مقالات

هاشم عمر يكتب: ..مدارات للناس..عن أمدرمان نحكي(٤_٧)

هاشم عمر يكتب: ..مدارات للناس..عن أمدرمان نحكي(٤_٧)

 

وتحركنا علي الطريق في رحلة العودة لبورتسودان. حانت مني التفاتة لتخوم امدرمان..بدت معالمها تختفي من ناظري وثمة صور كثيرة تتقافز من بين ثنايا الذاكرة تحكي عن امدرمان حيث امضيت في ربوعها ازهي سنين

 

الشباب ونحن طلاب في اواخر تسعينيات القرن الماضي حيث تم تسجيلي في جامعة أمدرمان الأهلية بمكاتب الإدارة بالملازمين ومن ثم تم إفتتاح القلعة بامبدة. حمد النيل طالبا بكلية الآداب قسم الترجمة وكانت الأهلية جامعة بحق وحقيقة جمعت السودان بتنوعه وثقافاته

المتعددة جامعة (القرن ) كما اطلق عليها وكانت عنوان
للريـادة والتميـز وخدمــة المجتمــع؛ عبر المناشط الاكاديمية والفنية والثقافية

وكانت فكرة إنشاء الجامعة لتعزيز الكفــاءات العلميــة فــي مختلــف حقــول العلــم والمعرفــة واستطاع مجلس امنائهاإيجـاد بيئـة جامعيـة محفـزة للإبداع، فكانت الجمعيات الأدبية والأيام الثقافية للاقاليم والروابط. إضافة الي الاحزاب السياسية التي رمت بثقلها في

الجامعة الأهلية مما اثر سلبا في الدراسه.واركان نقاشها الساخنة التي كانت تتزامن مع الحفلات النهارية والمسائية وكانت مسرح للإبداع والمنافسة التي لم تسلم من بعض الاحتكاكات غير القانونية علي رأي ناس كرة القدم .

نعود الي مأمورية أمدرمان ونحن في معية الناطق الرسمي باسم الشرطة العميد شرطة فتح الرحمن محمد التوم ووفد اعلام الشرطة المركزي. كان لقاء الناطق الرسمي مع حفار القبور الشهير عابدين خضر(درمة )الذي قدم له تقريرا وافيا عن وضع مقابر امدرمان ومبشرا له

إعادة تشغيل مقابر احمد شرفي مرة اخري وهو مسرور. قائلا سعاتك دى اوراق وتصاديق (نبش) اول قبر منذ اندلاع الحرب قبل عام. والتفت الي ممازحا انت حتجيني متين ياهاشم؟… ودرمة احد ايقونات أمدرمان وهو صاحب نكتة يمتاز بسرعة البديهة

اجريت معه العديد من الحوارات بعضها لا يصلح للنشر وكلها تدور حول المقابر والمواقف الطريفة وحكي لي.واحدة منها قائلا تلقيت اتصالا بوفاه احد الأشخاص ممن يطلقون عليهم (الشماسة) وانا اعرفه وذهبت علي الفور الي المقابر وطلب مني الصلاة علية بعد تكفينه وبعد ان اصطفينا لاداء الصلاة اتي الينا احد اصحابة

وصاح فينا يادرمة عباس(سلس)مامات هو خرمان بس وقام في نفس اللحظة (بدعك)لفافة قماش حول انف الشخص المسجي وعندها افاق عباس فما كان من المصلين والمشعين ان اطلقوا سيقانهم للريح.
إنها ام درمان حكايات لا تنتهي .مدينة بهذا الالق والتاريخ التليد.

أمدرمان هي هلال مريخ موردة. هي بابكر بدري. هي مدينة المهدي. وعبدالرحمن الريح (وفريق) حي العرب وملهمة الخليل ونادي الخريجين والجبهة المعادية للاستعمار ودار الرياضة أمدرمان وإمثلة لا تعد ولا تنتهي..

مدينة بكل هذا البهاء والثراء
حتما سنعود اليها بإذن الواحد القهار..وبعزيمته ام درمان التي علمتنا عبر تاريخها كيف نكون الصمود وما نبقي زيف كما غني محمود عبد العزيز وما زال غناه حيا في الوجدان..وعن امدرمان نحكي نواصل. .

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى