هاشم عمر يكتب : الشرطة .. سِجلٌ خالٍ من الهزائم وحافلٌ بالعزائم

مدارات
هاشم عمر يكتب : الشرطة .. سِجلٌ خالٍ من الهزائم وحافلٌ بالعزائم
الشرطة السودانية وخلال مسيرتها الطويلة مرّت بالكثير من التحديات وتعرّضت للكثير من الهجوم. وليس ببعيد عن أذهان جيلنا هتاف :(يا بوليس ماهيتك كم؟ .. رطل السكر بقى بكم؟) وما بين (كنداكة جات بوليس جرى) يمكن ربط الحاضر بالماضي لتتكشّف حقيقة ثابتة أن الشرطة وإن سقتهم جميعاً فإن للبعض رأياً آخر يعبّر به كلٌّ حسب وعيه.
رغم قتامة المشهد الحالي إلا أنه وبحسابات الهزيمة فإن الشرطة السودانية تحتفظ بسجل خالٍ من الهزائم وحافلٌ بالعزائم.
تعمل الشرطة في وضعٍ بالغ التعقيد وفي وضعِ نظام انتقالي يُعتبر الأول لجيل التسعينيات والألفينيات وهو ما شكل مرحلة جديدة مبنية على (ركوب الرأس) والوقوف عند نقطة واحدة والنظر من زاوية واحدة، لدرجة أن
يشجع البعض الفرق الأجنبية في مباريات كرة القدم على حساب الفرق الوطنية، ليس حباً في الأجنبي ولكن كيداً في فريق يحمل شعار السودان، (وتحزباً) و(عنصريةً) لفريقه الذي فشل في بلوغ تلك المرحلة من التنافس.
تلقّت الشرطة الكثير من مثل هذه الصدمات، فما زادها إلا عزيمةً وإصراراً، فهي تعمل في كل الميادين بعد حملة جائرة ومنظمة ومرتبة تُديرها أناملُ غضة من وراء لوحة المفاتيح وعلى امتداد فضاء لا تحده حدود، لتشحن تلك (الرؤوس الراكبة نفسها) بزوال الهيبة والقانون وتعم الفوضى وينفرط عقد الأمن وهو ما يريده البعض ممن يحيكون مؤامراتهم في الظل.
تابعت كغيري من المهتمين بالشأن العام تلك الحملة الجائرة ضد الشرطة وقيادتها ورموزها. وللذين لا يعرفون أضابير الشرطة فإنها تدار بمؤسسية راسخة ويتم اتخاذ القرار فيها بعقل جمعي وبروح الفريق الواحد للأعضاء عبر هيئة قيادية تخطط وتتفق على رؤيتها وتتابع التنفيذ
. والظرف العصيب الذي تمر به البلاد يتطلب من جميع أبناء الوطن الوقوف مع الشرطة ودعمها وتمكينها من أداء واجباتها القانونية في بسط الأمن والاستقرار وحمايه المجتمع..
والآن تطلق الشرطة مبادرة نوعية جديدة تحت شعار (نحو التعبير السلمي الديمقراطي وفقاً للقانون) وهذا الشعار يعني في تطبيقه عملياً ابتعاد المتظاهرين عن مقار الشرطة والمؤسسات الاستراتيجية بالدولة وعدم التعرض
لممتلكات المواطنين، وبالجملة؛ انتهاج السلمية مسلكاً ومنهجاً وطريقاً ، فهلا فعلوا؟ وبالعدم فالشرطة قادرة على القيام بواجباتها بما يضمن تحقيق الأمن والاستقرار وبسط هيبة الدولة.