هشام الكندي يكتب: عاهدنا أهلنا يا جبنا ليكم النصر يا جيناكم شهداء الشهيد / محمد ابراهيم كرار
هشام الكندي يكتب: عاهدنا أهلنا يا جبنا ليكم النصر يا جيناكم شهداء الشهيد / محمد ابراهيم كرار
حين أقدمت مليشا التمرد على حرب اهل السودان ، الذين كانوا ركعآ سجدآ في العشر الأواخر يترقبون الليلة المباركة ، واذان الفجر ينداح من مساجدها يحدوهم الشوق للإحتفال بزهو العيد حتى اسكتت مدافع المليشا ذاك السمو الروحي ، سكن الموت والخوف و الفزع قلوب
الناس ، و أخرجوا الناس من ديارهم بغير حق (وسياط جلاد تسوق خطاهم) ونسي التمرد ان حواء السودان أنجبت المكحل بالشطة وعثمان مكاوي ( إن الله لم يخلق جباه تستكين) وأن هناك شبابأ قلوبهم معلقة بالإيمان وحب الأوطان ، وما ان دعى داعي معركة الكرامة حي
للدفاع عن وطنكم و عرضكم ، تدافع شباب السودان الخلص زرافات ووحدانا إنتظمت خطواتهم في معسكرات التدريب ومنها للخطوط الأمامية لحماية تراب الوطن ، ضاربين أعظم الأمثلة في التضحيات والشهادة ، حتى الجم زئير أصواتهم تقدم العدو ليبدأ نصر الفتوحات المبين ، فكان الشهيد محمد ابراهيم كرار ، ضمن كوكبة منارات الشهداء الذين روت دمائهم الطاهرة أرض الكرامة .
بواكير الألفية الميلادية كانت النشأة بين حواري حي السجانة العريق (المايقوما) ، شكيمة الأسرة الكبيرة
المنحدرة من منطقة (ابوحمد) زرعت فيه الشدة وعمق الرؤية ، إنتقال الأسرة إلى يثرب بين منطقة الشجرة و جبرة شكل معدن إضافي لمكون الشخصية ، طبع الزول الهاديء إرتسم على وجه ذاك الفتى الوضئ ، قليلآ من الحديث كثيرآ من همة العمل ، خدومآ في الأفراح
والملمات ، مداومآ على صلوات المسجد ، يحمل عقلآ وفكرآ راجحآ لتفسير الأشياء رغم حداثة التجربة ، خادمأ للكبير والصغير ، ليس لديه أدنى تعاطي مع قبح السياسة . بعد نشوب حرب غدر المليشا أصبحت منطقة يثرب تحت مرمى نيرانها للجوار جنوبا مع سلاح المدرعات ، تقاطع (الوسطية) وفق ذلك عمل شباب واهالي الحي
الذين لم يغادروا منازلهم في ظل إنقطاع الخدمات الكلية للحياة ، وكان هناك رجالا” إختصهم الله بقضاء حوائج الناس فكان من بينهم والدة الباشمهندس إبراهيم كرار ولفيف من اهل الحي يشرفون على التكايا و يضمدون جراح المصابين برصاص المليشا ، حينها كان الشهيد
شعلة من النشاط والحركة ، يملأ خزان المياه على ظهر عربته الخاصة ويقوم بتوزيعها على الأهالي تحت وطأة الرصاص وترصد القناصين ، و بين هذا الفيض الإنساني المجتمعي اصيب والد الشهيد وكتبت العناية الإلهية له التعافي و السلامة .
واقع الأحوال العسكري حول المنطقة و (حرارة قلب) الشهيد وجد نفسة طواعية بين صفوف المستنفرين ، بين خيار من الناس الشهيد النعمان والشهيد خطاب والشهيد مصطفى والشهيد الحي مهند ، اطمأن قلبه واصبحت خوة في الله بين روحانيات تلاوة القرآن و الجلالات ، وما ان كان هناك هجوم للدفاع او التقدم كان الشهيد مع
الصفوف الأمامية لم تخفه كثافة النيران او الأشلاء ، حتى أصبح مثالأ للقادة في الميدان بين الثبات والأخلاق ، في إحدى موجات الهجوم العنيف للمليشا على المدرعات كان الشهيد ضمن قوة الإرتكاز المتقدم اصيب إصابة بلغية نقل للعلاج بالسلاح الطبي ، توكأ على عصاه حتى تماثل للشفاء متفقدآ الزملاء الجرحى بمستشفى السروراب وعطبرة ، حينها إتصلت على والده بأن لا يعود
للقتال ثانية وقد أدى واجبه حتى اصيب فكان رده لي (دا الخيار الشخصي والرغبة له) وكان قول الشهيد له (عاهدنا أهلنا يا جبنا ليكم النصر يا جيناكم شهداء) فلم يستكين الشهيد للإصابة وسرعان ماعاد للميدان بأرض الدروع وسط الحصار المحكم من قبل المليشا عطفآ عن الهجوم والتدوين المستمر والتي تكسرت تحت ثبات أبطال الدروع .
مع إحتدام شدة المعارك قدمت الدروع ارتالا” من الشهداء تقدمهم الشهيد اللواء ايوب عبدالقادر قائد ثاني سلاح المدرعات الي الشهيد العميد ركن عماد حسن إلى الشهيد العميد عمر النعمان ، بين ذاك التدافع لنيل النصر او الشهادة فاضت روح الشهيدين الذين كانا حكمدارين على (إنزارية يثرب) رغم صغر عمره تم تكليف الشهيد محمد ابراهبم كرار لقيادة الحكمدارية خلفأ للشهيدين ، مع
إنفتاح تقدم الجيش في عدة محاور أيضا خرجت الدورع نحو التقدم وكسب مواقع جديدة إلى ضرب تمركزات المليشا و القناصين ، وصلتني رسالة من الشهيد يبشرني بإستلام مجمع الرواد السكني اخر معاقل المليشا شمالأ ، ورسالة اخرى (مبروك الإنتصارات في المصفى وإلتحام الجيوش) اخر رسالة كانت قبل يوم من إستشهادة
(جاياكم البشارات) وما ان أشرقت شمس السبت بنور ربها تداولت منصات التواصل الإجتماعي رفع الأذان من داخل مسجد الشيخ عبدالحي يوسف ، حينها كانت روح الشهيد مع خيار الشباب قد فاضت إلى ربها، ضاربين اروع الأمثلة في التضحيات و الثبات ، واجهوا الرصاص عيونهم وصدورهم مكشوفة بجراحها متزينة لتخرج
الأرض لنا قمحآ ووعدا ، تضحيات وكبرياء وقصص سطرتها ملاحم شهداء معارك الدروع لتخرس اصوات مليشا الغدر ومرجفيها حين دبروا بليل اختطاف الدولة السودانية ، ولن يضام اهل السودان وإن هناك شبابأ ارضعتهم أمهاتهم حب تراب الوطن العظيم .