مونديال قطر .. حراك اقتصادي عالمي
تقرير| سنهوري عيسى
مونديال قطر .. حراك اقتصادي عالمي
تقرير| سنهوري عيسى
تنظيم فعاليات كأس العالم كل أربع سنوات يحدث حراكا موسما يطال الاقتصاد العالمي واقتصاد الدولة المستضيفة للمونديال ودول جوارها، والدول المشاركة في فعاليات كأس العالم بفرقها الوطنية، حيث يطال
الانتعاش الاقتصادي كافة القطاعات الاقتصادية خاصة قطاع النقل والطيران والسفر والسياحة والفنادق والبنوك والتأمين والخدمات والاتصالات، بجانب توفير فرص العمل والاستثمار لقطاع الأعمال والشركات.
وتستضيف قطر فعاليات ( كأس العالم للعام 2022م) والتي تنطلق في العشرين. من نوفمبر الجاري بمشاركة ملايين المشجعين ورجال الأعمال والسواحل وعشرات الفرق الرياضية ووسائل الإعلام ومحطات التلفزة العالمية.
ويتوقع خبراء اقتصاديون، أن تحقق استضافة قطر لفعاليات كأس العالم، مكاسب اقتصادية عديدة تطال الاقتصاد العالمي الذي تأثر بجائحة كورونا وتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، كما تنعكس إيجابا علي الاقتصاد
القطري الذي سيشهد انتعاشا ملحوظا في كافة القطاعات الاقتصادية خاصة قطاع النقل والطيران والسفر والسياحة والرياضة والاتصالات والقنوات الفضائية واندية المشاهدة وقطاع الخدمات والأعمال وسوق العمل وقطاع
البنوك والتحاويل المالية وقطاع التأمين خاصة تأمين السفر والتأمين الطبي، كما يتوقع أن تنعكس انطلاق فعاليات كأس العالم إيجابيا على الاقتصاد السوداني خاصة بقطاع النقل والطيران والتأمين والخدمات
وانتعاش أندية المشاهدة والخدمات المصاحبة لها، الي جانب حصول السودانيين على العديد من الوظائف بدولة قطر يسبب استضافتها لفعاليات كأس العالم.
مكاسب الاقتصاد القطري
ويتوقع الخبراء أن يحقق الاقتصاد القطري مكاسب عديدة بفضل ما انفقته قطر من استثمارات تقدر بنحو (220) مليار دولار لتشييد بنية تحتية عالمية المستوى شملت الطرق ووسائل النقل العام والفنادق والمرافق الرياضية
والملاعب، كما شهدت السنوات ال(ـ 10 ) الماضية إقامة العديد من مشاريع التنمية الاقتصادية التي تسارعت وتيرتها بسبب كأس العالم، حيث تم تنفيذ خطة ضخمة لاستثمار فوائد هذا الحدث العالمي على مدار العشرين عامًا القادمة .
ومن المتوقع أن يزور قطر نحو ( 1.5 ) مليون مشجع لحضور هذا الحدث التاريخي الذي سيعزز قطاع السياحة في البلاد وينعكس أثره إيجابيا على الإيرادات الاقتصادية لقطر.
ومنحت بطولة كأس العالم المقامة في قطر فرصة لشركات ناشئة بالبروز والإسهام بخدماتها في إنجاح هذا الحدث خاصة الشركات المهتمة بالتكنولوجيا الرياضية، مثل خدمة إعادة اللقطات خلال المباريات بتقنية الواقع المعزز بالإضافة إلى بث الإعلانات الافتراضية أثناء المباريات المباشرة.
مكاسب كأس العالم الاقتصادية
وتوقع دكتور علي الله عبدالرازق عبدالله استاذ الاقتصاد المالية وحوكمة الشركات،، أن تجتذب بطولة كأس العالم ، التى تستضيفها دولة قطر ، على مدى ٢٩ يوما ، أكثر من( 1,7) مليون زائر للدوحة ، حيث يتوقع أن يبدأ
المونديال فى أكثر أيامه ازدحاما بنحو (500) الف زائر ، كما يتوقع أن يسعى أكثر من (40) مليون زائر لزيارة قطر بعد نهاية البطولة..
