري إن لدى بلاده جدية وإرادة حقيقية لأجل مفاوضات جادة، وإنها لا ترى عائقا أمام التوصل إلى اتفاق في حال توفر الأسس اللازمة.
رفع العقوبات
وأضاف باقري -في تصريح عقب انتهاء اجتماع اللجنة المشتركة للاتفاق النووي في فيينا- أن رد الطرف المقابل على المقترحات الإيرانية سيتضح خلال اجتماعات اللجان المختصة.
من جهة ثانية، قال كبير المفاوضين الإيرانيين إن رفع العقوبات سيخلق فرصة جادة للتقدم في المفاوضات خاصة بشأن الإجراءات النووية.
وأضاف باقري أن حل الخلاف بشأن رفع العقوبات يتطلب إرادة جادة واستعدادا عمليا من الطرف الآخر، مشيرا إلى أنه يعتقد أن الطرف المقابل شارك في المفاوضات بشكل أكثر جدية مما مضى.
وقال كبير المفاوضين الإيرانيين إن واشنطن تمارس إجراءات تخريبية غير بناءة خلال مفاوضات فيينا والجميع يدين ذلك، حسب قوله.
في المقابل، قال المبعوث الأميركي الخاص بإيران روبرت مالي -في مقابلة مع الجزيرة- إن إيران لم تأت إلى المفاوضات السابقة بطروحات بناءة، وإنها تراجعت عن تنازلات قدمتها سابقا، مؤكدا أنه لا يمكن للولايات المتحدة الوقوف متفرجة حيال احتمال قيام إيران ببناء برنامجها النووي.
وأضاف أن بلاده تحضر نفسها لخيار الرد وتنسق مع إسرائيل لأنها تشترك معها في نفس الهدف.
لا سلاح نوويا
وجدد مالي للجزيرة التأكيد على استعداد الجانب الأميركي للتفاوض المباشر مع الإيرانيين، مؤكدا أن هذا الخيار سيكون أفضل في ظل هذا القدر من انعدام الثقة واحتمالات سوء الفهم.
وأعلن البيت الأبيض أن الرئيس جو بايدن ملتزم بضمان عدم امتلاك إيران لسلاح نووي.
وخلال مؤتمر صحفي، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي إن واشنطن ترى أن الدبلوماسية هي السبيل الأمثل للتعامل مع الملف النووي الإيراني، وإذا أخفقت الدبلوماسية فإن الإدارة الأميركية ستنظر في خيارات أخرى، من بينها فرض عقوبات على القطاعات التي توفر الدخل في إيران.
وأضافت ساكي أن الرئيس بايدن طلب من فريقه أن يكون مستعدا إذا أخفقت الدبلوماسية مع إيران.
كما كشفت ساكي عن أن وفدا من وزارة الخزانة سيزور الإمارات الأسبوع المقبل للحديث عن الالتزام بالعقوبات على إيران.