واضاف دكتور علي الله: أن إستضافة قطر لكأس العالم تعد جزء من رؤية
قطر الوطنية ٢٠٣٠ ، و هى مبادرة حكومية لتحويل قطر إلى مجتمع عالمى ، و توفير مستوى معيشة أعلى ، كما خطط مشروعات التنمية الدولية المرتبطة برؤية قطر تشتمل على مشروعات ذات صلة مباشرة
بكأس العالم ، تهدف إلى استمرارية هذه الأنشطة إلى ما بعد البطولة، حيث أنشأت قطر مرافق و بنية أساسية ضرورية لاستضافة( 1,3) مليون زائر أثناء فعاليات البطولة ، بالإضافة إلى بناء ملاعب على طراز حديث ،
بالإضافة لإنشاء شبكة مترو حديثة ، هذا فضلا عن توسيع مطارها الدولى ، وتشييد مناطق جديدة داخل الدوحة.
ونوه دكتور علي الله، الي أنه رغم المكاسب المتوقعة من المونديال ، فإن
الأنشطة الرياضية الدولية الكبرى ستحقق للأسف اثارا سيئة باستثمارات الدولة المضيفة، حيث تشير التوقعات إلى أن اقتصاد قطر سينمو بنسبة ٣.٤% فى العام ٢٠٢٢ و ٢٠٢٣ بفعل كأس العالم ، وسينخفض إلى
١.٥ % فى العام ٢٠٢٤ . رغما من هذه التخوفات ، فإن قطر أنشأت المرافق الاستراتيجية بصورة راقية ، التى من المتوقع أن تؤدى هذه
الاستثمارات الضخمة و عمليات التحديث إلى توسيع نطاق مبادرات النقل و التجارة والصناعة بقطر ، وكذلك من المتوقع أن يضيف المونديال ١٧ مليار دولار لاقتصاد قطر ، و تشير التوقعات إلى نمو الناتج المحلي القطرى
سيوفر دخل بقيمة ٤ مليار دولار من جراء انفاق السائحين ، كما متوقع أن الإيرادات المالية المباشرة ٢.٢ مليار دولار ، الإيرادات المالية الطويلة المدى ٢.٧ مليار دولار نتيجة ازدهار السياحة أثناء البطولة ، حينها ستعزز مكانة قطر على خريطة السياحة الدولية.
حراك إقتصادي عالمي
ويري اللواء دكتور أمين اسماعيل مجذوب الخبير الاقتصادي والإستراتيجي، أن الاقتصاد العالمي يرتبط بتنظيم فعاليات كأس العالم كل أربع سنوات ، حيث يحدث حراكا إقتصاديا عالمياً جراء استعداد الدول للاستثمار في
الرياضة بشراء اللاعبين و الصرف علي خدمات السفر و الفنادق والخدمات الطبية، فهو سوق كبير جداً يحرك الاقتصاد العالمي بتحريك مكاتب تسجيل اللاعبين ووكالات السفر وشركات الطيران والخدمات .
انعاش الاقتصاد القطري
واضاف دكتور أمين اسماعيل: تنظيم قطر لفعاليات كأس العالم، سينعش الاقتصاد القطري، حيث سيطال الانتعاش كافة القطاعات الاقتصادية خاصة النقل والطيران والسياحة والفنادق والاتصالات .
مكاسب الاقتصاد السوداني
وحول مكاسب الاقتصاد السوداني من فعاليات كأس العالم بقطر قال دكتور أمين اسماعيل، أن مونديال قطر أنعش الطلب على الأجهزة الكهربائية
والاشتراك في خدمات نقل المباريات ، واجهزة النقل ، كما أنعش أندية المشاهدة الرياضية وقطاع وكالات السياحة وشركات الطيران وتوفير فرص العمل يوجه السودانيين بقطر.
مكاسب متعدية لدول الخليج
وفي السياق ذاته أكد دكتور هيثم محمد فتحي الخبير الاقتصادي، أن استضافة كأس العالم بقطر ستتعدي مكاسبها الاقتصاد القطري الي دول الخليج بما تقدمه من خدمات للجمهور المشارك في فعاليات كأس العالم،
من خدمات السفر والسياحة والتحاويل البنكية والتأمين وإعادة التأمين، بجانب المشاركة في إقامة البنيات التحتية وتقديم الخدمات وفرص العمل والسياحة.